أوصى مشاركون في نهاية أشغال المؤتمر العلمي التكويني حول "داء التهاب الكبد الفيروسي وسرطان الكبد" الذي احتضنته قاعة مركز البحث العلمي لجامعة باتنة "1"، ونظمه المكتب الولائي لجمعية "أمل" لمساعدة مرضى السرطان في باتنة، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لمرضى التهاب الكبد الفيروسي، بضرورة الالتزام بالعلاج المبكر وجعله في متناول المرضى، مع تكثيف الحملات التحسيسية لمرضى السرطان قصد التقرب منهم ومساعدتهم على تلقي العلاج وتفعيل دور الطب الجواري لمواجهة هذا الداء الفتاك، إلى جانب تكثيف الملتقيات العلمية لخلق فرص الاحتكاك وتبادل الخبرات والمعارف التي من شأنها التكفل بالمصابين. أكد البروفيسور دبزي، خلال مداخلته، أن المصابين يحظون وسيحظون باهتمام أكبر، داعيا إلى تضافر الجهود في سبيل دعم مساعي الدولة في رسم البسمة على المصابين في ظل وجود 45 مركزا على مستوى الوطن للتكفل بهذه الحالات. مضيفا أن ولايات الشرق الجزائري تمثل أعلى نسب الإصابات بداء التهاب الفيروس الكبدي "س"، منها خنشلة، باتنة، آم البواقي وسوق اهراس، في حين تمثل ولايتي عين تيموشنت وسيدي بلعباس أعلى النسب على مستوى الغرب الجزائري. وطمأن البروفيسور بوجود إرادة كبيرة من قبل وزارة الصحة للتكفل ومواجهة انتشار الداء، مضيفا أن الوضعية غير مقلقة بالنظر إلى التقدم الحاصل في الطب الذي تشهده بلادنا، خاصة مع وفرة الدواء المنتج محليا. حرص المشاركون في هذه الفعاليات الطبية التي تعد مبادرة تكوينية ويوما تحسيسيا تميز، بمشاركة نوعية الأطباء من مختلف المؤسسات الاستشفائية وطلبة الطب على إبراز طرق التحسيس والبحث في البديل. وقد شملت الأنشطة التحسيسية تنظيم معارض وورشات تبرز العوامل المسببة لهذا الداء، ويسعى في مراميها منظمو المبادرة إلى توجيه المواطنين ضمن ثقافة صحية تشكل الدعامة الأساسية للوقاية من هذا المرض الذي يشكل محور هذه التظاهرة الطبية، خصوصا ما له علاقة بإصابات التهاب الكبد الفيروسي وسرطان الكبد. علما أن المحاضرات التي برمجت بالمناسبة تناولت الموضوع من جميع النواحي، وركزت حول ثلاثة محاور تناول فيها الأطباء المحاضرون المستجدات الحالية لفيروس الكبد، وتصنيفاته وكيفيات علاجه وطرق الكشف عنه بالتحاليل التي أصبحت ضرورية والزامية، حسبما أوضحه المختص لتحديد الفيروس الكبدي (س) و(ب) والسيدا. تناولت البروفيسور نادية قرينات، من مستشفى باتنة الجامعي، في مداخلتها التي خصصتها للحديث عن عمليات نزع الأعضاء من الموتى، وما تتطلبه عمليات الزرع من وقاية، موضحة أن الجهود منكبة في سبيل تحضير سجلات لتقييد الموتى دماغيا والانتفاع بأعضائهم في عمليات الزرع، وأوضافت أن حالات الالتهاب بالفيروس الكبدي في تزايد، خاصة على مستوى أقسام الاستعجالات الطبية الجراحية. من جهته، شدد البروفيسور عياش طبي، مختص في علم الأوبئة، على أهمية التقيد بشروط النظافة الصحية وتعقيم وسائل العمل والأجهزة الطبية وتنظيف المساحات المخصصة للعلاج، وإخضاع الوسائل للمعايير المعمول بها قانونا وتسيير النفايات الاستشفائية وفق ما تقتضيه شروط النظافة الصحية. في حين تقدم ممثل الجمعية الوطنية لمرضى التهاب الكبد الفيروسي على مستوى قسم أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى بن باديس في قسنطينة، مهدي عبد الحافظ، بنداء للوزارة الوصية لتوفير جهاز يعدد قيمة الفيروس الموجود في الدم لمرضى مستشفى قسنطينة الجامعي، موضحا أن مصالحه تستقبل أسبوعيا حالات جديدة تتراوح من 15 إلى 20 حالة لمصابين بالتهاب الفيروس الكبدي "س" و«ب"، وكشف أن إصابات الفيروس الكبدي ينتشر بمنطقة بريكة في ولاية باتنة التي تصنف بؤرة لانتشار الداء. مضيفا أن منطقة الشرق الجزائري تمثل أكثر نسب الإصابات، وقد قدرت في ولاية خنشلة قبل سنوات نسبة الإصابات بما لا يقل عن 13 بالمائة. أبرزت الدكتورة فوزية شبعاني، رئيسة جمعية مكتب "أمل" لمساعدة مرضى السرطان بباتنة، دور الجمعية في الإشراف على عمليات التحسيس من خلال تنظيم قافلة "الأمل" لمرضى السرطان ضمن برامج لمدة سنتين، شملت زيارات ل 32 ولاية، فضلا عن نشاط الوحدة المتنقلة لتشخيص سرطان الثدي التي دشنت نشاطها في ولاية بسكرة، وبعدها ولاية باتنة قبل 03 سنوات في عمليات استهدفت المناطق النائية بهدف تشخيص الداء مبكرا. وتحضر لنشاط مماثل حول سرطان الأطفال بالمركز التجاري "فيستيفال سيتي" بباتنة، خلال هذا الأسبوع، لإلقاء المحاضرات والفترة المسائية لإقامة حفل على شرف الأطفال. أوضحت الدكتورة شبعاني في تصريح ل«المساء"، أن هذا المؤتمر أدرك غاياته بالنظر إلى حجم المشاركة والحضور من طلبة معهد الطب والسيدات المصابات بهذا الداء. وشددت على أهمية تكوين و رسكلة المستخدمين الطبيين وشبه الطبيين لمسايرة التطور الحاصل في ميدان الطب، وتوعية المواطنين بخطورة هذا المرض وتوفير فرص العلاج والأدوية للمصابين بمرضى السرطان.