أحيت بلدية الجزائر الوسطى نهاية الأسبوع المنصرم الذكرى الرابعة والخمسين لاندلاع الثورة المجيدة بالتنسيق مع الجمعية االوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام (1954 -1962 ) وجمعية 8 ماي 1945 بقاعة السينما الجزائرية حيث خصّت بذلك تكريم الشهيد "كريم بلقاسم" . فبقاعة المحاضرات تمت قراءة آيات من كتاب الله العزيز الحكيم من طرف إمام مسجد حمزة، بعدها تم الإستماع إلى النشيد الوطني وأناشيد ثورية جلبت رائحة نضال الأمس وكأن بالشهداء يعودون فتحركت القلوب وبدا على محيا الحضور من جيل الثورة وجيل الأمس واليوم الكثير من الحماس والاعتزاز بالثورة الجزائرية التي ستظل كريمة مباركة. بعدها كانت لحظات للشعر والكلمة المعبرة بصوت الشاعرة الجزائرية "صليحة خليفي" التي عايشت زمن الثورة فقرأت قصيدتيها (تحية ويا جيش أمّتي). من جهة أخرى ألقى رئيس بلدية الجزائر الوسطى الطيب زيتوني كلمة زكى وأثنى من خلالها على أرواح الشهداء والثورة. أما المحاضرون من ثوريين ومحكوم عليهم بالإعدام في زمن الظالم المستبد فعكفوا على تمجيد الثورة مع الوقوف على مختلف المراحل التي مرت بها وقد آلمهم تاريخ الثامن ماي 1954، وذكروا لجيل اليوم أن شهداء الثورة الذين أعدموا كانوا يتّصفون بقوة إيمانهم بالنصر وبالحرية فكانوا يشترطون على جلادهم قبل أن يُعدموا وتزهق أرواحهم بالمقصلة أن يتوضّأوا فيؤدون الشهادة جهرا أمامه ويصلّون ركعتان وأن يُدلوا بدلوهم تصريحات سياسية كانت ترهبه وتذكّره بأن من قال عن شعب الجزائر مات فقد كذب. بعدها ألقى أستاذان مختصان في تاريخ الثورة الجزائرية كلمة، أكد من خلالها ألا مجال للتشكيك في الثورة وأن الجزائر استطاعت نالت استقلالها بفضل كفاح ونضال الجزائريين الذين كانوا المثل والسند. واحتضن بهو السينما معرضا للصور التاريخية، منها ما ضم صورا لشهداء الثورة ومنها ما ضم كفاح ونضال والتفاف الشعب حول ثمن الحرية من تسلق للجبال وافتراش لبساط الأخوة حول "الكسرة" وأطباق الكسكس، والألسن والقلوب على حال واحدة حيث كانوا متمكنين من لغة العين في زمن المعارك.