انطفأت، إحدى شموع الفن بالجزائر، أمس، بعد مسيرة حافلة من العطاء والتضحية في سبيل إمتاع الجمهور الجزائري، بعدما رحل في حدود منتصف النهار، الفنان الفكاهي رشيد زغيمي، أحد أبطال سلسلة "أعصاب وأوتار" الفكاهية، بعد صراع مع المرض، أرقده الفراش بمصلحة العناية المركزة بالمستشفى الجامعي "ابن باديس" بقسنطينة لأكثر من عشرة أيام، حيث أدخل الفنان على جناح السرعة إلى مصلحة علاج السرطان قبل أن يحوّل إلى مصلحة العناية المركزة، نتيجة تقرّح سرطاني أسفل الظهر كان يعاني منه منذ أشهر، انتشر في النخاع الشوكي وشلّ الأطراف السفلية بعد رحلة علاج بالجزائر ثم بتونس ثم مجددا بالجزائر لم تكلل بالنجاح. في هذا الشأن، اعتبر الفنان نور الدين بشكري الذي لازم الفنان في أيامه الأخيرة بالمستشفى الجامعي، أنّ رحيل رشيد زيغمي، يعدّ خسارة كبيرة للساحة الفنية القسنطينية بشكل خاص والجزائرية بشكل عام، مؤكّدا أنّ الفنان الذي لم تفارقه البسمة في أحلك ظروفه الصحية، رغم الألم والمعاناة، اشتد به المرض في أيامه الأخيرة وجعله فاقدا للوعي في أغلب الأحيان. وحظي الفقيد في أيامه الأخيرة، بمجرد دخوله مصلحة العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي "ابن باديس"، بزيارة وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، الذي تبادل وقتها أطراف الحديث مع الفنان الفقيد، حيث أكّد له دعم الجهات المسؤولة، وحاول الرفع من معنوياته من خلال تذكيره بأهم الأعمال الفنية التي كان زيغمي بطلها وعلى رأسها سلسلة "أعصاب وأوتار" للمخرج محمد حازورلي، حيث قدّم الفنان دور "رشيد مالادي"، وهي شخصية كثيرة المرض والاستطباب، معتبرا أنّ رشيد زيغمي يعدّ من القامات الفنية التي تركت بصمتها في الفن الجزائري من خلال 45 عملا فنيا قدّمه بين المسرح والتلفزيون.كما حظي الفنان قبل وفاته بأربعة أيام فقط، بزيارة من طرف وفد من الفنانين الجزائريين، كان في استقبالهم مدير الثقافة، السيد زيتوني عريبي مرفقا بمدير دار الثقافة "مالك حداد" وعدد من الفنانين القسنطينيين وعلى رأسهم نور الدين بشكري وعنتر هلال، وكانت القافلة التي قدمت من الجزائر العاصمة وتضمّ حوالي 30 فنانا من مختلف أنحاء الوطن، على رأسهم رئيس جمعية "أضواء" السينمائية إضافة إلى عدد من الوجوه الفنية والتلفزيونية على غرار فؤاد وامان، سليم الشاوي، تنهينان والفنان الكوميدي أحمد قادري المعروف باسم "قريقش". وتقدم وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، بتعازيه الخالصة إلى أسرة الفقيد، وقال تشاء الأقدار أن يخطف الموت في نفس اليوم فنانين هرمين بلاوي الهواري وعبد الرشيد زغيمي أحد عمالقة الشاشة الجزائرية، والذي صارع هو الآخر المرض طويلا. تميز المرحوم عبد الرشيد بخفة الروح وقدرته الفائقة في امتاع جمهوره الذي أحبه.