تحتضن أوبرا الجزائر في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر الجاري الطبعة الثانية من تظاهرة "الجزائر موضة" تحت شعار "بصمات وإبداعات"، والتي ستسمح باكتشاف المواهب الشابة في مجال التصميم والإبداع في عالم الخياطة والأزياء. وأشار المشرفون أنّ "الجزائر موضة" ستكون فرصة للتعريف بالجزائر في الخارج وبالتالي المساهمة في الترويج السياحي وكذا السعي لتأسيس صناعة نسيجية واعدة. نشطت الندوة الصحفية بقاعة "الموقار" المشرفة على التظاهرة السيدة ليندة يونقا بربار رفقة المصمم سليم بن مرابط، وثمّنت في البداية الطبعة الفارطة في جوان 2015 بقصر المعارض بمشاركة العديد من الدول منها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمغرب وتونس، وقد لاقت تغطية إعلامية واسعة وصلت إلى الصحافة الأمريكية، حيث حضرت صحفية من نيويورك لتغطية الحدث وانبهرت بالجزائر وبطاقات مبدعيها. أشارت السيدة ليندة إلى أنها درست بفرنسا وعادت إلى الجزائر منذ سنتين لتقيم هذا المشروع وكان الهدف جمع المصممين من حوض البحر المتوسط لعرض إبداعاتهم خاصة منهم الشباب، زيادة على ذلك فإن التظاهرة تسمح بتقديم صورة جميلة عن الجزائر عكس تلك التي شوهها الإعلام الغربي. السيدة ليندة هي أيضا ابنة السيدة فايزة رابيلا أشهر مصممة أزياء جزائرية كان لها محل بشارع ديدوش مراد وهي من الأوائل اللواتي كان لهن دور عرض وأزياء بالجزائر، وقدمت خلال السبعينيات والثمانينيات الكثير من عروض الأزياء الراقية، وبالنسبة لها فإن الجزائر كانت نوعا ما غائبة في مجال الموضة على الساحة الدولية مقارنة بجارتيها المغرب وتونس. فيما يتعلق بطبعة 2016، أكدت المتحدثة أن مسألة تمويلها كانت جد صعبة وعانت من غياب المساهمين لذلك سيغيب بعض الضيوف الأجانب عكس الطبعة الفارطة، لكن في المقابل تمت المراهنة على الشباب سواء الموجود بأرض الوطن أوالشباب ذوي الأصول الجزائرية والمنتشر عبر العالم. وذكر السيد سليم بالمناسبة دور عرض لجزائريين بباريس وغيرها وكذا بعض الأسماء الناجحة منها "كاديل" و«شكرود" و«فاب فايزة" و«ميس زيلي" وغيرها. تحدثت ليندة عن علاقة عالم الأزياء والموضة بالسياحة باعتباره نوعا من الترويج والاستثمار وهو أيضا انعكاس للحس الثقافي والحضاري المتفتح. وبالمناسبة، أكدت أن هناك طاقات شبانية جزائرية تعمل في الظل وتحتاج للتشجيع والرعاية والأضواء، وهنا دعت بإلحاح إلى تعزيز جانب التكوين خاصة في التصاميم وفي النسيج والتفصيل والتسويق باعتبارها أعمدة صناعة النسيج التي نحن اليوم بحاجة إليها في الجزائر. عن شروط المشاركة، قالت إنها تنحصر في عنصر الشباب بشكل أساسي، وفي الإبداعات العصرية وتجنب الأزياء التقليدية المعتادة، بل وجوب تقديمها بلمسة عصرية وعملية إن وجدت. للإشارة، فإن كل عروض الأزياء ستقدم بأوبرا الجزائر والتي تعتبرها ليندة مكانا راقيا وذي هيبة، مؤكدة أن أكبر العروض في العالم تقدم في مثل هذه الأماكن وفي المواقع الأثرية أيضا، كما أن العرض سينشط الأوبيرا التي تقل فيها الأنشطة، لكن بالنسبة للجمهور وأمام شح الموارد المالية، فإنه ثمن الدخول سيكون عكس السنة الفارطة هو مبلغ 2500 دج وستكون هناك فقرات موسيقية ورقص بمشاركة آمال زان والمغنية بريسيا ذات الأصول الجزائرية والمقيمة بباريس ضمن فرقة الممثل جيرار دوبارديو. للتذكير، فإن السيدة ليندة مصممة أزياء وهي سفيرة الجزائر للموضة، شاركت في عدة معارض دولية منها بريطانياوفرنسا ودبي ومصر وإيطاليا وغيرها، واستضافتها عدة تلفزيونات عالمية في برامج صباحية خاصة.