يسعى الوفد الجزائري المكون من 64 رياضيا إضافة لمنتخب كرة القدم رجال لأقل من 23 سنة لمحو المشاركة المتواضعة في طبعة لندن 2012، التي أنقذتها في آخر لحظة ذهبية توفيق مخلوفي في سباق 1500 متر. وحسب توقعات الميداليات التي قدمها المسؤولون، فإن الهدف المرجو بلوغه في دورة ريو دي جانيرو التي افتتحت أول أمس (الجمعة) هو الصعود فوق المنصة أربع مرات على الأقل وهو هدف إن تحقق، سيكون بمثابة إنجاز كبير للرياضة الجزائرية، حسب رئيس اللجنة الأولمبية مصطفي بيراف. وتريد الجزائر التي سجلت أحسن مشاركة لها في أولمبياد سيدني (أستراليا) سنة 2000 بحصدها خمس ميداليات منها ذهبية أحرزتها نورية بنيدة مراح (1500 متر)، معادلة هذا الرقم لكن المهمة ستكون بالتأكيد صعبة بحضور أفضل الرياضين في الرياضات الأولمبية. وحسب رئيس الوفد الجزائري المشارك في ريو، عمار براهمية، يملك الرياضيون الجزائريون الإمكانيات التي تسمح لهم بالتألق والصعود فوق منصات التتويج. وقال براهمية في ندوة صحفية نشطها بالقرية الأولمبية: "الكل على دراية بتوقعات الاتحاديات قبل مغادرتنا أرض الوطن. رياضيون مثل فليسي (ملاكمة) ومخلوفي (ألعاب القوى) وسنتاز (مبارزة).. لديهم كل الإمكانيات للتتويج بميدالية، إلى جانب بورعدة في العشاري". وحسب التوقعات المقدمة، فإن الهدف هو الحصول على مجموع أربع ميداليات دون تحديد لونها. واقع الميدان وحده من سيحدد واقعية هذه التنبؤات. ولبلوغ الأهداف المتوخاة، خصصت السلطات العمومية 350 مليون دينار من أجل تمكين الرياضيين من التحضير في أحسن الظروف الممكنة. وفي هذا الشأن، أوضح رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو، مسعود ماتي، قائلا: "استفاد الرياضيون من كل التسهيلات للتحضير بالجزائر وخارج الوطن.. لقد وضعت الاتحادية تحت تصرف المصارعين كل الإمكانيات البشرية والمادية تحسبا للأولمبياد..كل ما طلبوه تم توفيره، لقد شارك ممثلونا في أبرز الدورات الدولية الكبرى من أجل الحصول على النقاط ثم استفادوا من تربصات عديدة آخرها بساو باولو"، معتبرا أن "الكرة الآن في مرمى الرياضيين للبرهنة على قدراتهم". من جهته، سار المدير الفني للاتحادية الجزائرية للملاكمة، مراد مزيان، في نفس الاتجاه مؤكدا وضع الملاكمين الجزائريين في أفضل الظروف. مخلوفي وفليسي وبن عمادي و الآخرون... إذا كانت النتائج تكاد تكون محسومة بالنسبة لبعض الاختصاصات حتى قبل انطلاق المنافسات على غرار الشراع والتجذيف والجمباز، فإن حظوظ التتويج بميداليات في رياضات أخرى تبقى قائمة خصوصا في الملاكمة وألعاب القوى والجيدو، صاحبة الميداليات الجزائرية 15 خلال المشاركات ال 12 السابقة منذ 1964 بطوكيو. ويعتبر البطل الأولمبي لسباق 1500 متر، توفيق مخلوفي حامل الآمال الجزائرية بريو دي جانيرو، رغم أنه لم يعلن عن اختياره بشأن السباق الذي يشارك فيه 1500 أو 800 متر. عامل المفاجأة الذي كان حاضرا في طبعة 2012 بلندن، سيغيب هذه المرة أمام منافسين يعرفون ابن سوق أهراس تمام المعرفة. في العشاري العربي، بورعدة الذي حقق نتائج طيبة خلال السنة الماضية، يبدو أن الجزائري لا يتعامل جيدا مع الضغط بالقرية الأولمبية، رياضة الملاكمة هي أيضا من أبرز حظوظ الميداليات الجزائرية بريو، حيث أن عدد المشاركين سيكون 8. ويسعى القفاز الجزائري للعود إلى منصة التتويج بعد ثماني سنوات من الغياب. ويتواجد محمد فليسي خامس البطولة العالمية 2015 بالدوحة في أحسن رواق للفوز بميدالية مثله مثل الثنائي عبد الحفيظ بن شبلة و عبد القادر شادي. وحول الاستعدادات، قال المدير الفني مراد مزيان: "تحضيرات الملاكمين تواصلت لثلاث سنوات كاملة.. نسعى جاهدين لاستعادة طعم التتويج الأولمبي". الجيدو يحمل أيضا الآمال الجزائرية في الأولمبياد البرازيلي لكن المهمة ستكون معقدة للغاية باعتراف الأخصائيين. وحول المسالة، أوضح ماتي قائلا: "بذل المصارعون مجهودات كبيرة ونتمنى أن تكلل بالنجاح.. نحن متفائلون رغم كل شيء". وقد تأتي المفاجأة السارة من المبارز حميد فكتور سانتاز الذي يؤمن بقدراته رغم غيابه عن المنافسة لمدة 3 سنوات: "أنا لا أعترف بالهزيمة.. الهدف هو الفوز بالمنازلة الأولى التي ستكون صعبة لكنها ستسمح لي بالدخول جيدا في المنافسة الأولمبية لأحاول بعدها تحقيق الانتصار تلو الآخر من أجل الصعود فوق منصة التتويج". أخيرا المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 23 سنة يعود للدورة الأولمبية بعد 36 سنة من الغياب، رهن حظوظه في التأهل للدور القادم بعد الهزيمة أمام الهندوراس (3-2) أمسية الخميس بملعب جواو هافلانج لحساب الجولة الأولى (المجموعة 4) التي تضم أيضا الأرجنتين والبرتغال.