كشف وزير الموارد المائية والبيئة، عبد القادر والي، عن إطلاق دراسة لتشخيص السدود التي سجلت فائضا كبيرا من نسبة الامتلاء خلال موسم الأمطار، لمعرفة تلك التي لابد من الرفع من علوها لزيادة قدرة التخزين، وكذا العمل على تسيير التدفق من مياه السدود بعد الامتلاء نحو الآبار العميقة. كما أعلن عن إطلاق إحصاء الوديان الملوثة وتشجيع الاستثمار في مجال تطهيرها. تعمل مصالح وزارة الموارد المائية، هذه الأيام، على التحضير لعقد اجتماع مع وزارة الفلاحة حول موضوع الاستغلال العقلاني للمياه الفائضة من 12 سدا، وقال الوزير عبد القادر والي، أمس، ببومرداس أن هذه العملية موجهة تحديدا لصالح الفلاحين بغية تمكينهم من استغلال الفائض من مياه السدود من جهة، ولتجديد مخزون السدود من جهة أخرى، علما أن تسعة سدود جديدة ستدخل الخدمة، منها خمسة تسلم خلال العام الجاري والمتبقية خلال 2018-2019. الوزير لم يغفل الحديث عن استراتيجية القطاع المبنية على ترشيد استعمال الماء كعامل حيوي مهم في التنمية الاقتصادية، وقال إن التطور السكاني والعمراني للجزائر يحتم نظرة استشرافية لهذا المورد الحيوي وأمر بالاسراع في أشغال إنجاز خزانات المياه بإقليم بومرداس، إضافة إلى إنجاز أحواض المياه بالمناطق الفلاحية لتزويد ساكنتها بالماء على قدم المساواة مع سكان الحضر، حيث تحصي الولاية قرى مترامية يتم تزويدها بالماء مرة كل 48 أو 72 ساعة «وبدخول خزانات الماء ببلدية تيمزيريت وقدارة سيقضى نهائيا على هذا الإشكال»، يقول الوزير. وفي سياق نفس الاستراتيجية، دعا الوزير إلى تكثيف دوريات الرقابة من أجل القضاء على بؤر التسربات المائية وظاهرة سرقة المياه، ملفتا إلى استرجاع 500 ألف متر مكعب كان يتم سرقتها، إلى جانب تحسيس السكان بأهمية المشاريع التي أطلقتها الدولة في هذا المجال، للتقليل من ظاهرة معارضة النفع العام، ملفتا إلى أن قوانين الجمهورية صارمة وستطبق بحذافيرها. من جهة أخرى، تحدث الوزير عن إطلاق إحصاء يخص معرفة الوديان الملوثة ودرجة تلوثها والأسباب التي أدت إلى تلوثها، ودعا الجهات المعنية إلى تسهيل اطلاق الاستثمارات في مجال معالجة المياه لاسيما الصرف الصحي للتقليل من نسبة تلوث الوديان وبالتالي مياه الساحل. مقدرا هذا الاتجاه الذي يضاف إلى رفع نسبة الربط بالماء الشروب من التحديات الكبيرة لوزارة الموارد المائية والبيئة. نشير إلى أن الوزير عبد القادر والي تفقد عدة مشاريع حيوية تابعة لقطاعه ومنها محطة تحلية مياه البحر لكاب جنات التي تغطي احتياج حوالي 150 ألف ساكن بالجهة الشرقية لبومرداس بالماء الشروب، بقدرة ضخ تصل إلى 26 ألف متر مكعب في اليوم، إلى جانب تدشين محطة ضخ المياه بقدرة ضخ خمسة الاف متر مكعب ببلدية خميس الخشنة.