قررت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أمس بفيينا تخفيض إنتاجها النفطي إلى 5ر32 مليون برميل يوميا ابتداء من الفاتح جانفي 2017 حسبما أعلن رئيسها محمد السدا. وأوضح السيد السدا في ندوة صحفية عقب الاجتماع الوزاري العادي للمنظمة أن «القرار يتعلق بتخفيض الإنتاج بنحو 2ر1 مليون برميل يوميا بغية تسقيفه عند مستوى 5ر32 مليون برميل يوميا اعتبارا من الفاتح جانفي 2017». وكانت الجزائر قدمت اقتراحا بخفض الإنتاج داخل المنظمة بنحو 1ر1 مليون برميل يوميا وهو الاقتراح الذي اعتمدته الأوبك. الإجراء هو الأول من نوعه منذ 2008، وهي نتيجة تعد بمثابة استمرارية للقرار التاريخي لاتفاق الجزائر الذي تم في سبتمبر الماضي، وتم أمس ترسيمه في اجتماع فيينا، والذي كانت تتطلع إليه السوق العالمية للخام. وتأكد بذلك تفاؤل وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، الذي أكد ثقته في توصل «أوبك» إلى اتفاق لخفض إنتاجها. وقال السيد بوطرفة على هامش افتتاح الاجتماع الدوري للمنظمة ساعات قبل اتخاذ القرار «أستطيع أن أقول بأننا نقترب من اتفاق وآمل بأن نصل إلى اتفاق في نهاية الاجتماع». وستخفض الجزائر بموجب الاتفاق، إنتاجها ب 50.000 برميل يوميا. وكان إنتاج الجزائر للنفط في أكتوبر الماضي يقدر ب 1ر1 مليون برميل في اليوم. وقالت مصادر إعلامية إن الاتفاق يتماشى مع ما تم التوصل إليه في الجزائر في سبتمبر الماضي. ومع مقترح الجزائر لتحديد سقف جديد للإنتاج عند 32.5 مليون برميل يوميا، مقارنة مع 33.6 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي. وحسبما ذكرته وكالة رويترز للأنباء، فإن السعودية أكبر مصدر للنفط في المنظمة، وافقت على خفض إنتاجها النفطي إلى 10.06 مليون برميل يوميا، مع العلم أن إنتاجها بلغ 10.54 مليون برميل يوميا في أكتوبر الماضي. كما ذكرت أن أوبك اتفقت خلال اجتماعها الوزاري في فيينا على تعليق عضوية إندونيسيا والسماح لإيران بتحديد مستويات جديدة للإنتاج عند 3.797 مليون برميل يوميا. وصرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس، عند افتتاح أشغال الاجتماع، أن المنظمة تقترب من التوصل لاتفاق على كبح إنتاج النفط، مضيفا أن الرياض مستعدة لتحمل «عبء ثقيل» في إنتاجها والقبول بتثبيت الإنتاج الإيراني عند مستويات ما قبل العقوبات. وذكر الفالح أيضا أن المنظمة تركز على خفض الإنتاج إلى 32.5 مليون برميل يوميا أو تقليصه بأكثر من مليون برميل يوميا، معبرا عن أمله بأن تساهم روسيا وغيرها من المنتجين المستقلين بخفض قدره 0.6 مليون برميل يوميا. واعتبرت تصريحات الفالح بمثابة تنازل من الرياض التي أصرت في الأسابيع الأخيرة على مشاركة إيران الكاملة في أي خفض للإنتاج. وقفز خام القياس العالمي مزيج برنت سبعة بالمائة في العقود الآجلة ليقترب من 50 دولارا للبرميل.