دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أمس، مديري دور الثقافة إلى ضرورة التقيّد بالتعليمات حول ترشيد النفقات وإدارة المسائل المالية في الظرف الراهن الذي يفرض التسيير الاقتصادي البحت، حاثا إياهم على ضرورة البحث عن مصادر تمويل إضافية كل حسب خصوصية المنطقة التي ينشط بها وقال "المال ليس وحده من يصنع العمل الثقافي، ولكن الأفكار لا تكلّف شيئا ويمكن أن تشكّل مادة أساسية في النشاط الثقافي. وزير الثقافة أشار في سياق كلمته التوجيهية بقصر الثقافة "مفدي زكريا" إلى ضرورة الابتعاد عن التعامل الجاف وإسقاط حاجز البيروقراطية الثقافية وإبقاء أبواب دور الثقافة مفتوحة للجميع خاصة المبادرات الجادة والمثمرة، إضافة إلى العمل على تكريس العمل المشترك والمتكامل مع الهيئات الثقافية المحلية الأخرى لإيجاد مساحات لتفعيل النشاط والبحث عن موارد مالية إضافية. من بين ما دعا إليه ميهوبي أيضا، العمل على تسوية مستحقات الفنانين العالقة ووضع مقياس جديد للتعامل المالي مع مختلف الفاعلين الثقافيين والفنيين، مؤكدا في هذا السياق أنّ تقليص الكلفة المالية للمهرجانات لا يعني السير نحو القحط الثقافي ولكن التوجه نحو الجدوى الثقافية، مهددا مديري دور الثقافة بأن أي مسؤول سيسجّل انفلاتا في النفقات سيتم الاستغناء عن خدماته. وتوقّف ميهوبي عند المحاباة والمجاملة التي ظلت لصيقة بالقطاع، وحث إطاراته على الابتعاد عنهما واعتماد الشفافية والحرص على السمعة الجيدة. وقال إنّ ما شوّه القطاع خلال السنوات الماضية هي الملفات التي تظهر بين الفينة والأخرى والتي تتحدث عن المحاباة والصفقات المشبوهة وأشياء أخرى أثرت على صورة الوزارة وإطاراتها. بعد مداخلة الوزير، فتح النقاش بالاستماع إلى انشغالات مديري دور الثقافة ومشاكلهم، وفي هذا الإطار، تدخل مدير دار الثقافة "الدكتور أحمد عروة" بالقليعة، حيث أثار مسألة قلة التقنيين والفنيين وكذا الإداريين، علاوة على انعدام التأطير البيداغوجي للورشات، وهنا أوضح ميهوبي أن قضية التوظيف مسألة شائكة، وبناء عليه سيتم التوجه إلى أحد الخيارين، الأول هو إعادة توزيع التعداد الموجود على مستوى قطاع الثقافة والبداية ستكون من ولاية بسكرة، والخيار الثاني هو عقد لقاء مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية وفق تعليمة للوزير الأوّل لإشراك عمال البلديات خاصة في الصيانة والحراسة. وردا على انشغال مدير دار الثقافة لأم البواقي، أكد ميهوبي على ضرورة تفادي ما لا يهم المواطن، والابتعاد عن الطابع الأكاديمي والتركيز على سبل الاستقطاب الفني والإبداعي.