صمّم الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية نظاما مدمجا لتسيير الأجهزة الاصطناعية يسمى "سيڤاب"، يسمح لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ولاسيما مريض السكري، بالتقرب من هيئات الديوان الوطني لأعضاء المعاقين الاصطناعية ولواحقها المنتشرة عبر التراب الوطني، لاقتناء الجهاز بدون عناء التنقل إلى مركز انتسابه. وأبرز الدكتور حسان تجاني هدام المدير العام للصندوق، أن هذا النظام يدخل ضمن استراتيجية تحسين وتسهيل الإجراءات الإدارية لفائدة المؤمّن اجتماعيا وذوي حقوقه. طوّر الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية مقاربة تهدف إلى تقريب خدمات الصندوق من المؤمنّين اجتماعيا بغرض ترشيد النفقات، حسبما أشار إليه الدكتور تجاني هدام أمس خلال يوم إعلامي حول التكفل بداء السكري والمضاعفات المرتبطة به. ولفت إلى أن هذه المقاربة تقوم على تقوية الوقاية من مضاعفات هذا الداء الآخذ في الانتشار السنة تلو الأخرى، لاسيما القدم السكرية. وذكر المتحدث أن مرض السكري يندرج ضمن قائمة الأمراض المزمنة المتكفل بها من قبل صندوق الضمان الاجتماعي بنسبة 100% ضمن نظام الدفع من قبل الغير، إذ يمكن للمُؤمّن أو ذوي حقوقه الحائزين على بطاقة الشفاء، اقتناء الدواء لدى أي صيدلية متعاقدة عبر التراب الوطني بدون دفع مسبق للمصاريف. يأتي هذا ضمن مقاربة للصندوق ترمي إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطنين. هذه الخدمة يعتبر المسؤول أنها تأتي على رأس الخدمات المقدمة لمرضى السكري، ملفتا إلى عدد الصيدليات المتعاقدة مع الصندوق الذي بلغ 23 ألف صيدلية عبر الوطن. يضاف إليها التعاقد مع 3 آلاف طبيب و160 مركزا لتصفية الكلى و250 مؤسسة نقل صحي و17 عيادة جراحة القلب، وكل هذه الخدمات سمحت بتحسين نوعي للتكفل بمرضى السكري بما سمح بمضاعفة عدد المتكفلين بهم اجتماعيا من 53 ألف مريض بتغطية مليار و400 مليون سنتيم في 2012 إلى 103 آلاف مريض، بتغطية أكثر من 3 ملايير سنتيم في 2015. كما ذكر د.تجاني هدام أن عدد المستفيدين من الأعضاء الاصطناعية خلال الخمس سنوات الماضية، قد وصل إلى 16 ألف مؤمّن اجتماعيا، بغلاف مالي تجاوز 70 مليار سنتيم. أما بخصوص التكفل بالأعضاء الاصطناعية لدى الخواص فقد أحصى الصندوق 9 آلاف وثيقة انتساب، بغلاف مالي قُدر بأكثر من 14 مليار سنتيم. والأرقام المحصاة تشير إلى مدى استفحال داء السكري وسط الساكنة، ولا يتعلق الأمر بالداء فحسب، وإنما بمضاعفاته الثقيلة، وعلى رأسها بتر القدم السكرية التي تكلّف الخزينة العمومية حوالي 3 ملايين دينار تشكل مصاريف العلاج والاستشفاء، وتعويض الأدوية والتجهيزات الاصطناعية، حسبما تشير إليه السيدة عقيلة مزيان مسؤولة خلية البحث والتطوير بالديوان الوطني لأعضاء المعاقين الاصطناعية ولواحقها خلال ذات المناسبة. في السياق، ذكر السيد فاتح جلال مدير الديوان الوطني لأعضاء المعاقين الاصطناعية ولواحقها، أنه يتم إحصاء ما بين 900 و950 قدما مبتورة سنويا، 80% منها سببها المباشر مضاعفات السكري، ولفت إلى إحصاء 14 ألف مريض مجهَّزين بأعضاء اصطناعية خلال الخمس سنوات الأخيرة.