ضاعفت عناصر الجيش الوطني الشعبي المتدخلة لنزع آثار الكارثة الطبيعية بغرداية وتيرة عملها على مستوى المدارس والمؤسسات التعليمية المتضررة، وذلك تنفيذا لتعليمات السلطات العليا في البلاد، التي أقرت بأن أولوية الأولويات بغرداية هي عودة التلاميذ إلى أقسام الدراسة يوم السبت المقبل. وقد انتشرت أفواج المؤسسة العسكرية، وعلى مستوى مختلف الأحياء المتضررة بغرداية، ولاسيما بموقع "الغابة" حيث يظهر حجم الكارثة بنسبة أكبر، وعكفت منذ ثلاثة أيام على إزالة كل الردوم والأوحال التي غمرت المدارس والمرافق العمومية، على غرار المساجد والمراكز الصحية وقد لاحظنا بعين المكان، أن مدرسة "حمو الحاج" التي كانت تبدو قبل ثلاثة أيام مجرد أطلال، عادت إلى شكلها الأصلي بعد أن تم تخليصها من الأتربة بفضل سواعد أفراد الجيش، الذين تكفلوا بنزع الردوم يدويا بينما عملت آليات المؤسسة العسكرية على تخليص الساحة ومحيط المدرسة من أكوام الرمال والأوحال التي بلغ ارتفاعها 1.5 متر أحيانا في حين أعيدت تهيئة المستوصف المحاذي للمدرسة وحول إلى مركز لاستقبال السكان لتلقي التلقيحات ضد الأمراض والأوبئة على غرار التيتانوس والدفتيريا. ومن جهتها انتشرت عناصر الدرك الوطني داخل منطقة "الغابة" وبمحيطها حيث توزعت مجموعات لمساعدة بعض السكان في تحرير سياراتهم الغارقة في الأوحال، مع الإشارة في هذا الصدد الى أن الضحية ال 34 للكارثة، ثم العثور عليها متوفاة داخل سيارة، أثناء عملية إخراج هذه الأخيرة من داخل مستودع غمرته الردوم بالمنطقة. كما تسهر عناصر الدرك الوطني أيضا على حماية المساعدات التي تصل الى مراكز الاستقبال المهيأة بمواقع النكبة وانتشر مهندسو المراقبة التقنية للبناءات وأعوان مصالح البناء والتجهيز العمومي، داخل أزقة وأحياء منطقة "بابا السعد" المتضررة بنبسة كبيرة هي الأخرى من أجل القيام بعمليات إحصاء السكنات والبنايات وتصنيف درجة خطورة ضررها. 4000 تدخل للحماية المدنية منذ وقوع الكارثة منذ وقوع الكارثة الطبيعية بولاية غرداية يوم الفاتح أكتوبر الجاري نفذت مصالح الحماية المدنية 3999 تدخل لإنقاذ وإغاثة المتضررين وتقديم الدعم والمرافقة للمنكوبين ولمصالح التدخل الأخرى. وحسب الأرقام التي قدمها لنا العقيد ابراهيم المدير الولائي للحماية المدنية مساء أول أمس، فإن العمليات التي نفذتها هذه المصالح شملت 736 عملية إنقاذ وإسعاف الأشخاص المتضررين، 1332 عملية لامتصاص المياه، 83 عملية نزع السيارات المردومة، 329 عملية مرافقة طبية وإجراءين أمنيين شملا مرافقة مصالح التدخل الأخرى لضمان التغطية لها. وتجدر الإشارة إلى أنه من بين العمليات الأخيرة للإنقاذ التي نفذتها مصالح الحماية المدنية، تلك التي شملت إنقاذ الطفل الغريق البالغ 14 سنة بمنطقة العطف، والذي تم انتشاله من بركة المياه حيا، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى متأثرا بالجروح التي أصيب بها على مستوى الرأس.