اجتمع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بخصمه السياسي الزعيم السني سعد الحريري ورئيس تيار المستقبل في لقاء هو الأول من نوعه بين الرجلين منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006. وقال مقربون من سعد الحريري أن هذا الأخير التقى بحسن نصر الله ليلة الأحد إلى الاثنين دون أن يكشف عن مكان اللقاء لأسباب أمنية. ومن المتوقع أن يساهم هذا الاجتماع النادر في التخفيف من حدة التوتر بين الحزبين وانصارهما وخاصة في مدينة طرابلس في شمال لبنان والتي شهدت خلال الأشهر الأخيرة أعنف المواجهات بين أنصار الحزبين. وكان الرجلان خاضا صراعا سياسيا شرسا لأكثر من عام ونصف كاد أن يدخل البلاد في متاهة حرب اهلية لولا الوساطة القطرية التي مكنت الجانبين من تفادي الانزلاق في متاهة المواجهة العسكرية المفتوحة بعد أن توصلت مختلف الفعاليات السياسية اللبنانية إلى ما أصبح يعرف ب"اتفاق الدوحة" الذي مكن من تسوية أهم الخلافات القائمة بين فريقي الأكثرية الحاكمة المناهضة لسوريا والمعارضة الموالية لها. الفريقان توصلا من خلال اتفاق الدوحة إلى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد، كما تم تشكيل حكومة وحدة وطنية في حين تقرر إجراء انتخابات برلمانية العام المقبل. وأكد البيان الذي أصدره مكتب سعد الحريري أن اللقاء تناول آخر المستجدات على الساحة السياسية اللبنانية بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، كما كان فرصة لإجراء مراجعة مبدئية للمرحلة السابقة من اجل استيعاب تداعياتها وتفادي تكرار الأخطاء التي ميزتها والتي كادت تضع البلاد أمام مصير مجهول. وأضاف البيان أن الرجلين أكدا خلال لقائهما على ضرورة تعزيز العمل الحكومي والتمسك باتفاق الطائف لسنة 1988 والذي وضع حدا لقرابة 15 سنة من حرب أهلية مدمرة وكذا احترام بنود اتفاق الدوحة الأخير، والتأكيد على استمرار التواصل الثنائي وتشجيع الحوار الوطني. ويأتي هذا اللقاء الذي كان من المتوقع عقده منذ فترة في سياق تهيئة الأجواء لإجراء حوار وطني جاد والذي من المنتظر ان تستأنف الجولة الثانية منه في الخامس من الشهر المقبل. وهو ما جعل متتبعين للشأن الداخلي اللبناني يعتبرون لقاء نصر الله الحريري الأبرز من نوعه في مساعي المصالحة واعادة ترتيب البيت اللبناني على أسس أكثر صلابة بعد سلسلة الاجتماعات التي عقدها مسؤولون وقادة سياسيون لبنانيون بهدف التخفيف من حالة الاحتقان التي لا تزال بوادرها قائمة على الساحة اللبنانية، وذلك قبل إجراء الانتخابات البرلمانية. وكانت قيادات مختلف الأحزاب اللبنانية شرعت في حوار وطني موسع بإشراف من الرئيس ميشال سليمان وفق بنود اتفاق الدوحة الذي وضع حدا لأزمة سياسية دامت قرابة العامين. وتم خلال أولى جلسات الحوار الوطني مناقشة مسالة سلاح حزب الله وكل فصائل المقاومة الأخرى وذلك في سياق مناقشة إستراتيجية الدفاع الوطني للدولة اللبنانية. وكان هذا السلاح نقطة الخلاف الرئيسية التي عمقت من هوة الخلافات بين احزاب المعارضة والموالاة التي اتهمت حزب الله بالسعي لأن يكون دولة داخل دولة من خلال رفضه التخلي عن سلاحه. ورفض حزب الله تلك المقاربة رافضا كل مسعى لتجريده من اسلحته متذرعا بالاحتلال الاسرائيلي الذي مازال قائما في مزارع شبعا بالاضافة إلى انتهاكاته المتواصلة للأراضي والأجواء اللبنانية.