تراهن بومرداس على قطاع السياحة لخلق الثروة محليا، فبالنظر إلى المقوّمات السياحية الكبيرة التي تحوزها الولاية، من السهل جدا الاستثمار في المجال السياحي بشُعبه لجلب المداخيل، غير أنّ غياب التنسيق يرهن كثيرا هذه الحظوظ، ويجعل السياحة مقتصرة على الاصطياف. علما أنّ عدد الشواطئ خلال العام الجاري 2017 سيرتفع إلى 38 شاطئا، مع اقتراح مناطق سياحية جديدة لتنمية السياحة البيئية الترفيهية توجد قيد الدراسة. أخذ ملف السياحة نصيبه من انتقاد الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح، الذي لم يتوان عن كشف سياسات بعض المسؤولين ممن وصفهم ب«أعداء التنمية»، حيث قال خلال مناقشة برنامج تحضيرات الموسم السياحي للسنة الجارية، بأنّ الكثيرين يربطون الصيف بالشواطئ، متناسين أهمية السياحة الجبلية والدينية والحموية التي تتطلب استثمارات «خذلتها الإدارة بسبب تعقيدات الإجراءات، وهو ما ينفّر المستثمرين». حديث الوالي هذا يتعلق بمناطق التوسع السياحي التي تصل في بومرداس نظريا إلى أكثر من 4700 هكتار، استغل منها 900 هكتار فقط بسبب «تعقيدات الإدارة والهيئات المتخذة للقرارات التي تشابكت وتعقدّت، وجعلت هذا الملف لا يخرج بعد من عنق الزجاجة». وتحضيرا للموسم السياحي القادم، فإن بومرداس تعمل حاليا على استشراف كل النقاط الممكن لها خلق الثورة محليا، ومنه تكفّل كل بلدية في مهمة تحديد شواطئها وتنظيفها، وتهيئة النقل وحظائر السيارات والإنارة العمومية، وكذا تهيئة عدد كاف من الدكاكين التجارية القريبة من الشواطئ، مع عدم قبول الزنك والصفيح، إلى جانب تهيئة عدد آخر من المرشاتْ، وتكليف شباب مؤهل بتسييرها «عليكم المرور إلى السرعة القصوى، حيث نريد إعطاء ديناميكية جديدة للقطاع، وكلّ بلدية عليها التفكير في إدخال أكبر قدر من الثروة»، يقول الوالي فواتيح. للإشارة، فإنّ بومرداس تتوفّر على 20 مؤسسة فندقية ومراكز للعطل بسعة تقدر ب3079 سريرا، من بينها 15 مؤسّسة مصنّفة و03 بصدد التصنيف و02 مغلقة بقرار ولائي، إلى جانب سبعة مخيمات صيفية ب4990 سريرا و12 منطقة توسع سياحي، منها اثنتان صنفتا مؤخّرا بكل من حمام ثلاث بعمال وزيمة المحلة بالأربعطاش، مع اقتراح ثمان مناطق ومواقع سياحية جديدة للدراسة والتهيئة، منها أولاد معمر وسدّ الحميز (دائرة خميس الخشنة)، ذراع لحفى ببلدية بوزقزة قدراة، بويسغي بسد بني عمران والقلعة بنفس البلدية، ومنطقة إغيل ببلدية الناصرية، في مجال تطوير السياحة البيئية والترفيهية. إلى جانب وجود ثلاث مواقع قيد الدراسة تتعلق بالمسالك السياحية، ومنها مواقع أسواف والميناء القديم بدلس، مسلك سد بني عمران ومسلك سد الحميز وقاعدة الحياة بالأربعطاش. تسوية وضعية عددات الماء .... سكان قرى عمال وبني عمران يطالبون بمهلة دعا سكان قرى بلديتي عمال وبني عمران بالجنوب الغربي لبومرداس، مديرية الموارد المائية ومصالح الجزائرية للمياه، إعطاءهم مهلة لتسوية وضعيتهم تجاه التزوّد بالماء الشروب وعدم اعتبارهم من «سارقي» المياه. وقال ممثلون عن السكان ل«المساء»، أنّ سكان القرى على استعداد تام لتنظيم الأمور وربط منازلهم بالعدادات، تحسبا لدفع فواتير استهلاك الماء، مثلما أعلنت عنه وزارة الموارد المائية مؤخرا في إطار محاربة سارقي المياه، غير أنّهم طلبوا مهلة لذلك، لأن في السنوات الماضية كانت مصالح البلدية هي القائمة على دفع استهلاك القرى للماء الشروب، «وحاليا تعمل الجهات المعنية بالتنسيق مع محضرين قضائيين على متابعة كل من يتزوّد بالماء دون عدّاد واعتباره «سارقا»، مع دفع غرامة تصل إلى 40 ألف دينار»، يقول المتحدث مطالبا «بإعطاء مدة شهرين على الأقل للسكان بهدف تسوية وضعية تزوّدهم بالماء، وبعده لكلّ حادث حديث». المتحدّث أكّد وجود فراغ بين المصالح يجعل السكان رهائن لتطبيق القوانين دون مهلة، مشيرا إلى أنّ ممثلين عن القرى تحدثوا مع «مير» عمال الذي أكد عدم صلاحيته للتدخل في الأمر، وكذا إلى مصالح الجزائرية للمياه لدائرة الثنية التي نفت هي الأخرى صلاحية التدخل، وهو ما يجعل السكان رهينة تطبيق الغرامات على سارقي المياه دون إشعار مسبق ودون مهلة.