تزامنا وشهر الثورة التحريرية، أحيا سكان بلدية تيانت، بالجهة الغربية لولاية تلمسان، وعدة الولي الصالح مولاي إدريس، في أجواء مميزة طبعها الذكر وقراءة القرآن والمديح، إضافة إلى الاستمتاع بألعاب الفانتازية والبارود، رياضة العصى التقليدية وغيرها من الرياضات الشعبية. وما ميز وعدة هذه السنة، الحضور القوي للمدعوين الذين جاؤوا من مختلف الجهات، خاصة الولايات الغربية مثل معسكر، مستغانم، وهران، تيارت، سعيدة وغليزان، حيث يقترن اسمها بأحد المعالم الدينية، وهو مسجد قرية تيانت القديمة الذي يزيد تاريخ إنشائه عن 950 سنة. كما تعد وعدة «مولاي إدريس» تظاهرة شعبية ضاربة في عمق التاريخ، وقد اتخذ منها سكان المنطقة في كل سنة موعدا للتلاقي والتصالح وتسليط الضوء على هذا المسجد العتيق الذي يشهد على قرون خلت. الوعدة التي عرفت حضورا شعبيا للعديد من الشخصيات والمسؤولين والمثقفين ومختلف شرائح المجتمع، مع التقاء مختلف شيوخ المناطق من شتى الأعراش، استمتع من خلالها الحاضرون بألعاب الفانتازيا والفروسية بمشاركة أكثر من 80 فارسا يمثلون مختلف جهات الولاية كفلاوسن، جبالة، سيدي بوجنان، مرسى بن مهيدي، مغنية، دار بن طاطا وندرومة وسيدي بولنوار بالرمشي ومسيردة التي أمتعت المئات من الزوار الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية والولايات المجاورة. كما تميزت الوعدة بتوفير كل شروط الراحة للزائرين الذين فاق عددهم ال5 آلاف، حيث تم التكفل بهم في ظل توفر الأمن. كما نم تحضير فضاء خاص بالنساء حضرن للتعرف على المنطقة ومعالمها الدينية والتاريخية، إلى جانب تقديم أزيد من 1200 وجبة كسكسي مع التمر والحليب.