يتوجه قرابة 110 ملايين ناخب روسي اليوم إلى مكاتب التصويت لاختيار ممثليهم في مجلس الدوما (البرلمان) وسط مخاوف متزايدة من احتمالات مقاطعة الناخبين الروس لهذا الموعد لانشغالهم بمتاعب معيشتهم اليومية·ولم تفقد السلطات الروسية الأمل في اقناع الناخبين بالتصويت وبذلت جهداً إضافيا من أجل تحقيق هذا الهدف وسط مخاوف الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" الذي يقوده الرئيس فلاديمير بوتين من نسبة عزوف مرتفعة عن هذا الموعد· وانتهت مساء الجمعة الحملة الانتخابية التي استغلتها مختلف الاحزاب لاستقطاب الناخبين، مانعة زعماء هذه التشكيلات من الادلاء بأية تصريحات وانتظار ساعة الحسم مساء اليوم وماتفرزه نتائج الانتخاب· ولكن ذلك لم يمنع يمنع التلفزيون الروسي من بث صور للرئيس فلاديمير بوتين في حفل بإحدى قاعات الرياضات القتالية بالعاصمة موسكو وهو مااعتبره منافسوه بأنه خرق للحملة وترويج لحزب روسيا الموحدة من خلال شخص الرئيس· وعرفت الحملة الانتخابية لجوء الأحزاب المتنافسة الى شتى طرق الاقناع والاستقطاب تراوحت مابين عرض مواد استهلاكية بأدنى الأسعار وحصص للعلاج المجاني الى توفير خبز محشو ورسائل الكترونية قصيرة تحث الناخبين على عدم تفويت فرصة الانتخابات اليوم لانتخاب ممثلين في مجلس الدوما· وأعادت تلك المشاهد الناخبين الروس الى الحقبة السوفياتية عندما كانت الحزب البلشفي الحاكم ينظم مآدب للأكل والشرب عشية كل انتخابات محلية أو عامة· ولم تمر هذه الممارسات دون أن تثير جدلا حاداً في روسيا، جعلت أحزاب المعارضة تتهم السلطات الروسية باستعمال استراتيجية العصا والجزرة في تعاملها مع الناخبين بعد أن أكدت الصحف المحلية والتنظيمات الحقوقية وحتى الناخبين بتعرضهم لتهديدات بالطرد من مناصب عملهم وإلغاء علاواتهم إن هم لم يتوجهوا إلى مكاتب التصويت· ولم تخل عمليات الاستقطاب من اغراءات تخرج عن المألوف ولم تتوان الصحف المحلية في الترويج لها، كأن تكتب إحداها في إحدى مدن أصقاع سيبيريا، صوتوا وربما ستكونون من المحظوظين للفوز بشقة أو عشر سيارات و15 ألف آلة الكترونية، ولم يقتصر ذلك على مثل هذه الأشياء التي تسيل اللعاب بل شملت أيضا عروضا بالفوز بمنتجات غذائية وفواكه وخضر بأسعار مغرية· وضمن هذه الحملة وحرارة الانتخابات فإن المتعاملين في مجال الهاتف المحمول لم يفوتوا الفرصة وقاموا بارسال ملايين الرسائل الالكترونية الى منخرطيهم لاقناعهم بضرورة التصويت· ورغم كل هذه الانتقادات فإن أنصار حزب روسيا الموحدة يتوقعون حصولهم على أكثر من 60 بالمائة من أصوات الناخبين وبما يضمن لهم الحصول على أغلبية مقاعد مجلس الدوما· ليس ذلك فقط فهذه النتيجة يعتبرها هؤلاء بمثابة تزكية صريحة للسياسة التي انتهجها الرئيس فلاديمير بوتين على مقربة من انتهاء عهدته الرئاسية شهر مارس القادم· ولم يكن لهذه التوقعات المفرطة في التفاؤل أن تمر هكذا دون أن تثير مخاوف العواصمالغربية من احتمالات وقوع تزوير للانتخابات لصالح الحزب الحاكم· وخرجت الولاياتالمتحدة عن صمتها أمس وعبرت عن قلقها إزاء احتمال حدوث تجاوزات خلال هذه الانتخابات·
وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوربا رفضت ايفاد ملاحظين عنها الى روسيا لمراقبة الانتخابات بمبرر وضع السلطات الروسية لعراقيل أمامهم·