تفضل العائلات العنابية منذ حلول شهر رمضان الكريم تناول فطورها على مستوى الشواطئ أو الغابات المحاذية للواجهة البحرية، بعد الارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة، حيث تجد الشاطئ والحدائق فضاء حقيقيا للإفطار مع الأهل والأقارب والأصدقاء وتمتد سهرتهاإلى ما بعد أذان المغرب مباشرة إلى منتصف الليل، وهناك من يأخذ معه طبقا متنوعا خاصا بالسحور ويعود في الثالثة صباحا إلى البيت. يلاحظ الزائر لبونة هذه الأيام رطوبة عالية خاصة في الليل وحرارة تلفح الوجه في النهار، وهو ما يثقل أيام الصيام بالنسبة لسكان المنطقة الذين يبحثون عن مكان مريح للإفطار، فأغلب العائلات تفضل قضاء جل وقتها في العراء بعيدا عن رطوبة المنازل الخانقة، وهو ما لفت انتباهنا، حيث يخرج سكان بونة، خاصة الشباب والمتزوجين حديثا إلى الشواطئ ساعات قبيل الإفطار، وهناك من يحضر فطوره على الجمر مقابلا الغابة والاخضرار، وهو ما يصنع لوحة فنية رائعة خلال هذه الأيام المباركة. وعن مثل هذه الأجواء، تحدثنا إلى الحاجة الضاوية التي أكدت لنا أن الإفطار خارج البيت له نكهة خاصة بحضور الأهل المغتربين الذين يفضلون مثل هذه السهرات، مع إعداد أطباق تقليدية مصنوعة بلمسة عنابية، منها "الشوربة" و«البوراك" و«شباح السفرة" والمشويات، لتضيف أن القعدات الرمضانية تفتح لك الشهية. من جهة أخرى، يعرف شاطئ الخروبة توافدا كبيرا للشباب القادمين منهم خاصة من الولايات المجاورة، الذين يعشقون البحر وجمال عنابة في الليل، حيث يخصصون أماكن للتخييم وقضاء شهر رمضان فيها، تتعدد الجلسات والسمر ليستمر حتى الفجر، فمن العائلات من تأخذ أطفالها إلى الحدائق للعب وكسر الرتابة السنوية، فيما يعرف الكورنيش العنابي إقبالا منقطع النظير من طرف المغتربين وأهل المدينة الذين يعشقون "الكريبونة" و«الآيس كريم". وفي سياق متصل،أكدت عائلات أخرى أن هناك من تتحمل حرارة المنزل والرطوبة العالية لتقضي جل وقتها في المطبخ وتحضر مائدة متنوعة بمختلف الأكلات العصرية والتقليدية، لكن تبقى حتى بعد الإفطار في البيت، والسهرات تكون في الشاطئ، فيما يتم أخذ السحور خارجا، وأمام هذا التنوع في العادات وتقاليد سكان عاصمة أبو مروان الشريف، تبقى عنابة تعيش على وقع سهرات رمضان المتنوعة، خاصة أمام برمجة عدد من السهرات مع الفنانين الذين يلهبون الواجهة البحرية والكورنيش بمختلف الحفلات الفنية والغناء الشاوي الراقص والمالوف العنابي الرائع.