تحضر وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة لإعداد مخطط وطني للمقاولاتية النسوية، سيتم عرضه خلال ندوة وطنية تعقد شهر نوفمبر القادم، لمناقشته وإثرائه والمصادقة عليه. ويهدف المخطط إلى مساعدة النساء على الاستثمار وخلق مؤسسات بدعمهن وتسهيل عمليات تجسيد مشاريعهن، حيث سيكون المخطط بمثابة استراتيجية وطنية تتضمن تقريرا مفصلا حول العراقيل التي تعيق المقاولة النسوية والحلول الكفيلة بإنجاحها. كما أطلقت وزارة التضامن الوطني برنامجا وطنيا للمقاولاتية النسوية لسد الثغرات المسجلة في الجانب الاقتصادي والاستفادة من المهن والحرف والإمكانيات التي تتمتع بها النساء لاستغلالها في خلق الثروة. ويتضمن هذا البرنامج عدة عمليات ونشاطات ميدانية خلال الشهرين القادمين بكل مناطق الوطن. واستهل هذا البرنامج بتنظيم مسابقة وطنية لفائدة المقاولات الحاملات لمشاريع تنموية لتحفيزهن ومرافقتهن وبث روح المنافسة بينهن، في إطار تنويع النشاطات وتشجيع المبادرات الابتكارية والعمل على تكامل الأدوار، كما أكدت السيدة مونية مسلم وزيرة التضامن الوطني، أمس، خلال إطلاق هذه المسابقة تحت شعار "المرأة تنشئ" بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة. علما أن هذه المسابقة التي تدوم إلى غاية نهاية الشهر الجاري والتي سيتم خلالها انتقاء ثلاثة مشاريع من بين أحسن المشاريع الناجحة، تهدف إلى التعريف بمنتوجات النساء المقاولات وتمكينهن من تسويقها. كما تعتزم الوزارة تعزيز القدرات المقاولاتية وإحياء المهن الصغيرة التي تحترفها المرأة بعيدا عن العصرنة والتي من شأنها إبراز روح المقاولة والاستثمار في نشاطات تساهم في الدخل من خلال بلورة أفكار محلية في مشاريع قد تكتسي بعدا وطنيا. وأضافت الوزيرة أن هذا البرنامج سيتضمن تنظيم قافلة تحسيسية لاستقطاب الأنظار وجلب الطاقات المبدعة لتحصل على أدوات إضافية في إحداث المقاولة وتعبئة تمويلها وتجنيد تأطيرها البشري واختيار نوعية النشاط المستثمر فيه في إطار محكم. وأكدت الوزيرة أن اهتمام الجزائر بالجانب الاقتصادي لمسار ترقية المرأة يعود لقلة تواجد هذه الفئة في فضاء إحداث الثروات بالرغم من استعدادها للمساهمة في ديناميكية النمو بكل أشكاله وفي جل الميادين وبالموازاة مع الاستثمار المنجز في تحقيق حقها في التعليم والتكوين وتعزيز قدرتها، مشيرة إلى أن تواجدها بنسبة 65 بالمائة في الجامعة لا يعكس تواجدها في عالم الشغل الذي لا يتعدى 19 بالمائة، مما يؤكد أن أغلب النساء المتخرجات من الجامعات لا يشتغلن. وأضافت السيدة مسلم أنه بالرغم من هذا التواجد الضئيل فإن الجزائر أعطت المرأة مكانة من حيث المساواة مع الرجل في عالم الشغل متحدية بذلك الذهنيات لتوفر المرأة حقها بعيدا عن التبعية والاستغلال والإحباط والهشاشة في ظل العدل في المعاملة ودولة القانون. كما ذكرت المتحدثه أنه حتى وإن أضحى المجتمع الدولي يذكر بالتجربة الجزائرية كمرجع والوطن العربي يتخذها مثالا يقتدى به فقد بات من الضروري أن نجتهد للرفع من نسبة التشغيل في الوسط النسوي ولتحسين مؤشراته من خلال وضع البرامج والتدابير والإجراءات المناسبة. وفي موضوع تعلق بمشكل التسويق الذي يعاني منه كل الحرفيين بسبب غياب فضاءات لبيع منتوجاتهم، أكدت السيدة مسلم في تصريح صحفي على هامش اللقاء أن وزارتها تناضل من أجل توسيع هذه الفضاءات بكل ولايات الوطن خاصة بالمناطق السياحية كونها منتوجات تعبر عن الأصالة الجزائرية وموروثها الثقافي.