بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، رسالة إلى المشاركين في الطبعة 18 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم، فيما يلي نصها الكامل: «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: يطيب لي أن أزجي إليكم أيها الحضور الكرام علماء وفقهاء وحفظة لكتاب الله العزيز الحميد، أزكى التحية وأسمى التقدير. ويسعدني أن أشارككم الاحتفال بهذا الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، الذي أصبح في الجزائر سنّة جارية، وتقليدا راسخا ينتظر أهل القرآن مقدمه كلما أسدلوا الستار على دورة من دوراته، ويزداد تلهّفهم لهذه المناسبة الكريمة كلما هلت تباشير شهر مولد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. وتنتظره معهم العائلات الجزائرية التي تطمح دوما إلى أن تكون فلذات أكبادها ضمن باقة الحفظة المجودين هذه، خاصة بعد أن تألقت بنات الجزائر وأبناؤها في سماء العالم العربي والإسلامي بنيل أولى المراتب في المسابقات الدولية للقرآن الكريم. لم يعد اهتمام أبناء وطننا بالقرآن الكريم يقتصر على حفظه وترتيله، بل تجاوز ذلك إلى تدبر معانيه وسبر أغواره، فمنذ آخر أسبوع للقرآن جمعنا ازدانت مكتبة العالم الإسلامي بتفسيرين اثنين، هما من التفاسير المرجعية التي أُنجزت بجهد جزائري وتكفّل تام للدولة بطبعهما وتوزيعهما. ومازالت مناسبة أسبوع القرآن الكريم تسمح كل مرة لنخبتنا الجامعية ولمشايخنا وأئمتنا، بتعميق التدبر في الكتاب العزيز، وبسبر أغواره لاستخلاص القيم التي تحيي الأمة وتدفعها إلى الحياة الكريمة في كنف الأخلاق والفضيلة، وأن يعرضوا عصارة عقولهم ونتائج أبحاثهم ضمن فعاليات الملتقى العلمي الذي ينتظمه أسبوعكم القرآني. ولقد أصبتم مرة أخرى هذا العام، حين اخترتم أن تكون «قيمة الوسطية في القرآن الكريم»، موضوع ملتقاكم هذا. إن طرق هذا الموضوع يأتي في مرحلة تواجه فيها بلادنا وكافة بلدان العالم الإسلامي تحديات خطيرة، ومن أهمها الهوية الوطنية في عالم معولم، فلم يعد للأفكار حدود معروفة، بل هي تخترق الفضاءات، وتؤثر تأثيرا مباشرا في الذهنيات، وتغير سلوكيات المجتمع وطباعه، وتجر المولعين بها جرا إلى هويات بديلة وانتماءات جديدة تحت وطأة العصف الذهني الذي تمارسه بعض مختبرات الأفكار. والأمة الإسلامية التي أعدها الله تعالى لمهمة الشهادة على العالم، إنما استحقت هذا الملمح المميز بما ينبغي أن تتصف به من الوسطية والاعتدال، وبما تبذله من الجهد لتنأى بنفسها عن طرفي الغلوّ والإفراط والتشدد من جهة، والتفريط والتقصير والتضييع من جهة أخرى. هذا الوصف الرباني يؤكد في الأمة تميزها بالعدالة والإنصاف، وتحليها بالصدق ومكارم الأخلاق، ويرفعها من مقام المشاركة الحقة والفعلية في عمارة الأرض إلى مقام الشهادة على الناس كافة؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».(البقرة/143). وإنه لمن دواعي الاعتزاز والمسؤولية الإنسانية، أن نكون نحن الجزائريين من أمة الشهادة هذه، التي تعمل جميع مكوناتها لصالح البشرية، فكل رأي تبديه فيه نزوع نحو الوسطية، وكل موقف تتخذه فيه تحرٍّ دقيق للوسطية، وكل جهد تبذله فيه مسايرة واضحة لسبل الوسطية. ونحن بهذا التنويه الإلهي العظيم، لا يمكننا أن نفرّط في هذا الملمح الحضاري، ولا أن نفوّت فرصتنا في تحقيق التوازن في المواقف الإنسانية، ولا أن يجعلنا اضطراب واقعنا نغيب عن التأثير الاستراتيجي في مكنونات التفاعل البشري، فأمتنا تدرك بالفطرة كما تدرك بالعقل والحكمة، أن التفريط في الوسطية هو فقدان لهذه الميزة، وحرمان من مقام الشهادة، ولأننا في مواقفنا ننأى بأنفسنا عن الأمرين؛ فنحن نتشبث بهذا الملمح المكين في وجداننا وفي عاداتنا وتقاليدنا وسلوكنا ومعتقداتنا عبر القرون. أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل، إن الوسطية هي الصبغة التي اصطبغ بها ديننا الحنيف في كل جزئياته وتفاصيله، فبمقتضاها نزل القرآن الكريم، ووفق منهجها جاءت سنن الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وعلى منوالها سار أسلافنا الصالحون في تديّنهم وفي معاشهم. فالقرآن الكريم ذاته نزل لسعادة البشرية، ولم ينزله الله لشقاء العباد وعذابهم، قال الله تعالى: «طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى».(طه/1-3) وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يرسَل بالمشقة والتعسير، بل بالرحمة والتيسير، كما قال تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». (الأنبياء /107) ويؤكد رسول الله ذلك عن نفسه فيقول: (... إن الله لم يبعثني معنّتا ولا متعنّتا، ولكن بعثني معلّما ميسّرا). وفي القرآن الكريم جاءت المبادئ الأساسية للوسطية والتيسير جلية واضحة، كما في قوله: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر». (البقرة/185) وقوله: «يريد الله أن يخفّف عنكم وخُلق الإنسان ضعيفا». (النساء /28) وقوله: «هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين». (الحج/78) وقوله: «لا يكلّف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا». (الطلاق/7) وقوله: «فمن اضطُرّ غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه». (البقرة/173) وقوله: «ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهّركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون». (المائدة /6) أما في السنّة النبوية العطرة فدلالة الأحاديث واضحة في أن ملمح الدين الإسلامي الأبرز إنما هو الاعتذار واليسر والبعد عن التزمت والتطرف والغلو. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (يا أيها الناس، خذوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يملّ حتى تملّوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل). وعنها أيضا قالت: (ما خُيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، أحدهما أيسر من الآخر، إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه). وفي هدي النبي عليه الصلاة والسلام نماذج راقية من الإرشاد النبوي في الدعوة إلى ترك الغلو في الدين والعمل على تحقيق الوسطية فيه. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين). ونسب أهل التطرف والغلو إلى الهلاك، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثا». وفي حرص جليل على أمّته من الوقوع في ظلمات التشدد أوصاها عليه الصلاة والسلام بالتمسك بمبدأ التيسير، إذ ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار؛ «ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم»). ولأجل تحقيق اليسر ونبذ العسر حذّر أمته من نتائج الغلو المدمرة للسكينة والاطمئنان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذا الدين يُسر، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة). إن في هذه النصوص بيانا صريحا للناس جميعا، أن الإسلام لا يعترف بالغلو في الدين، ولا يرضى بالتطرف فيه ولا يسمح بالتشدد في تنفيذ تعاليمه، لأنه دين سمح عدل، غايته التيسير، ومقصده نشر الرحمة المهداة في الناس؛ مراعيا في ذلك قدراتهم وأحوالهم وأعمارهم، وتلكم هي الوسطية في أجلّ وأجلى مظاهرها الإنسانية. وإن هذا الملمح الوسطي يتجلى في تفاصيل أحكام الشريعة الإسلامية في صفات التخفيف عن المضطر ومراعاة الضعيف والتخيير في التكاليف، حتى إننا لا نجد حكما من أحكام الشريعة الإسلامية أو عبادة من العبادات إلا وقد لفّها مقصد الوسطية، وخفف من عبئها على النفوس مبدأ التيسير فيها. هو ملمح سينعكس على سلوكيات الأفراد والجماعات داخل هذه الأمة، وسيطبع نمط معيشتهم ويهذب أخلاقهم ويصوغ صياغة وسطية معتدلة ثقافتهم وقيمهم، لأن الدعوة إلى الوسطية هي إرشاد إلى الكف عن التكفير والغلو والفعل المتطرف والشعور المنزوي، بل إن الإسلام دعا فعلا إلى بسط فضل الوسطية على المعاش والثقافة والسلوك. فقد وجهت آيات القرآن المجيد إلى العيش الكريم الذي لا إسراف في نفقاته ولا تقتير، فقال تعالى: «وابتَغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك». (القصص /77) وقال: «والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما». (الفرقان/67) وقال في الآية الأخرى: «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا». (الإسراء/29) أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل، إن الجزائر التي نشأت على الوسطية في كل أمورها وتغذت بعقيدة الوسطية في كل شؤونها وأشربت الوسطية في سلوكها وثقافتها، هي دولة مدعوة اليوم لتكون دولة الشهادة على العالم. إن رصيد جزائرنا الغني بمواقف الاعتدال منذ اختارت الإسلام دينا عن طواعية واقتناع وأخذته من معينه الصافي سليما من دواعي الإفراط وأسباب التفريط، هو الذي يحمي اليوم مجتمعنا من هذه التجاذبات الإقليمية والعالمية. فجزائر عبد الرحمان الثعالبي والشريف التلمساني وأبي عبد الله التنسي وأبي مدين شعيب ومحمد بن عبد الرحمان الأزهري وعبد الحق الإشبيلي وأبي زيد عبد الرحمان الوغليسي والبصيري، وأبي الفضل المشدالي، وأحمد التيفاشي وغيرهم كثير رضي الله عنهم أجمعين، هي التي أنجبت الأمير عبد القادر والشيخ الحداد والشيخ بوعمامة والشيخ عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي والعربي التبسي والشيخ بيوض وأبي اليقظان، وأنجبت الشهداء مصطفى بن بولعيد وسي الحواس وعميروش وديدوش مراد والباجي مختار والعربي بن مهيدي والعقيد لطفي وزيغود يوسف ومليكة قايد ووريدة مداد وحسيبة بن بوعلي وفضيلة سعدان، رحمهم الله تعالى. وهي ذاتها الجزائر التي ورثها هذا الجيل، فوجد نسبه إلى أجداده نسيبا، وسنده في الوسطية والاعتدال أصيلا رفيعا، ولذلك لم يتردد في الالتفاف حول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ولم يتوان في تحقيق مقاصد المشروع والتمكين لمراميه، بل أقدم على التواصل الرصين والتفاعل الإيجابي مع كل مشاريع الدولة الهادفة إلى اجتثاث أسباب التشدد والغلو والتنطع. ومن رحم مرجعيتنا الحضارية المزاوجة بين تعاليم الإسلام الوسطية المعتدلة وبين حب الوطن والتضحية من أجله، وُلدت مدرسة الجزائر في الوقاية من التشدد، تستقطب المهتمين، ويلجأ إليها العقلاء، ويستمد من حكمتها الأصدقاء، وتبث في المجتمع الاعتزاز والثقة في الذات. أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل، لقد ظلت بلادنا متمسكة بموروثها الحضاري على مر السنين، وما تملكه اليوم من تراث عظيم في الثقافة والعلوم، إنما يُعتبر شاهدا على ذلك الموروث، وحجة قوية نواجه بها تحديات عالمنا اليوم، هذا العالم الذي يشهد تقلبات مثيرة للحيرة، باعثة للدهشة ومترجمة لواقع خطير، يكاد يعصف بالبشرية في وجودها الحضاري. حيث أصبحنا نلمس أفول ثقافة قبول الآخر وتلاشي مبدأ التساكن والتعايش السلمي، وحلول عاطفة الكراهية مكان عاطفة الوئام والمودة، وهذا ينسحب على جميع بقاع عالم اليوم، وهو أمر يبعث على التوجس، ويتطلب تعاونا حقيقيا للقضاء على أشكال التطرف ومظاهر الغلو، وأسباب الكراهية والغل، والعمل على جعل المجتمعات في منأى عن الصراعات الطائفية والانحراف النحلي. وكون ديننا مسؤولية في العبادة وفي شؤون الدنيا، أناشدكم أنتم العلماء وطليعة الأمة الإسلامية، أن تهبّوا للدفاع عن صورة ديننا الحنيف الذي يُستهدف اليوم عمدا وظلما من طرف أوساط حاقدة وبين مجتمعات لا تعرف عنه الكثير. فرسالة الوسطية هي أحسن برهان على نبل الإسلام ونبذه لأي شكل كان من أشكال العنف والغلو، فما بالك بإزهاق الأرواح وإراقة الدماء وغير ذلك من جرائم الإرهاب. إن أمتنا مستوقفة اليوم أمام هذا الرهان، وهو رهان عظيم للدفاع عن ديننا، رهان أساس لحفظ البشرية قاطبة من صراع الديانات والطوائف، وكم هي خطيرة مثل هذه الخصومات والصراعات! سيداتي، سادتي، زيادة على صون صورة الإسلام في العالم، على أبناء أمتنا كذلك مسؤولية بدنية من منطلق مراجعنا الروحية والمفاهيم الإنسانية أو واجب الحفاظ على أبداننا. إن هذا الواجب يكمن في اعتناق واعتلاء نداء الرحمة ونداء التوحيد ونبذ العنف ورفض استعمال ديننا السمح الحنيف، بأي طريقة كانت في ارتكاب هذه الجرائم النكراء والمكائد الخسيسة. إن دماء المسلمين تُزهق في جل ربوع أمتنا العربية الإسلامية، وسفك دم المسلم عند الله عز وجل من أعظم المحرمات وأكبر الجرائم، وهي أول ما يُسأل عنها الإنسان يوم الحساب. فدماء المسلمين تُزهق اليوم في قطر الجارة شقيقتنا ليبيا، وفي اليمن وسوريا والعراق وأقطار أخرى من العالم العربي الإسلامي. وأمام هذه المأساة يجب علينا نحن المسلمين أولا أن نضاعف المبادرات والمساعي السياسية والدبلوماسية لحل هذه النزاعات، علينا نحن المسلمين أبناء الأمة العربية الإسلامية، أن نحتكم إلى تعاليم ديننا الحنيف، وأن نرفع عاليا رسالته السمحة؛ كمساهمة منا في بث روح الرحمة في القلوب، والسكينة في النفوس، والأمن والسلام في الميدان، والعدل والإنصاف في حلول المشاكل، والوحدة بين أبناء أمة واحدة موحَّدة بكتاب الله عز وجل، أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل، لقد أحسنتم في اختيار موضوع الوسطية لملتقاكم هذا، وسبق لي أن علّلت في كلمتي هذه، عن أحقية افتخار الجزائر بوسطية مراجعها الدينية وبوسطية منهجها السياسي حتى في اجتياز المحن. أريد هنا أن أناشدكم أبناء وطني من علماء ورجال دين، أن تسخّروا علمكم وحماسكم من أجل تجنيد شعبنا الأبي إلى وثبة وطنية تكمن في العمل والبناء والتشييد، لكي نتصدى لمخاطر الأزمة المالية العالمية التي طرقت اليوم أبوابنا، ولكي نلتحق غدا بموكب الدول المتقدمة، ونحن جديرون بذلك بحكم ما تزخر به بلادنا من إمكانيات، وبحكم ماضينا المجيد في العلم وفي الحضارة، وكذا بحكم تقاليدنا النبيلة في العطاء والتضحية من أجل الجزائر. أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل، وإننا إذ نثمّن جهودكم في تحقيق التمسك بهذه الوسطية في الزوايا الوطنية والمعاهد العلمية والمؤسسات الدينية، نؤكد ضرورة إجراء العديد من الدراسات ذات الصلة بالتمكين لهذه الوسطية حتى تظل زادا روحيا يغذّي الوطنية ويزرع المثل العليا في نفوس بناتنا وأبنائنا، ويشيع ثقافة الاعتدال بين الساكنة في الفكر وفي القول وفي العمل. وإذ أتمنى لكم ولأشغالكم التوفيق والسداد، نرجو لملتقاكم هذا أن يسفر عن نتائج تتجاوب مع التطلعات المحلية والإقليمية، وأن يخرج بمشاريع تجمّل تديّن المجتمع، وتهذّب سلوكه، وتنفي عن الإسلام تلك الصورة المشوّهة التي يراد لها أن تلتصق به. وفّقكم الله وسدد خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».