ذكرني مؤخرا خبر إعلان ال 15 أكتوبر يوما عالميا لغسل اليدين بمشهد أحد باعة الأكل الخفيف بالعاصمة، وهو يقدم المأكولات للزبائن مباشرة بعد لمس حاوية القمامة ليختزل بذلك خطوة غسل اليدين! وليس هذا سوى مشهد واحد من ضمن مئات المشاهد التي اعتدنا على رصدها، والتي أفضل عدم ذكرها خوفا من أن يصاب القراء بمرض فقدان الشهية،، لأنها تجزم على أن الكثيرين في "خصام" تام مع النظافة التي يغيب أثرها الملموس في عدة أماكن بدءا ببعض وسائل النقل التي تكسوها طبقات من الغبار والاتربة وإنتهاء ببعض المنازل التي لايجد أفرادها حرجا في التخلص من القمامة من الشرفة !.. وما خفي أعظم من الظواهر التي توغلت في أوساط العديد من الأفراد لتشير الى أن كثيرين لايكادون يتذكرون أمرا اسمه غسل اليدين بالصابون. لا جرم في أنها حقيقة مفزغة تفيد بأن المساعي المبذولة للحفاظ على الصحة وترقية الثقافة الصحية تذهب هباء منثورا، حيث أنه من السخيف أن يتحول غسل اليدين الى موضوع تتداوله ألسنة مسؤولي المنظمات الدولية والأطباء لإنقاذ حياة البشر في زمن التطور العلمي والثورة الطبية. إن الظاهرة هو أنه بعدما وصل العالم الى ذورة التقدم، أصبح يتعين على مسؤوليه البحث عن السبل الكفيلة بتحويل فكرة غسل اليدين بالصابون من مجرد فكرة الى سلوك تلقائي في المنازل والمدارس في جميع أنحاء العالم بناء على معطيات ميدانية أثبتت أن وراء الاسهال، أمراض الإلتهاب الرئوي، الاسهال بل والموت عدم غسل اليدين! ليبقى السؤال المطروح: أليس ال 15 أكتوبر رجوعا للوراء وعيبا، خاصة بالنسبة للمجتمعات الإسلامية التي يفترض أنها غير ملزمة بتذكير أفرادها بعادة تعد من ثوابت الدين الجوهرية التي أوصى بها النبي (صلى الله عله وسلم) منذ أزيد من 14 قرنا؟