يؤكد بدر الدين غربي مدير الشباب والرياضة لولاية وهران في هذا الحوار، أن التنسيق جار ومتواصل مع مختلف الهيئات المسؤولة، والمعنية بتحضيرات ألعاب البحر الأبيض المتوسط المزمع تنظيمها بمدينة وهران عام 2021، مع عزم أكيد لإخراجها في حلة تشرّف الجزائر. كما رد ضيف جريدتنا على انشغالات مختلف الاتحاديات الرياضية الوطنية وكذا على نقاط أخرى تعني الراهن الرياضي في الولاية رقم 31، تفاصيلها في هذا الحوار... ❊ س: بداية، حطت اللجنة الأولمبية الجزائرية الرحال بمدينة وهران في الأيام القليلة الماضية، فما هو تعليقكم على اجتماعها الذي عقدته بها؟ ج: هو اجتماع دوري للجنة الأولمبية الجزائرية، ارتأت عقده بمدينة وهران. ونحن نرحب بها في كل وقت وفي أي مناسبة، وكذلك جاء هذا الاجتماع في إطار التنسيق، ومتابعة التحضيرات لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستجرى بوهران عام 2021، والتي نرمي أن تكون مرجعية، تشرّف المدينة وبلادنا. ❊ س: عبّر بعض رؤساء الاتحاديات الرياضية الوطنية في ذات الاجتماع، عن انشغالاتهم بمستقبل بعض المنشآت الرياضية التي من المفترض أن تحتضن هذه الألعاب الخاصة بها، فماذا تقول عن ذلك؟ ج: ليست انشغالات كبيرة أو مثبّطة للعزائم. سنترك لأهل الاختصاص حرية اختيار المكان الذي يرونه مناسبا لإجراء أي منافسة رياضية. ولعلمكم، سنسطر برنامجا لخرجات سنقوم بها قريبا مع خبراء ومختصين لمختلف الاتحاديات الوطنية الرياضية، كل واحد في مجال اختصاصه، فلا أظن أن ثمة تخوفا من هذا الجانب. ❊ س: إذاً أنت تطمئن المختصين بأنه لا مشكل بالنسبة للمنشآت الرياضية، خاصة أن المسؤول الأول عن الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، كشف عن رغبة هيئته في تنظيم بطولة إفريقيا للأواسط العام القادم 2017، وتجمّع دولي عام 2020 بمدينة وهران؟ ج: أطمئن بأن ولاية وهران كافية في هذا المجال، وبالمنشآت الرياضية الخاصة برياضات أخرى كالمسايفة، التنس، الفروسية والسباحة. عن هذه الأخيرة مثلا، سنستلم هذا العام ثلاثة مسابح جديدة بكل من عين البية، أرزيو وعين الترك، فضلا عن مسبح المدينة الجديدة والمركّب المائي بالمركّب الأولمبي الذي يتوفر على ثلاثة مسابح، واحد مغطى، والآخران على الهواء الطلق. فقط أتمنى من المؤسسة الصينية المكلفة بإنجاز ملعب ألعاب القوى بالمركب الأولمبي الجديد ببلقايد، أن تسرّع من وتيرة أشغالها حتى تنتهي من إنجازه في أقرب وقت ممكن. ❊ س: وماذا عن الأشغال الجارية بملعب كرة القدم بهذا المركّب الأولمبي الجديد؟ ج: الأشغال تناهز 74 في المائة، وهي في مرحلة التجهيزات، ليأتي بعدها وضع العشب الطبيعي على أرضية الملعب. أتمنى أن يرتفع نسق جهود عمال هذه المؤسسة الصينية للانتهاء منه، ولم لا نقيم به نهائي كأس الجزائر العام القادم (2017)، وكذلك احتضان مباراة دولية من العيار الثقيل مادام العقد المبرم مع هذه المؤسسة الصينية، ينص على تسليمه في الثلاثي الأول من سنة 2017. ❊ س: ومتى ستنطلق أشغال الشطر الثاني من إنجاز هذا المركّب الأولمبي؟ وهل تفكرون في إسناده لمؤسسة أخرى في ظل التثاقل الملاحظ من قبل المؤسسة الصينية؟ ج: أنا أعلن عبر صفحات جريدتكم المحترمة، أن انطلاق أشغال الشطر الثاني من المركّب الأولمبي الجديد ببلقايد الذي يتضمن بالأساس المركّب المائي الذي يحتوي على ثلاثة مسابح وقاعة متعددة الرياضات، سيتم شهر جويلية القادم. وأستبعد اللجوء إلى شركة أخرى لإنجازه، لأن العملية تتطلب إجراءات معيّنة، تستهلك وقتا طويلا نحن بحاجة إليه وإلى عدم تضييعه، فضلا عن أن المؤسسة الصينية تعودت على الموقع، وأضحت على علم بكل كبيرة وصغيرة تتعلق به. ❊ س: نعود إلى ملاعب كرة القدم، وتحديدا ملعب الشهيد أحمد زبانة الذي عاينته منذ أيام قليلة لجنة معاينة الملاعب التابعة للرابطة الوطنية الاحترافية، وقدمت تحفظات بشأن أرضيته، فهل تلقيتم شيئا في هذا الشأن؟ ج: أولا، أؤكد لكم أنه لا علم لنا، ولم نتلق أي شيء مكتوب من هذه اللجنة أو غيرها بشأن تحفظات تتحدثون عنها، لكني أعلم أننا نحن كمديرية الشباب والرياضة، تقدمنا بطلب إلى وزارة الشباب والرياضة حتى تمنحنا غلافا ماليا من أجل إعادة تغطية أرضية ملعب أحمد زبانة ببساط جديد ومن آخر جيل، لأن البساط الحالي استُهلك واستُعمل أكثر مما يسمح به القانون، فصار خطرا على مستعمليه من اللاعبين والفرق الكروية. ونسعى لوضع البساط الجديد هذه الصائفة إن شاء الله. ❊ س: وما هو تقييمك لحصيلة الفرق الرياضية الوهرانية في مختلف الاختصاصات هذا الموسم؟ ج: كارثية، لأن أي فريق عندما يلغي التكوين من تفكيره والعمل على المدى الطويل ويفضل مكانهما "البريكولاج"، فمن المستحيل أن ينجح وتستمر النتائج الإيجابية كما كانت الموسم الماضي، والذي قبله، ومادامت الفرق الوهرانية أضحت تعتمد على "بضاعة" من خارج أسوارها ومدينتها، فطبيعي أن يخفت بريقها، وتنخفض نتائجها ومستواها، وهو ما نقف عليه حاليا، وهو أمرمنطقي في رأيي. ❊ س: هناك بوادر أزمة وصيف ساخن يطرق بيت مولودية وهران، فهل ستلعب هيئتكم كالعادة، دور "رجل المطافئ"؟ ج: نحن في مديرية الشباب والرياضة اعتدنا على مثل هذه الحالات في مولودية وهران، لكننا نتمنى كل الخير لها. وأنا أقول لأبناء المولودية اِلتفوا حول فريقكم، كفى قصفا لبعضكم البعض، غلّبوا مصلحته أولا على المصالح الشخصية، ضعوا جانبا حب الزعامة، ففريقكم كان صاحب صولات وجولات على الساحة الإفريقية. هناك تصرفات طائشة لا تشرف مولودية وهران. أطلب من الله تعالى أن يهدي الجميع لمصلحة هذا الفريق العريق أولا وأخيرا، فالشخص القادر على جلب الإضافة أهلا وسهلا به، ومن لا يقدر فليترك المولودية وشأنها، لقد رأيت بأم عيني كيف أن المناصر الحقيقي والوفي يبكي عندما تخسر مولودية وهران. ❊ س: والجارة جمعية وهران كان مصيرها كارثيا فهوت إلى القسم الثاني، فما هو تعليقكم على ذلك؟ ج: للأسف، هذه المدرسة الكروية تعاني؛ جمعية وهران فريق كبير، ويلعب كرة قدم جميلة، ويتوفر على لاعبين لهم تقنيات عالية. أنا أستطيع القول: لو استمرت الجمعية اللعب في ملعب زبانة ربما لاحتلت مرتبة ضمن الأوائل في البطولة الوطنية. ❊ س: وهل ترى أن عامل الملعب هو الوحيد المتسبب في سقوط جمعية وهران؟ ج: بغضّ النظر عن مشاكل نحن في غنى عنها، هناك عدة عوامل تركت الجمعية الوهرانية تفقد مكانها في القسم الوطني الأول، لا أستطيع أن أستبق الأحداث حتى أتحصل على جميع المعطيات، لكن أؤكد أن سقوط جمعية وهران لن يمر مرور الكرام، يجب أن نعرف ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انحدار هذه المدرسة الكروية النجيبة. ❊ س: هل نفهم بأن المحاسبة ستطرق باب مسؤولي جمعية وهران؟ وهل ترى أنه من القانوني أن يسير الفريق الأول بفئاته العمرية من قبل النادي الهاوي بدل الشركة الرياضية؟ ج: لا أقول محاسبة، فأنا لست قاضيا، ولكن يجب أن نتدخل ونعالج الأمر من جذوره. ثم المعروف أن بالجمعية أناسا عقلاء يحبون فريقهم، وثلاثة أشخاص لا يمكنهم تسيير فريق بحجم جمعية وهران، يجب تضافر جهود الجميع. ما يهمنا هو مصير الفريق، ورفعة شأنه، ومعالجة أموره بتعقل وحكمة. أما عن شأن التسيير فنحن لنا علاقة شراكة مع الشركة الرياضية والنادي الهاوي، لذلك لا يحق لنا التدخل فيمن له الحق في تسيير الفريق، خاصة أن الجميع في الفريق يصيح بأعلى صوته بأنه يطبّق القانون. ❊ س: وبماذا تختم هذا الحوار؟ ج : بأمنية عودة الفرق الوهرانية إلى السكة الصحيحة، فأغلبها يلعب هذه المواسم من أجل تفادي السقوط، ما جعل الحصيلة الرياضية عموما سلبية. ستقدم علينا عهدة أولمبية جديدة، أتمنى أن يهتم المسؤولون القادمون بالدرجة الأولى، بالعمل القاعدي، وخاصة التكوين، والعمل على المدى الطويل وتفادي المصعد؛ عام للصعود، وآخر للسقوط. وشكرا لجريدتكم المحترمة على هذه الاستضافة، والتوفيق للجميع إن شاء الله.