أكد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد رورواة، بأنه من غير الممكن التعاقد مع مدرب عالمي للفريق الوطني بأجر يفوق 500 ألف إلى 600 ألف أورو شهريا. وأوضح روراوة خلال الحوار الذي أجراه مع التلفزيون الجزائري، بأن الإمكانيات لا تسمح ل«الفاف» بأن تبرم مثل هذه الصفقات، لهذا فإن الاتحادية طالما بحثت عن مدربين أقل تكلفة، رغم أن المنتخب الوطني كبر وأصبح مستواه عالميا، وهذا معناه أن المدرب القادم لن يكون من أسماء المدربين الكبار المعروفين في الساحة الكروية. قال الرجل الأول في «الفاف» بأن هيئته تلقت ما لا يقل عن 15 سيرة ذاتية لمدربين من مختلف المستويات والأسماء، منذ رحيل رايفاتس، مؤكدا بأن مثل هؤلاء المدربين هم الذين يبحثون عن تدريب الجزائر، وكلهم يتشرفون بتدريب منتخب كبير مثل الجزائر. وقال روراوة لمن يطالب بجلب مدرب كبير للفريق الوطني: «من يريد أن نجلب مدربا كبيرا، ما عليه سوى مساعدتنا بالمال لندفع له أجرته الشهرية، أنا لا يمكنني أن أتعاقد مع مدرب يكلف 500 ألف أو 600 ألف أورو كراتب شهري، لا نستطيع دفع هذا الأجر الكبير للمدرب فقط، هناك عدة جوانب تستحق الدعم المالي، على سبيل المثال رحلات المنتخب، حيث نعتمد على الرحلات الخاصة، الواحدة منها فقط قيمتها 5 ملايير سنتيم»، ليضيف؛ «منذ استقالة المدرب الصربي وصلتنا أكثر من 15 سيرة للمدربين، والجميع ينسى أن المنتخب الحالي محل أطماع العديد من المدربين، وهذا دليل على المستوى العالي الذي بلغناه». «سنجلب مدربا يعرف كيف يتواصل مع اللاعبين» لا زالت الاتحادية تبحث عن المدرب المستقبلي للفريق الوطني، حيث كشفت بعض المصادر المقربة من «الفاف»، بأن الإعلان عن المشرف الجديد على العارضة الفنية للخضر، سيكون قبل قرعة كأس أمم إفريقيا التي ستجرى يوم الأربعاء القادم بالغابون، حيث تشير المصادر إلى أن الفرنسي بول لوغوان، قد يكون المدرب الذي سيتعاقد معه روراوة في هذا التاريخ، ليشرف على الفريق الوطني في مباراة نيجيريا القادمة. وفي هذا الشأن، ورغم أن رئيس «الفاف» لم يكشف عن اسم المدرب الجديد للخضر، إلا أنه أعطى المواصفات التي يجب أن يتمتع بها، وهي حسب قوله: «أن يتمتع بالكفاءة العالية، ويقبل التحديات المنتظرة وأهدافنا، وأن يعرف كيف يتواصل مع اللاعبين، لأن هذا مهم جدا، كما يجب ألا يكلف كثيرا خزينة الفاف». وقد اعترف روراوة بأن مشكل رايفاتس كان في الاتصال مع اللاعبين، كونه لا يتكلم الفرنسية، بالتالي فإن الرسالة لم تكن تصل كما ينبغي، ليعترف ولو ضمنيا بأنه أخطأ التقدير في التعاقد مع المدرب الصربي. «تعادل الكاميرون ليس نهاية العالم وهناك 15 نقطة للعب» أبدى رئيس «الفاف» تفاؤله فيما تبقى من مشوار المنتخب الوطني، في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 بروسيا، معتبرا بأن التعادل المسجل أمام الكاميرون في المباراة الأولى في ملعب تشاكر ليس نهاية العالم، وأن هناك 15 نقطة كاملة للعب: «حظوظنا للتأهل لازالت قائمة، والتعادل ليس نهاية العالم، مازالت 15 نقطة للعب، لقد بدأنا التحضير لمباراة نيجيريا في الشهر المقبل، أرسلنا وفدا لتحضير إقامتنا في مدينة أويو، وكل هذا من أجل العودة بنتيجة إيجابية من هناك»، حيث اعتبر بأن الفريق الوطني يملك الإمكانيات التي تجعله يعود من نيجيريا بنتيجة إيجابية، وسيوظفها من أجل تحقيق الفوز. «رايفاتس هو من قرر الرحيل واللاعبون لا دخل لهم في ذلك» نفى محمد روراوة تمرد بعض لاعبي المنتخب الوطني قبل وبعد مباراة الكاميرون وتسببهم في رحيل المدرب الصربي ميلوفان راييفاتس من العارضة الفنية للخضر، حيث اعتبر الأمر مبالغا فيه من قبل وسائل الإعلام فيما يتعلق بهذه القضية: «هناك مبالغة من بعض وسائل الإعلام بعد مباراة الكاميرون، أنا أؤكد الآن أنه لم يكن للاعبين أي دخل في القضية، ما جرى أمور عادية رأيناها في أكبر الفرق والمنتخبات ولا تستحق كل هذا التهويل، فمثلا رأينا في السابق مناوشات بين سوداني وبراهيمي خلال لقاء السنغال الودي، أو ما جرى خلال لقاء لوزوتو بين سليماني وبودبوز، لكنها كانت أمورا عادية جدا والآن جميع اللاعبين يشكلون عائلة واحدة في المنتخب ولا وجود للتكتلات التي يتحدثون عنها في الإعلام». مضيفا بأن رايفاتس هو من قرر الرحيل بعد أن أصبح من المستحيل مواصلة العمل مع اللاعبين، «رايفاتس اتخذ قرار الرحيل بمحض إرادته، بعد أن رأى أن هناك صعوبة في التواصل مع المجموعة، نحن أردنا أن يكون هناك استقرار في الطاقم الفني، لأن هذا أساس النجاح، لكن المدرب رأى صعوبة في التواصل مع المجموعة فاتخذ قرار الرحيل». «فيغولي وبراهيمي لم يرفضا الاحتياط ولا أتدخل أبدا في اختيارات المدرب» فيما يتعلق برفض كل من فيغولي وبراهيمي كرسي الاحتياط، كذب روراوة مؤكدا بأن اللاعبين شجعا زملاءهما في الفريق، مشيرا إلى أن اللاعبين يملكان إمكانيات كبيرة، ومن المنطقي ألا يستدعى اللاعبون الذين لا يشاركون مع أنديتهم إلى الفريق الوطني، غير أن المدرب أدرجهم في قائمته وهو حر في اختياراته، مؤكدا بأن رئيس «الفاف» لم يتدخل أبدا في التشكيلة ولا في أسماء اللاعبين الذين يستدعون إلى الفريق الوطني، وقال روراوة: «رفض براهيمي وفيغولي للاحتياط غير صحيح ومجرد كلام فقط، فقد رأينا كيف كانوا يساندون زملاءهما من بنك الاحتياط، وحتى الكلام الذي قيل أيضا عن تقديم المدرب السابق شكوى للاتحادية ضد منصوري و3 لاعبين غير صحيح أيضا، وأؤكد بأن المدرب له كل الحرية في اختيار اللاعبين، «هناك أمور إدارية لا دخل للمدرب فيها، والأمور التقنية لا نتدخل فيها، ولم يسبق لنا التدخل في خيارات المدربين، وأظن أن رايفاتس لو كان يعلم أننا نقوم بهذه الأمور، لما أمضى حتى على عقده معنا». «هناك لاعبون من الثمانينات لا يملكون شهادة وعهدهم انتهى» أطلق روراوة النار على بعض المدربين واللاعبين السابقين من الذين اعتادوا على التحليل عبر القنوات التلفزيوينة المختلفة، مؤكدا: «الإعلاميون والمحللون في البلاطوهات من حقهم إبداء رأيهم، لكن حبذا لو كانت تأتي بحلول واقعية، وليس مجرد الانتقاد والكلام لمجرد الكلام فقط، مثلا أحد المحللين شارك في كأس إفريقيا، وحصل على نقطة واحدة كمدرب للمنتخب في كأس إفريقيا، ثم درب ناديا وطرد بعد 3 مباريات، اليوم يقول أشياء غريبة ولا علاقة له بالتحليل الواقعي والمشكلة أنه وزملاؤه مازالوا يظنون أنفسهم أبطالا»، وقد استهدف رئيس «الفاف» بذلك اللاعب الدولي السابق رابح ماجر، الذي أضاف بشأنه ودون أن يذكر اسمه بالقول: «هناك بعض اللاعبين من جيل الثمانينات تجده يحلل في البلاطوهات وهو لا يملك حتى شهادة، أظن أن من الأفضل له أن يتوجه للدراسة والحصول على الشاهدات، قبل أن يتوجه لنا بانتقادات لا تفيد المنتخب بشيء، ومثلما يقول المثل «يعاونونا بسكاتهم». «كرمالي الوحيد الذي يستحق الاعتراف وملعب براقي سيحمل اسمه» اعتبر روراوة بأن المدرب الأسبق للفريق الوطني، المرحوم عبد الحميد كرمالي، الوحيد الذي يستحق الثناء بعد قيادته جيل 90 لإحراز كأس إفريقيا، مؤكدا أن الملعب الجديد ببراقي سيحمل اسمه: «الوحيد الذي حقا يستحق الثناء والاعتراف هو الشيخ عبد الحميد كرمالي رحمه الله، الذي قاد الجزائر للتتويج بالبطولة الإفريقية الوحيدة، وملعب براقي سيحمل اسمه»، أما البقية بالنسبة لروراوة، فلم يقدموا أي شيء للجزائر، حيث يرى بأن الجيل الماضي عليه السكوت وأبطال الثمانينات والسبعينات انتهى عهدهم واليوم نحن في عام 2016 «هناك لاعبون من الثمانينات يظنون أنفسهم أنهم لا زالوا أبطالا، فالأبطال لم يبقوا من ذلك العهد إلى يومنا هذا، جيل 2016 هم الأبطال، ولا ننسى أنه الجيل الذي تأهل مرتين متتاليتين للمونديال». «اجلبوا لنا فيغولي وبراهمي وبن طالب محلي لن نقول لا» فيما يتعلق بتهميش اللاعبين المحليين في الفريق الوطني، والانتقادات الموجهة ل«الفاف»، بخصوص سياستها عن طريق الاعتماد على اللاعبين المغتربين، إذ يرى حسب قوله بأن البطولة لا تمتلك لاعبين بحجم إمكانات وقدرات اللاعبين المحترفين، ويقول في هذا الصدد: «من ينتقد سياستنا بجلب اللاعبين المغتربين، فليتفضلوا ويجلبوا لنا فيغولي محلي، وبراهيمي محلي وبن طالب محلي، وحتى سليماني آخر، أم أن الأمر هو مجرد كلام فقط»؟، وأضاف بأنه من غير المقبول التشكيك في وطنية اللاعبين المغتربين الجزائريين، حيث دافع روراوة كالعادة عن مثل هذه الفئة من اللاعبين: «حرام ما نسمع من كلام وتشكيك في وطنية المغتربين، أؤكد أن اللاعبين المغتربين أكثر وطنية وأعطوا أكثر من هؤلاء الذين لا يحسنون إلا الانتقاد». «علينا ألا ننسى بأننا سنلعب كأس إفريقيا بعد أسابيع فقط» يرى روراوة بأنه قبل الحديث كثيرا عن تصفيات كأس العالم، فإن الفريق الوطني سيلعب بعد أسابيع كأس أمم إفريقيا، التي تعد من بين أهداف الخضر: «الجميع نسي أن هناك بطولة أخرى ستنطلق بعد أسابيع وهي كأس إفريقيا، ويجب التحضير لها وليس التركيز فقط على تصفيات مونديال روسيا، فقد أرسلنا وفدا للغابون من أجل تهيئة الظروف للمنتخب الوطني. أما مباراة نيجيريا خلال الشهر القادم فهي الأخرى تم التخطيط والتنظيم لها، وحتى مباراتنا مع زامبيا في سبتمبر 2017، حيث سنلعب الذهاب والإياب في ظرف أسبوع وقد خططنا لها، لهذا يجب أن يعرف الجميع أن التنظيم يكون لكل المسابقات والبطولات وليس فقط لتصفيات المونديال». وفي الأخير، طمأن روراوة الجمهور الجزائري حول حظوظ الخضر في تصفيات المونديال، واتفاقه مع اللاعبين على العودة بنقاط إيجابية من نيجيريا، إذ قال: «أطمئن جميع مناصري المنتخب الوطني أنه اتفقنا مع اللاعبين على العمل بالعودة بنتيجة إيجابية من نيجيريا، ومن أجل هذا سنقدم تضحيات كبيرة، ولو أنه يجب أن لا ننسى صعوبة المهمة أيضا لأننا نواجه منتخبان يحضران مسابقة كأس العالم بانتظام».