خرج، صبيحة أمس، المئات من المواطنين بولاية تيزي وزو للمشاركة في مسيرة سلمية ضخمة، استجابة لنداء حزب "الأرسيدي" إحياء للذكرى ال36 للربيع الامازيغي "أفريل 1980"، حيث شهدت شوارع الولاية اكتظاظا كبيرا للمتعاطفين والمناضلين في صفوف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذين قدموا من مختلف بلديات وقرى الولاية. وانطلقت المسيرة من جامعة مولود معمري في حدود العاشرة والنصف صباحا، حيث كانت مقسمة إلى مجموعات يقودها إطارات الحزب والمناضلون الذين يتقدمهم كل من الزعيم القديم لحزب الارسيدي، السيد سعيد سعدي ورئيس الحزب، محسن بلعباس، السيناتور اخربان محند وغيرهم، إلى جانب رؤساء بلديات كل من تيزي وزو، ايليلتن واغريب وكذا المناضلين القدماء ضمن الحركة الثقافية البربرية "ام سي بي" أمثال مولود لونوسي، المحامي علي يحيى عبد النور، وذلك من أجل المشاركة في إحياء الذكرى الرمز وتاريخ النضال من أجل الحرية والديمقراطية. ولم تتسع شوارع "الاخوة اوعران" و«شارع لعمالي احمد للحشود الكبيرة من المتظاهرين الذين قدموا من مختلف قرى وبلديات تيزي وزو للمشاركة في إحياء هذا التاريخ الرمز، وسط تعزيزات أمنية، حيث سار المتظاهرون باتجاه وسط المدينة مرورا بشارع لعمالي احمد رافعين شعارات منها "ثمازيغث ثلا اسا ثلا ازكا"، "الامازيغية لغتنا والجزائر وطننا" وغيرها من الشعارات، كما رفع المتظاهرون صورا للفنان المتمرد الراحل معطوب الوناس والكاتب الراحل مولود معمري.وواصل المتظاهرون مسارهم إلى غاية ساحة متحف المدينة "مقر بلدية تيزي وزو سابقا"، حيث اجتمع المناضلون والمتعاطفون مع حزب سعيد سعدي وألقوا كلمة حول الحدث والتي انصبت مجملها حول الاعتراف باللغة الامازيغية ومدها بكافة الإمكانيات من أجل ترقيتها وتطويرها، حيث قال رئيس حزب "الارسيدي"، السيد محسن بلعباس، في كلمة بالمناسبة بعدما حيا الجمع الغفير من المتظاهرين، إن الشباب قد أخذوا على عاتقهم النضال من أجل الامازيغية والديمقراطية قائلا "شبابنا مستعد لرفع التحدي من أجل الامازيغية"، ويضيف أيضا "نريد أن تكون الامازيغية لغة الدولة" وقال السيد بلعباس إن تنظيم هذه المسيرة هو من أجل التأكيد على أن النضال متواصل من أجل القضية الامازيغية وأنه حان الوقت لتغير الأوضاع وتقوية صفوف كل الجزائريين. وواصل رئيس الارسيدي كلمته قائلا "افريل 1980 يواصل هيكلة النضال السياسي ليس فقط حول مسائل خاصة أو قاطعة وإنما من أجل مجتمع حر من التقليد الأعمى". من جهته شدد المحامي واحد المناضلين القدماء ضمن حركة "ا م سي بي" السيد يحي علي عبد النور، على حول الوحدة الوطنية والسيادة الاقليمية قائلا" الامازيغية لغتنا والجزائر وطننا"، مذكرا بتضحيات الشهداء من أجل الجزائر. وللإشارة، عند بلوغ مسيرة الارسيدي ساحة متحف المدينة، التحق أنصار حركة "الماك" الذين بقوا في الخلف، حيث حاولوا الاختلاط في صفوف الارسيدي في بداية المسيرة، لكن سرعان ما انقسمت المسيرتان لتفادي التزاوج بين الطرفين، وظهر ذلك جليا في المطالب المرفوعة والمسموعة في كلتا المسريتين، حيث أن المتظاهرين ضمن مسيرة الارسيدي التي اعتبروها تاريخية نظر للحشود الكبيرة التي لبت النداء "يرددون تامازيغت لغتنا والجزائر وطننا"، مع التأكيد على تمسكهم بجزائر موحدة وغير قابلة للتجزئة، حيث أظهر نشطاء الارسدي رفضهم لمحاولات استغلال الحدث لأغراض أخرى، في حين أن "أنصار الماك " كانت مطالبهم عكس ذلك. وفي حدود الواحدة والنصف زوالا، دعا نشطاء الارسيدي المتظاهرين إلى الانصراف في هدوء دون تسجيل اية مناوشات او تجاوزات تذكر.