يقدم الفيلم الوثائقي التلفزيوني «الجزائر قبلة الثوار» صورة الجزائر في الفترة الممتدة بين 1962 و1974، التي تميزت بتضامنها غير المشروط لحركات التحرر في العالم، واستقبالها لزعماء تحررين كبار على غرار كاسترو غيفارا وياسر عرفات ومانديلا وغيرهم، وانشغلت الدبلوماسية الجزائرية في العديد من القضايا المناهضة للظلم في تلك الفترة رغم الأوضاع الصعبة التي عرفتها البلاد ذلك أنها لتوهها انعتقت من نير الاحتلال الفرنسي. يستعين المخرج الفرانكو جزائري، محمد بن سلمى، في عمله على الوثائق، ويبدو جليا أنه اجتهد كثيرا لجمع كل تلك الصور النادرة، لاسيما شريط الفيديو للرئيس السابق الراحل أحمد بن بلة مع الرئيس الأمريكي السابق جون كيندي، في أكتوبر 1962 لما رفع العلم الجزائري لأول مرة في أمريكا ودخول الجزائر لهيئة الأممالمتحدة. والفيلم مرفوق بصور لمسؤولين من كافة الحركات التحررية التي احتضنتها الجزائر العاصمة على غرار حركات جنوب إفريقيا والموزمبيق وناميبيا وكذا القضية الفلسطينية كلها حركات قدمت لها الجزائر الدعم المادي والمعنوي. في 57 دقيقة حاول المخرج أن يلخص معظم المواقف الدبلوماسية وعمليات التضامن مع الحركات الموجودة في العالم، وكانت تحوز الجزائر في ذلك الوقت حوالي 22 حركة تحررية، وتفنن بن سلمى في وضع تقنية بديعة في جعل الصور القديمة وكأنها حية، كما أن التعليق كان سلسا منسجما مع الصور والمشاهد. الفيلم من تأليف عميروش العايدي، يتناول قصة نجاح الدبلوماسية الجزائرية التي كرست نفسها خدمة للقضايا العادلة بعد الاستقلال، من خلال النشاط الدبلوماسي، والزيارات التي أجراها أبرز الثوار إلى الجزائر فكانت مكة للثور مثلما هي الفاتكان قبلة للمسحيين ومكةالمكرمة مقصد المسلمين. ويبرز الفيلم إلى أن الجزائر إلى غاية منتصف السبعينيات كانت عضوا بارزا في حركة عدم الانحياز بدعمها الكبير لحركات التحرر والمضطهدين في العالم ذكر بالزيارات التي قام بها قادة حركة «الفهود السود» أنجيلا دايفيس وألدريج كليفر والمناضل شي غيفارا والزعيم نيلسون مانديلا والعديد من الزعماء المناضلين المناهضين للإمبريالية والدكتاتورية. واستند هذا العمل على أرشيف مصور جمع من بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وصربيا وكوبا والبرتغال وإسبانيا ومن مؤسسة جون كيندي، واستغرق العمل عاما من الأبحاث بغية جمع الصور والشهادات التي استعملها المخرج عمله الفني الرامي الى المساهمة في كشف حقبة هامة للدبلوماسية الجزائرية التي تجهلها الأجيال الشابة. برج بوعريريج تحتفل بتراثها تزامنا وفعاليات الاحتفال بشهر التراث، نظمت الجمعية الثقافية «ذاكرة وإبداع» باليشير بالتنسيق مع بلدية القصور بولاية برج بوعريريج، تظاهرة ثقافية احتضنتها القاعة التراثية بحضور شخصيات علمية وثقافيه متميزة، وذلك إحياء لشهر التراث. في كلمته الترحيبية استعرض رئيس الجمعية الإعلامي نور الدين كبير تاريخ المنطقة الزاخر، وانجازات أبنائها في شتى المجالات الثقافية والمعرفية. شارك في الفعاليات البروفيسور محمد شنيتي أستاذ الحضارات القديمة بجامعة الجزائر 02 والخبير في الآثار، حيث جلب الحضور بثقافته الموسوعية وأفاده في محاضرته التي ألقاها عن حماية التراث متوقفا أيضا عند البطولات التي وقعها الشعب الجزائري عبر مراحل التاريخ، تلتها محاضرة الدكتور العيد وارم من جامعة البشير الإبراهيمي حول «التراث كما يراه مالك بن نبي من خلال مؤلفاته»، ثم تدخلا للبروفسور داوود حرز الله من جامعة سطيف خاصا ب «أهمية الاعتناء بالتراث» وقارن ذلك بيننا وبين الغرب الذي جعل من التراث مادة اقتصاديه مربحة. من جهة أخرى، تم تكريم أبرز شعراء اليشير والقصور على غرار المرحوم يحيى بوقرة، والسعيد لعزيزي، وعبد الكريم العيداني، والميلود شاوشي إضافة إلى المحاضرين وكذا إذاعتي البيبان والجزائر الدولية وأيضا عائلة المؤرخ الكبير الراحل يحي بوعزيز، كما تم بالمناسبة تكريم الدكتور عبد الكريم شوقي الأستاذ المشارك بجامعة الجزائر صاحب كتاب «العقيد عميروش ودوره في ثورة 1954. على هامش الفعالية تم تنظيم معرض للكتب التاريخية والصور القديمة وأدوات تقليديه للصناعة الحديدية التي تعود لعائلة الحداد المشهورة في المنطقة بحرفتها، منها الصانع المرحوم يزيد الحداد، فيما استفاد الحاضرون بهدايا تمثلت في كتب وصور وهدايا للأطفال. ❊آسيا عوفي