جدد وزير السكن والعمران والمدينة، عبد المجيد تبون، أمس، التأكيد على أن الأشغال الكبرى لانجاز مشروع مسجد الجزائر، ستنتهي في نهاية 2016، على أن تكون المرافق الأساسية الأولى لهذه المنشأة على غرار قاعة الصلاة، عملية نهاية الثلاثي الأول من العام 2017، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز الكبير سيكون بعد إتمامه أبرز معلم حضاري على المستويين الأورومتوسطي والإفريقي. وذكر السيد تبون، على هامش الزيارة التفقدية إلى هذه المنشاة الحضارية الضخمة، التي وقف خلالها على مستوى تقدم العمليات الاخيرة للأشغال الكبرى بأن نسبة الإنجاز العامة بلغت 82 بالمائة، فيما فاقت بالنسبة لبعض المرافق ال95 بالمائة، مشيرا إلى أن الآجال التي تم تحديدها لاستلام هذه الانجاز الحضاري المميز سيتم احترامها، حيث يرتقب حسبه استكمال كافة الأشغال الكبرى في نهاية السنة الجارية، على أن يشرع في استعمال واستغلال أهم المرافق فيها وخاصة قاعة الصلاة مع نهاية الثلاثي الأول لسنة 2017. وفي حين أشار إلى أن المئذنة التي تم لحد الآن بناء جزء هام منها بارتفاع 168 مترا من أصل 265 مترا، سيتم استكمالها بالكامل مع نهاية العام الجاري، ذكر السيد تبون بأن العمليات الأولى الخاصة بتوشيح وزخرفة هذه القاعة وغيرها من المرافق الأخرى، ستنطلق شهر أوت المقبل، وذلك تزامنا مع عملية تركيب القبة الأولى التي ستغطي قاعة الصلاة، والتي تم استقدامها إلى موقع الورشة في انتظار وصول القبة الكبرى التي تم استلامها في 4 جويلية الجاري بالصين "وهي حاليا في طريقها إلى الجزائر". وأبدى وزير السكن والعمران والمدينة تفاؤلا كبيرا بخصوص تقدم أشغال إتمام هذا الانجاز الكبير، الذي سيصبح بعد استكماله أبرز معلم حضاري بالمنطقة الاورومتوسطية وفي إفريقيا، وثالث أضخم موقع ديني وروحي بعد الحرمين الشريفين، لافتا إلى أن هذا المشروع دخل مرحلته الحاسمة بعد أن تمت تدارك وتسوية كل المشاكل التي كانت مثارة مع مكاتب الدراسات والخاصة بالتموين والتمويل. وبخصوص جانب تسيير هذا المعلم الكبير، كشف السيد تبون عن التحضير لمرسوم سيصدر لضبط كافة الجوانب المتعلقة بالتسيير الروحي والتقني للمسجد، وذلك على خلفية الاتفاق الذي تك التوصل قبل يومين بن وزارتا السكن والعمران والمدنية والشؤون الدينية والأوقاف، مشيرا إلى أن تسيير هذا المرفق الإسلامي الضخم، محل دراسة الآن من أجل تحديد النمط الذي يليق به، والذي سيستنبط من نمط تسيير المرافق الإسلامية الكبرى كجامع الأزهر بمصر والحرمين الشريفين بالمملكة العربية السعودية. وعن الأبعاد الحضارية التي يحملها هذا الانجاز، ذكر السيد تبون بأن مسجد الجزائر سيكون له صدى كبير على المستويين الجهوي والدولي، "وسيغير نظرة العالم إلى الجزائر، خاصة بعد أن تم اتهامنا في مرات كثيرة، بداية من مرحلة الثورة التحريرية حيث اعتبروا الكفاح المسلح إرهابا ثم مرحلة مكافحة الارهاب التي عانينا منها وحدنا وواجهنا خلالها إرهابا من مختلف الجنسيات، وصولا إلى المرحلة الحالية التي تتميز فيها الجزائر بالقرارات السيادية ورفض الانبطاح وهو ما يزعج الكثير من الدول". للإشارة فقد تم قبل يومين الإعلان عن إطلاق مناقصة وطنية ودولية لاختيار مكتب دراسات مؤهل يشرف على عمليات توشيح وزخرفة وتزيين جامع الجزائر، وذلك مع توقيع وزارتا السكن والشؤون الدينية على الوثيقة المتعلقة بتفاصيل الشكل النهائي لهذا الانجاز الضخم. ويتربع مسجد الجزائر الذي تشرف على أشغال إنجازه مؤسسة صينية، على أكثر من 27 هكتارا ويتضمن قاعة صلاة بمساحة 20 ألف متر مربع وباحة ومنارة بطول 265 مترا، ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن، فضلا عن الحدائق وحظائر السيارات ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للإطعام.