اتفقت الجزائر ومدريد على تنسيق مواقفهما في إطار الاتحاد من أجل المتوسط وخاصة ما تعلق بالقضايا المطروحة على هذا التكتل الإقليمي دون أن تجد حلا، حيث شكلت القضايا العالقة في طريق إقامة الاتحاد صلب المحادثات التي جمعت السيد مراد مدلسي وزير الخارجية ونظيره الاسباني أمس. وجاء لقاء السيد مدلسي بكاتب الدولة للخارجية الإسبانية والتعاون السيد أنجل لوسادا بفندق الشيراطون بالجزائر أمس لإثارة العديد من هذه القضايا التي تنتظر الإجابة عليها خلال الاجتماع الوزاري لبلدان الاتحاد المتوسط المزمع عقده بمدينة مرسيليا الفرنسية بداية الشهر القادم. وفي هذا السياق أفاد السيد مدلسي أن هذا اللقاء فرصة لتقريب وجهات النظر بين وزراء الخارجية حول بعض المسائل الهامة المتعلقة بالاتحاد من أجل المتوسط. وفي تصريح أدلى به للصحافة ذكر المسؤول عن الدبلوماسية الجزائرية أن هذه المحادثات مكنت الطرفين الجزائري والإسباني من طرح جل المسائل على طاولة الحوار للنقاش والعمل من أجل محاولة إيجاد حلول لها في اجتماع مرسيليا قريبا خاصة ما تعلق بالشق التنظيمي للاتحاد وإدارته. كما أضاف المتحدث وجود إمكانية لتسجيل الإرادة الثنائية بين البلدين للوصول إلى اتفاق مزدوج ومشترك، وكذا تقوية العلاقات الثنائية التي وصفها بالغنية والكثيرة. ومنه أشار السيد مدلسي إلى أن قمة الاتحاد من أجل المتوسط ستنعقد نهاية 2008 أو مطلع سنة 2009، مما يتطلب تقييم العلاقات بين البلدين والعمل من أجل تقويتها وتعزيزها حسب المسؤول الذي عبّر عن ارتياحه للتقييم الحالي لهذه العلاقات التي قال أنها "محفزة". أما السيد لوسادا كاتب الدولة للخارجية الإسبانية فأثنى على الجو الذي أصبح يعكس الإرادة المشتركة بين الجزائر واسبانيا للوصول إلى اتفاق مزدوج من شأنه تعميق العلاقات بين الطرفين. ملحا على ضرورة العمل للدفع بهذه العلاقات إلى الأمام وترقيتها أكثر رغم قوتها. وكان رئيس الحكومة الاسباني خلال قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي عقدت بباريس اختار مدينة برشلونة من أجل إقامة مقر الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط بها. وفي هذا الصدد صرح المسؤول الإسباني بأن بلاده تعمل مع كل الشركاء في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط الذين يولون أهمية ووعي لاختيار مدينة برشلونة التي تمثل رمز انطلاق هذا المسار المتوسطي. علما أن إسبانيا تسعى بحكم تجربتها مع مسار برشلونة في 1995 أن يؤول إليها احتضان الأمانة العامة للاتحاد . وتجدر الإشارة إلى بقاء عدة قضايا معلقة منذ قمة 13 جويلية الماضي خاصة ما تعلق برئاسة الاتحاد ومقر أمانته العامة ونيابة الرئاسة، بالإضافة إلى عدة قضايا أخرى تم تأجيل مناقشتها لإنجاح أول قمة لميلاد الاتحاد من أجل المتوسط. بعد أن وضعت إسرائيل أول عقبة في طريق بناء الاتحاد من أجل المتوسط بسبب اعتراضها دخول الجامعة العربية كعضو في الاتحاد. ويذكر أن لقاء الوزيرين جاء في نفس اليوم الذي ألغيت فيه ندوة لوزراء الموارد المائية بالعاصمة الأردنية عمان لبحث مسائل المياه في دول ضفتي المتوسط.