سينشأ مجمع سوناطراك محطات لتعزيز قوة الضغط بحاسي الرمل، تسمح بالحفاظ على مستوى إنتاج الغاز المقدر ب190 مليون متر مكعب يوميا، وهو ما يمثل نسبة أكثر من 60 مليار متر مكعب من الغاز سنويا عند دخولها حيز الخدمة بعد 38 شهرا. وأسند إنجاز هذا المشروع الضخم لمؤسسة «جي جي سي» اليابانية وفرع «جي جي سي» الجزائر، بمبلغ مالي يتجاوز ما يعادل 140 مليار دينار، حسبما أكده السيد أمين معزوزي، الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك خلال حفل التوقيع على عقد إنجاز المشروع بين المتعاملين الياباني والجزائري أمس بمقر سوناطراك بحيدرة بالجزائر. وسيسمح المشروع عند استلامه بمواصلة تأمين حاجيات السوق الوطنية والاستجابة لارتباطات الجزائر الدولية في مجال تصدير الغاز حسبما ذكره السيد لوصيف يوسف، مدير المشروع الذي أشار إلى أنه في حالة وجود ضغط داخل المنجم وتسجيل نقص في الانتاج، فإن العقد يسمح بإنشاء المحطة الثانية ذات الضغط العالي في غضون 2023. وأوضح السيد معزوزي في تقييمه للحصيلة المؤقتة لنشاطات سوناطراك في سنة 2016 أن هذه السنة تميزت بتعزيز الشراكة الدولية مع عدة شركاء استراتيجيين كمؤسسة «ايني» وصندوق الاستثمار الإماراتي، بالإضافة إلى تحديد محاور جديدة للشراكة في مجال الطاقات المتجددة. وأكد المسؤول الأول عن المجمع أن السنة الجارية عرفت ارتفاعا مرضيا بنسبة 11 بالمائة، فيما يخص تصدير المحروقات التي من المنتظر أن تصل إلى 109 مليون طن معادل بترول إلى غاية نهاية السنة على عكس السنة الماضية التي لم تتجاوز فيها نسبة هذه الصادرات 98 طن معادل بترول. ويترجم هذا الارتفاع، الزيادة المسجلة في الانتاج ابتداء من السداسي الثاني ل2016، حيث ارتفعت نسبة إنتاج البترول الخام إلى 1,135 مليون طن للبرميل يوميا منذ نوفمبر الماضي بعدما كانت محددة ب1,056 مليون برميل يوميا في السداسي الأول، مقارنة بسنة 2015 حيث لم يتجاوز معدل الإنتاج اليومي 1,051 مليون برميل. وتمكنت سوناطراك منذ شهر أكتوبر الماضي من تحقيق قدرة إنتاجية سنوية تاريخية ب 200 مليون طن معدل بترول، وهي كمية من المتوقع أن تصل إلى 207 مليون طن في نهاية ديسمبر الجاري. وأضاف المتحدث أن هذه القدرة الإنتاجية تؤكد إرادة سوناطراك لتقوية مكانتها بأسواقها التاريخية خاصة فيما يتعلق بإنتاج الغاز الطبيعي. علما أن سنة 2016 تميزت بارتفاع نسبة الصادرات تجاه هذه الأسواق خاصة باتجاه إيطاليا بعد أن سجلت سوناطراك ارتفاعا في مبيعاتها للزبائن الإيطاليين بحوالي 40 بالمائة في الفترة الممتدة ما بين جانفي وأكتوبر 2016. وإلى جانب السعي لتقوية تواجدها بهذه الأسواق، تهدف سوناطراك للبحث عن شركاء جدد خاصة بالشرق الأوسط ومنطقة المتوسط وتركيا، حيث باشرت مفاوضات بهذا الخصوص. وفيما يخص الإنتاج، أكد المتحدث أن مجمعه سيختتم السنة بإنتاج إضافي يقدر بحوالي 4 ملايين طن معدل بترول مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما يترجم العودة القوية بعد عدة سنوات من التراجع. وفيما يخص الصادرات، ذكر المسؤول بأن السنة الحالية ستسمح بتصدير كمية إضافية ب11 مليون طن معدل بترول، وبفضل هذا المعدل في الصادرات، ستتمكن سوناطراك من مواجهة أثار انخفاض السعر المرجعي من 51 دولارا في 2015 إلى 43 دولارا في 2016. في مجال الاستثمارات، قال السيد معزوزي إن السنة الحالية عرفت التوقيع على عقود إنجاز ثلاثة مشاريع ضخمة ومهمة منها المشروع الذي تم التوقيع عليه أمس. بالإضافة إلى التوقيع على عدة عقود شراكة مع متعاملين رائدين في مجال المحروقات مثل «سيبسا» و«ايني» في عدة مجالات تشمل اقتحام ميادين جديدة مثل البتروكيمياء، الطاقات المتجددة والتصفية بإطلاق برنامج لإنشاء أربع مصفاة بقدرة 5 ملايين طن لكل واحدة بحاسي مسعود، تيارت، سكيكدة وأرزيو، مما يسمح برفع قدرة سوناطراك في مجال التصفية ب50 مليون طن سنويا لتغطية حاجيات السوق الوطنية بالمنتوجات البترولية في غضون سنة 2040. علما أن مصفتي سكيكدة وأرزيو سمحتا بتقليص فاتورة استيراد البنزين والمازوت ب1 مليار دولار. أما في مجال البتروكيمياء، أعلن السيد معزوزي أن سوناطراك تتفاوض حاليا مع عدة متعاملين دوليين لتركيب خمسة مشاريع بالشراكة. فيما يخص التعاون والشراكة في إفريقيا، ذكر السيد معزوزي أن حوالي 6 بالمائة من مبيعات سوناطراك موجهة لدول القارة الإفريقية، إذ عرفت سنة 2015 تصدير ما قيمته 6 ملايين طن معادل بترول لافريقيا، 62 بالمائة منها عبارة عن غاز طبيعي منه 8 بالمائة غاز طبيعي مميع، و38 بالمائة غاز بترول مميع في السنتين الأخيرتين، علما أن سوناطراك تصدر ل12 بلدا إفريقيا.