قالت الفنانة ناريمان سعدوني بأن الوزير لا يمكنه أن يؤسس سوقا للفن التشكيلي، فهي تظاهرة ثقافية واجتماعية في آن واحد، بل يمكنه أن يفتح المزيد من الأروقة ويفرض عليها الاتصاف بالمقاييس العالمية، إضافة إلى تشجيعه للفنانين من خلال شراء أعمالهم عن طريق فضاءات تابعة للقطاع الذي يسيره، مثل دور الثقافة، وأضافت الفنانة والمنشطة الإذاعية أنه في سنوات الثمانينات، كان الفنان يبيع أعماله خاصة لمحبي الفن من الطبقة الوسطى، مثل الأطباء الذين كانوا يزينون عياداتهم بلوحات لفنانين محليين، لتتأسف عن تراجع المبيعات بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى الجزائريين. وفي هذا السياق، اعتبرت المتحدثة أنه لم تعد في الجزائر طبقة وسطى بل أصبح هناك فقراء همهم الوحيد سد رمقهم، وأثرياء يهتمون بشراء العقارات وليس اللوحات، لتنتقل إلى واقع الفن التشكيلي في الجزائر الذي يفتقر إلى سوق مهرجانات دولية كبيرة، يسعى فيه الفنان لكي يبرز نفسه رغم كل شيء وحتى أنه يحاول أن ينقل أعماله إلى الخارج لإبراز قيمة فننا. كما أشارت إلى أن العديد من الأروقة الجزائرية تهم فقط بالفنانين المعروفين وتتجاهل الجدد منهم، حتى أنها تعطي الأفضلية لمن غادروا البلد في فترة الإرهاب وتتناسى من عانوا وبقوا في الوطن خلال العشرية السوداء، في حين نوّهت ببعض الأروقة مثل «دار الياسمين» التي عرفت كيف تجمع بين القدامى والجدد. وعن قضية عدم قدرة الفنان التشكيلي بيع لوحاته في الخارج بموجب قانون يعتبرها، تمثل تراثا وطنيا يجب إعادته إلى البلد، قالت ناريمان بأنها تنقل لوحاتها إلى الخارج، حيث تعرض هناك حصريا أي منذ عام 1996، مشيرة إلى أنه سبق حتى وأن نقلت لوحاتها بتمويل من مؤسسة عمومية، لتؤكد أنه يمكن للفنان أن ينقل لوحاته إلى الخارج، داعيا أن جامع لوحات أجنبي اشتراها منه ودفع ثمنها وينتظر استلامها.