أطلقت واشنطن 59 صاروخا موجها على أهداف شملت مهبطا للطائرات وطائرات ومحطات للوقود في القاعدة الجوية السورية الشعيرات في حمص. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية أن 23 صاروخا فقط وصل إلى القاعدة الجوية السورية لكنه من غير المعروف مكان سقوط بقية الصواريخ الأخرى البالغ عددها 36 صاروخا، مخلفة 9 قتلى وخسائر مادية. وذكر مسؤولون لشبكة «سكاي نيوز» أن إطلاق الصواريخ جاء من مدمرات للبحرية الأمريكية في شرق البحر المتوسط على عدد من الأهداف بالقاعدة الجوية. وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون قد صرح في وقت سابق بأن الإدارة الأمريكية تدرس ردا مناسبا على الهجوم الكيماوي في سوريا. جاءت الضربة بعد أن أكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس بوتين أول أمس أن دعم روسيا للأسد هو أمر «ليس غير مشروط»، وبعد سادس فيتو مزدوج لروسيا والصين منذ بدء الأزمة السورية، عرقلت فرض عقوبات على النظام السوري المتهم باستخدام السلاح الكيماوي، كما تؤكد هذه الخطوة أول خلاف بين واشنطن وموسكو في مجلس الأمن حول سوريا منذ وصول ترامب للحكم. خلفت الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري في سوريا، في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة، ردود فعل سريعة أعلنت فيها دول تأييدها للضربة التي أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها جاءت للرد على الهجوم الكيماوي في خان شيخون، بينما تراوحت مواقف دول أخرى بين الرفض أو التزام الصمت. فدمشق وصفت الضربة الأمريكية بأنها «عدوان جائر وسافر وتصرف أرعن غير مسؤول»، مؤكدة تصميم سوريا على ضرب الإرهابيين أينما وجدوا على مساحة الأراضي السورية. وأضافت أن «إقدام الولاياتالمتحدةالأمريكية على هذا الفعل المشين عبر استهداف مطار لدولة ذات سيادة يوضح بالدليل القاطع مرة أخرى ما كانت تقوله سوريا وما زالت من أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغير من السياسات العميقة لكيانه المتمثلة باستهداف الدول وإخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم». كما وصف مجلس الأمن القومي الروسي الضربات التي وجهتها الولاياتالمتحدة إلى مطار الشعيرات العسكري السوري بالعمل العدواني الذي يخالف القانون الدولي. وأوضح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن أعضاء مجلس الأمن الروسي أعربوا عن القلق من «العواقب السلبية الحتمية من الأعمال العدائية المماثلة التي ستؤثر على الجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب». وأبدى مجلس الأمن الروسي أسفه بشأن الأضرار التي ألحقتها ضربات الولاياتالمتحدة بالعلاقات الثنائية الروسية الأمريكية، مضيفا أن الرئيس بوتين تطرق أثناء الاجتماع إلى المسائل المتعلقة باستمرار العملية الروسية في دعم الجيش السوري في مكافحة الإرهاب. وقال العضو المراسل في أكاديمية العلوم العسكرية بروسيا سيرغي سوداكوف، في تصريحات لصحيفة «إيزفيستيا»، إن تحلي العسكريين الروس بضبط النفس أبعد احتمال اندلاع حرب نووية. وذكّر الخبير بأن الولاياتالمتحدة أبلغت روسيا مسبقا عبر القنوات الدبلوماسية بخططها لتوجيه الضربة، وبدورها أخطرت روسيا الجانب السوري الذي سحب عسكرييه ومعداته من القاعدة، معتبرا إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمره بضرب سوريا، اقتراب من وضع يمكن وصفه ب»الحرب الساخنة». كما أدانت إيران عبر وزارة خارجيتها «بشدة أي تدخل عسكري منفرد»، معتبرة «هذه الضربات في صالح تقوية الإرهابيين وتساهم في تعقيد الأوضاع في سوريا والمنطقة». أما مصر فأفاد بيان لوزارة الخارجية بأنها «تتابع بقلق بالغ تداعيات أزمة خان شيخون»، ودعت أمريكاوروسيا إلى «التحرك الفعّال على أساس مقررات الشرعية الدولية، وما تتحلى به الدولتان من قدرات، لاحتواء أوجه الصراع والتوصل إلى حل شامل ونهائي للأزمة السورية». عبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن «تأييد السعودية الكامل» للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا. وأشاد المصدر بما أسماه «القرار الشجاع» لترامب، معتبرا أنه «رد على جرائم نظام الأسد تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده». أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقال إن الضربة الأمريكية «خطوة إيجابية ضد جرائم الأسد بالأسلحة الكيمائية والتقليدية إلا أنها غير كافية»، وقال: «آن الأوان لاتخاذ خطوات جدية قادرة على تحقيق نتائج إيجابية لصالح حماية الشعب السوري المظلوم». من جهته، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه «بالأقوال وبالأفعال بعث ترامب رسالة قوية وواضحة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيماوية ونشرها لا يطاقان»، مؤكدا أن إسرائيل «تدعم دعما كاملا» قرار ترامب. ألمانيا دعت من جهتها إلى إيجاد حلول دبلوماسية للصراع في سوريا تحت رعاية الأممالمتحدة في أعقاب الضربة الأمريكية لقاعدة جوية في ريف حمص وسط سوريا.