خلص المشاركون في أشغال الملتقى الوطني الذي أسدل الستار عليه مؤخّرا بقصر الثقافة "عبد الكريم دالي" بتلمسان، حول "دور المجتمع المدني الجزائري في الإغاثة الإنسانية"، برفع 12 توصية للجهات الوصية، بعد 3 أيام من النقاش الثري الذي أشرفت عليه جمعية "جزائر الخير"، بالتنسيق مع مخبر "حوارات الديانات والحضارات في حوض البحر الأبيض المتوسط" بجامعة "أبي بكر بلقايد" في تلمسان، بحضور رؤساء مكاتب الجمعية وأساتذة ودكاترة من مختلف جامعات الوطن، وأطراف من المجتمع المدني، إضافة إلى مختصين وأكاديميين في شتى المجالات. ولعل أولى التوصيات؛ تثمين الجهود المتميّزة للدولة في العمل الإغاثي إقليميا ودوليا، تفعيل القوانين التي تسمح بتصنيف الجمعيات في إطار النفع العام، مع ضرورة إعداد الجمعيات والمجتمع المدني للجاهزية من أجل ممارسة العمل الهادف. كما اعتبر مهمة الجميع في نطاق العمل المنظم والمقنن، باعتبار أن عملية تقديم الإسعافات تحتاج إلى معرفة وتكوين لتفادي أي خلل وانزلاق. أشار المشاركون إلى أن أهمّ أسس نجاح المجتمع المدني في الإغاثة الإنسانية، هو قوة المجتمع المدني، التنسيق الجيد مع الجهات الرسمية ودراسة توزيع العمل على مراحل الإغاثة، وحسن استغلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذا التغطية الإعلامية الناجحة، فضلا عن تعزيز الجهود بالوسائل الممكنة لتأسيس عملية ربط الحلقة المفقودة بسلسلة تقديم الإغاثة، والمتمثّلة أساسا في المواطن، التركيز في عملية الإغاثة على الحوكمة، البنية التحتية المتمثلة في الجوانب القانونية والسياسات والإجراءات وكذا الرقابة المالية وغير ذلك، فضلا عن تدريب وتأهيل الموارد البشرية العاملة في المؤسسات الخيرية من أجل تحقيق الاحترافية في الأداء الإغاثي، وتنظيم العمل التطوعي وإدماجه في المناهج التعليمية والتربوية الرسمية، ودعوة الجهات المعنية إلى إيجاد مرصد أو هيئة عليا تضمن التنسيق والتواصل في الهيئات الرسمية والمدنية لضمان التدخل الناجح، كما شملت التوصيات في طياتها دعوة المجتمع الجزائري إلى تعزيز السلوك الإنساني تجاه المهاجرين واللاجئين الأفارقة في إطار القانون والقيم الوطنية. وفي آخر توصية، أوصى المشاركون بعقد طبعة ثانية لهذا الموضوع في إطار مغاربي ومتوسطي، نظرا لأهميته القصوى، ليختم الملتقى بتكريم خصّ به العديد من مكاتب الجمعية عبر مختلف ولايات الوطن منها تندوف، تمنراست، غردايةوالجزائر العاصمة لاستضافة اللاجئين الأفارقة وإطعامهم خلال شهر رمضان المبارك، وهران وعنابة وتلمسان وبرج بوعريريج ومعسكر، إلى جانب منح ثلاثة دروع في أحسن مبادرة في العمل الاجتماعي التطوعي لمكتب تندوف، على استضافته للاجئين الصحراويين بالتعاون مع السلطات المحلية والأمنية ومكتب الجزائر العاصمة لتقديمه طيلة شهر رمضان بما يزيد عن 200 وجبة للاجئين الأفارقة ومكتب تلمسان لتميّزه بسلوك روح الفريق والعمل في صمت كعائلة واحدة، وكذا لمدير مخبر حوار الأديان والحضارات في حوض المتوسط بجامعة تلمسان على دوره المتميز في إنجاح هذا الملتقى. وقد أثرى نخبة من الأساتذة والدكاترة والخبراء وممثلي المجتمع المدني من مختلف جامعات ولايات الوطن، الملتقى ب19 مداخلة، منها "خطاب الإغاثة بين المتجول السياسوي والثابت الأخلاقي" للدكتور سعيدي محمد، ومداخلة بعنوان "البعد الثقافي في العمل الإغاثي في المجتمع الجزائري" للدكتور موفق زاروي ومداخلة أخرى بعنوان "التحولات الكبرى للمجتمع المدني في الجزائر من السياسة إلى التضامن الاجتماعي" من تنشيط الأستاذ الدكتور غماري طيبي، فيما نشط الدكتور عيسى بن هاشم، مدير إذاعة تلمسان الجهوية، مداخلة تحت عنوان "التعامل الإعلامي مع الأزمات"، أما الدكتورة اسمهان بوشيخاوي، فكانت لها مداخلة بعنوان "دور المؤسسات التربوية في تكوين سلوك وقيم الإغاثة"، في حين يعتبر الدكتور طارق عبدون نموذجا وتجربة الإغاثة الإسلامية عبر العالم بريطانيا، أما اليوم الثاني من الملتقى فعرف 10 مداخلات للعديد من الدكاترة الأكاديميين منها مداخلة بعنوان "الإغاثة قراءة في المصطلح" للدكتورة سعيدي منال و«أخلاقيات العمل الإغاثي والإنساني" للأستاذ الدكتور يكوك قويدر، ومداخلة أخرى للدكتور عثمان بلخير بعنوان "العمل التطوعي والإغاثي في تاريخ الجزائر الوسطى"، ومحاضرة الدكتور مراد مولاي، بعنوان "الجامعة والبحث الأكاديمي إستراتيجية في خدمة المؤسسات الإغاثية"، في حين قدم الملازم أول بالحماية المدنية أحمد برسيس، محاضرة بعنوان "مواجهة الكوارث الطبيعية بين التنظيم والتعاون المشترك"، الدكتور إبراهيم أحمد حاضر في هذا الملتقى من أجل فلسفة العمل الإغاثي الإنساني والدكتور عباس رضوان من أجل الوقف ودوره في العمل الإغاثي، والدكتور بلباد الغالي دور الإعلام الدولي في نشر ثقافة العمل الإغاثي. في حين نشطت الدكتورة سنوسي فايزة مداخلة بعنوان "قراءة في خطاب الإغاثة الصادرة عن المنظمات الدولية بين الواقع والمأمول"، ومداخلة بعنوان "البحر المتوسط ودوره في تلاقح الحضارات والثقافات"، فيما عرف اليوم الأخير من الملتقى 4 مداخلات لكل من الأستاذ والدكتور طالبي عبد القادر، محمد روبي، والدكتورة ملوكي جميلة ونور الدين بن إبراهيم، تحت عنوان "أسس نجاح المجتمع المدني في الإغاثة الإنسانية رؤية معاصرة" و«التدخل في الأزمات في مجال الصحة النفسية بين التجارب الجزائرية والتجارب الدولية" و«البعد النفسي لحملات الإغاثة في المجتمع الجزائري" و«ملاحظات قانونية في العملية الإغاثية".