جرت عملية الانتخاب بالعاصمة، أول أمس، في جو ساده التنظيم المحكم والتغطية الشاملة من طرف مختلف أسلاك الأمن، وتهيئة كل الظروف بها. «المساء» لاحظت خلال جولتها ببعض بلديات العاصمة للاطلاع على سير العملية الانتخابية، أن الحضور كان خلال الصبيحة محتشما لكنه بدأ يتزايد بعد الظهيرة، رغم أن الجو كان حارا، وكانت فترة فرز الأصوات محطة ذات نكهة، حيث حضرنا فتح أحد صناديق الاقتراع، وعملية الإحصاء والتدقيق بإحدى البلديات. باب الوادي.. التبكير بأداء الواجب محطتنا الأولى كانت بباب الوادي، أين زرنا أحد مراكز الاقتراع القريب من حي الساعات الثلاث، حيث التقينا ببعض المواطنين الذين جاؤوا مبكرا لأداء واجبهم الانتخابي، وما شد انتباهنا هو أحد المكفوفين الذي أكد قريبه كان برفقته أنه رغم تقدمه في السن إلا أنه يحرص على المشاركة في الاقتراع، وكذلك الحال بالنسبة لأحد المراكز بأعالي الزغارة ببلدية بولوغين، الذي وجدنا به عنصر الشباب حاضرا بمكاتب الانتخاب لتأطير العملية وتمثيل الأحزاب في عملية المراقبة. الأسلاك الأمنية بقوة في مركز غابة باينام انتقلنا بعدها إلى مركز مدرسة غابة باينام ببلدية عين البنيان، التي شهدت هي الأخرى تنظيما محكما حيث لاحظنا به إقبالا كبيرا للنساء اللواتي اصطحبن أبناءهن لإطلاعهن على كيفية الانتخاب، وجعل بعضهم من يقومون بأخذ أوراق الانتخاب وإدخال الظرف داخل الصندوق، فيما عرف مكتب خاص بأفراد الأسلاك الأمنية (رجال) إقبالا كبيرا، حيث كان أفراد الجيش والشرطة والأسلاك الأخرى يشكلون طابورا، وأكد أحد المؤطرين الذي ذكر أنه تعوّد لسنوات العمل بهذا المركز أن الإقبال يكون دائما محتشما في الصبيحة ولا يعكس الحجم الحقيقي للمشاركة. المسنّون حاضرون بالرغاية رغم الحرارة المرتفعة إلا أن الحركة داخل مركز مدرسة حي 1100 مسكن بالرغاية كانت كبيرة، حيث لاحظنا خلال تجوالنا ببعض المكاتب حرص المواطنين على أداء الواجب خاصة فئة المسنّين، وكان البعض منهم يجلسون على كراس أكد بعضهم أن التأخر عن المشاركة في هذا الاستحقاق لا معنى له، وأن المشاركة تعد تأمينا للاستقرار، وقال أحد المواطنين من هذه الفئة إنه لا يهمه ما تقوله بعض الأطراف بعدم جدوى الانتخاب، وإن قناعته راسخة بأن المقاطعة لن تفيد شيئا، كما شدّنا انتباه مصالح الأمن التي كانت تسهر على تنظيم حركة المرور بالقرب من مداخل المركز الانتخابية وضمان أمن المصوتين من خلال استعمال أجهزة الكشف اليدوية، وأكدت لنا رئيسة المركز أن الأمور تجري في جو هادئ ومريح، وأنه لم يتم تسجيل أي خلل في العملية، مشيرة إلى أن أفراد الأمن يقومون بدورهم في تأمين المواطنين وإرشادهم رفقة المؤطرين للقيام بواجبهم، ومساعدة المواطنين في ركن مركباتهم بالقرب من مركز التصويت. مقترعون بالرويبة: لا تصوروا نحن ننتخب مدينة الرويبة كانت يوم الانتخاب تعج بالحركة، وبأحد مراكز الانتخاب بوسط المدينة الذي زرناه، كان فيه حركية أخرى صنعها الحضور المعتبر لفئة النسوة اللواتي كنّ يتحاشين الحديث إلينا، خاصة عند رؤية آلة التصوير التي كان يستعملها الزميل في التقاط بعض الصور المعبّرة، ومن أطرفها أن إحدى النساء التي همّت بأخذ أوراق الانتخاب ألحت علينا بعدم تصويرها رغم أننا كنا نطلب من المواطنين السماح لنا قبل القيام بعملية الاقتراع، وكذلك الأمر بأحد الشباب الذي فضّل عدم تصويب عدسة آلة التصوير نحوه، مشيرا أنه لا يرغب في ذلك. الكاليتوس... حماسة خاصة وعرس انتخابي بامتياز وببلدية الكاليتوس التي اختتمنا بها جولتنا بالعاصمة، وتضم أكبر وعاء انتخابي على مستوى الولاية بأزيد من 81 ألف مسجل، 199 مكتب تصويت موزع على 23 مركز اقتراع، لمسنا حماسة كبيرة من طرف المؤطرين خاصة ممثلي الأحزاب، وأغلبهم من الشباب الذين أحدثوا جوا خاصا بمختلف مراكز التصويت، حيث تم تأطير العملية بشكل جيد، ولم تسجل بها أي اختلالات أو تجاوزات. وقد حضرنا بمركز التصويت بمدرسة 621 مسكنا عملية فرز الأصوات التي تمت بطريق شفافة حضرها ممثلون عن بعض التشكيلات السياسية ومواطنون، حيث أمضى المؤطرون بعد الانتهاء من العملية على المحاضر التي تم التدقيق فيها بمقر اللجنة الانتخابية البلدية بالكاليتوس، وهو العرس الانتخابي الذي حضرته «المساء» إلى ساعة متأخرة من ليلة الفرز، وقد تم تنظيم العملية بملحقة بلدية الكاليتوس التي شهدت حركية متميزة، كان رؤساء المكاتب ال199 يأتون تباعا، خصصت لهم مكاتب لتدقيق الفرز والموافقة عليه للمرور بعدها للقاضي الذي يؤكد صحة المعلومات والأرقام ويوافق نهائيا على المحاضر، وبوسط القاعة تم نصب جهاز عرض كان يعرض بين الفينة والأخرى آخر النسب وعدد الأصوات المحصل عليها من طرف كل قائمة، وقد لاحظنا بهذه البلدية أن رئيسها السابق، عبد الغني ويشير المترشح في قائمة حزب «تاج» كانت له الحظوظ الوافرة في نيل أكبر عدد من الأصوات المعبّر عنها بهذه المنطقة. للإشارة فقد أفرزت النتائج الأولية لهذه التشريعات بولاية الجزائر فوز حزب جبهة التحرير الوطني بأكبر عدد للمقاعد، حيث حصد 10 مقاعد من أصل 37 مقعدا، فيما عادت المرتبة الثانية لحزب العمال ب6، كما جاء في المرتبة الثالثة حزب التجمع الوطني الديمقراطي ب5 مقاعد، ليفوز تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء ب4 مقاعد متبوعا ب3 مقاعد لكل من الأفافاس الأرسيدي، تاج، وتحالف حركة مجتمع السلم.