أكد السفير الصحراوي بالجزائر بوشراية، حمودي بيون، أمس، أن شعب بلاده يأمل في أن تنعكس تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي أدلى بها خلال زيارته الأخيرة إلى الأراضي الصحراوية في شكل "قرارات ومواقف عملية فعلية وميدانية" تمكن من ممارسة هذا الشعب لحقه في تقرير المصير. وقال السفير الصحراوي على هامش ندوة نظمت بالجزائر العاصمة حول "مواقف الدول الغربية من القضية الصحراوية: أكاذيب وحقائق" أن الشعب الصحراوي تابع تصريحات مون خلال زيارته المنطقة "بالحرف الواحد" حيث أكد مواقف الشرعية الدولية وموقف الأممالمتحدة وهو ما أثار غضب السلطات المغربية المحتلة. وأكد أن الأمر الذي أثار غضب الرباط ليس فقط "كلمة الاحتلال" التي استعملها الأمين العام الاممي ولكن "إصرار الأممالمتحدة على المضي قدما في الدفاع عن الشرعية الدولية" خاصة عندما تطرق إلى الوضعية الصعبة للصحراويين وألح على ضرورة معالجة الوضع الذي ستكون له "انعكاسات سلبية على الأوضاع الأمنية في المنطقة في حال استمراره". وتزامنت تصريحات السفير الصحراوي مع تأكيد الخبير السياسي الأمريكي جاك روسيليي أن المغرب وضع منذ وقت طويل خطط ضد الأممالمتحدة باشر في تطبيقها مع اول فرصة أتيحت أمامه ترجمها موقفه المبالغ فيه ضد الأمين العام الاممي بان كي بسبب قوله كلمة حق في قضية الصحراء الغربية أثناء زيارته الأخيرة الى المنطقة. وأكد جاك روسيليي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة العسكرية الأمريكية في مساهمة له أن الإجراءات الانتقامية التي اتخذها المغرب ضد بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" قد "حادت عن العرف الدبلوماسي". وكشفت عن الهدف المغربي الذي يعود الى وقت طويل الرامي الى إضعاف تواجد الأممالمتحدة في الصحراء الغربية ولغاء مهمة بعثتها "مينورسو". وقال الخبير إن "مهمة تنظيم استفتاء تقرير المصير الموكل لهذه البعثة قد تم تجميدها فعلا منذ سنة 2000 عندما أرادت الرباط فرض نظام الحل النهائي المتفاوض عليه القاضي بضم الصحراء الغربية إلى المغرب".وأشار في هذا السياق إلى محاولات المغرب إضعاف دور الأممالمتحدة في تسوية النزاع في الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليزاريو وكذلك استبعاد إمكانية توسيع مهمة "مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.وقال إن "الانقسامات بين أعضاء مجلس الأمن الدولي.. ذلك ما كانت تتمناه الرباط لإفشال دور الأممالمتحدة بشكل اكبر ونزع الطابع الدولي على نزاع الصحراء الغربية خاصة من خلال إلغاء كل إشارة رسمية الى تقرير مصير" الشعب الصحراوي. وأضاف أن المغرب من خلال قراره طرد أغلبية موظفي هذه البعثة والذي "فاجأ الملاحظين الدوليين" يكون قد "حرم بعثة الأممالمتحدة من دعم لوجيستي أساسي لمراقبة وقف إطلاق النار". وبينما تتواصل موجة الاستنكار ضد طرد بعثة "مينورسو" تتوالي ردود الفعل المنددة أيضا بإقدام المغرب على طرد وفد حقوقي دولي جاء الى المغرب للدفاع عن معتقلين سياسيين صحراويين.وأدانت نقابة محاميي العاصمة الفرنسية باريس ب«شدة" إقدام السلطات المغربية على مثل هذه الممارسات معربة عن "دعمها التام" للمحامية انغريد ميتون عضو في النقابة ولمجموع أعضاء الوفد ل«دفاعهم عن حقوق الإنسان". وأكد أن "هذا التنقل جاء للوقوف على حقيقة الظروف الصعبة لسجن معتقلين صحراويين تمت إدانتهم في إطار ما يعرف بمحاكمة مجموعة مخيم "اقديم ازيك " شهر فيفري 2013 بأحكام قاسية علما أن بعض هؤلاء المعتقلين يشنون إضرابا عن الطعام منذ الفاتح مارس الماضي".