ارتفعت حالات الإصابة بمرض الحمى المالطية إلى أكثر من 500 حالة لدى الإنسان خلال السداسي الأول من السنة الجارية. وقد أصدر والي تبسة في هذا الشأن قرارا يمنع بيع وتوزيع مادة الحليب مجهول المصدر، فيما شنت مديرية الصحة والسكان حملة تحسيسية لتفادي المرض. كما دقت المفتشية البيطرية ناقوس الخطر، ودعت، من جانبها، المستهلكين لتفادي تناول مادة الحليب مجهولة المصدر. يُعرف مرض الحمى المالطية المعروف أيضا بداء البريسيلوز أو البروسيللا، بخطورته الشديدة على صحة الإنسان والحيوان، فهو مرض بكتيري مصدره الوحيد هو الحيوان، بحيث ينتقل من الحيوان إلى الإنسان بعد انتقال جرثومة «البروسيللا» إليه، إثر تناول لحومها أو حليبها غير المغلى؛ لأن جرثومة البروسيللا لا تحتمل درجة الحرارة العالية وتموت فورا أثناء الغليان. وبولاية تبسة يقبل المواطن على استهلاك مادة الحليب بكثافة أثناء فصل الصيف، خاصة أن ولاية تبسة ولاية فلاحية رعوية تضم حوالي 10 آلاف مرب، بثروة حيوانية تقدَّر بأكثر من 875.000 رأس من الأغنام، وقرابة 152.000 رأس من الماعز، ناهيك عن 12.000 رأس من الأبقار، التي يعتمد عليها سكان الأرياف كثيرا في حياتهم المعيشية، من خلال الاستفادة من لحومها وصوفها وحليبها، مما يجعل خطر الإصابة بمرض الحمى المالطية على المستهلك يظل قائما، بل وأكيدا. وعلى خلفية تسجيل ارتفاع في عدد الإصابة بمرض الحمى المالطية الذي فاق 500 حالة إصابة خلال السداسي الأول من السنة الجارية، أصدر أول أمس والي تبسة مولاتي عطا لله، قرارا رسميا يقضي بمنع بيع وتوزيع مادة الحليب مجهول المصدر من قبل الباعة المتجولين وأصحاب المحلات التجارية عبر كافة تراب الولاية. ويهدف إصدار هذا القرار الولائي إلى الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين بالدرجة الأولى، وحمايتهم من خطر الإصابة بمرض البريسيلوز أو الحمى المالطية. وقد أكدت الطبيبة إيمان خرنان، مسؤولة الطب الوقائي وعلم الأوبئة بمديرية الصحة والسكان بولاية تبسة، أنه نظرا للتزايد المستمر في عدد حالات الإصابة بمرض الحمى المالطية المسجلة على مستوى الولاية خاصة بعد تسجيل أكثر من 529 حالة إصابة خلال النصف الأول من السنة الجارية، فإن القرار الولائي الصادر عن والي الولاية الذي ينص على أن بيع وتوزيع الحليب الطازج وغير المبستر مجهول المصدر من طرف الباعة المتجولين وحتى أصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع الحليب عبر كافة مناطق إقليم الولاية، يعرّض بائعه لعقوبات ردعية، أهمها الحجز الفوري لمادة الحليب، وإغلاق وتشميع المحل التجاري، والمتابعة القضائية وتطبيق العقوبات المنصوص عليها قانونا ضده، مضيفة أن تطبيق هذا القرار سيحد من استهلاك مادة الحليب مجهول المصدر، وبالتالي الحد من خطر الإصابة بهذا الداء الفتاك القاتل للإنسان والحيوان. وقد دعت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية تبسة، مستهلكي مادة الحليب إلى ضرورة اتخاذ كل التدابير اللازمة أثناء اقتناء مادة الحليب لتفادي الإصابة بمرض البريسيلوز (الحمى المالطية)، وهو ما أوضحته الطبيبة إيمان خرنان بشرح طريقة تفادي إصابة المستهلكين، من خلال غلي مادة الحليب غير المبستر قبل شربه، وفي كل الحالات سواء في حال اقتنائه من الباعة المتجولين أو من المحلات التجارية، وذلك كإجراء وقائي ضروري تجنبا لاحتمال تواجد البكتيريا المسببة لهذا المرض، داعية الجميع إلى تطبيق هذه التعليمات حفاظا على صحتهم وسلامتهم. وقد سجلت المفتشية البيطرية لولاية تبسة ارتفاعا ملحوظا في عدد حالات الإصابة بمرض الحمى المالطية والبريسيلوز في أوساط الإنسان، حيث بلغ عدد الإصابات بهذا الداء خلال السداسي الأول من السنة الجارية، أزيد من 500 حالة إصابة جديدة بداء الحمى المالطية؛ مما جعل المفتشية البيطرية تدق ناقوس الخطر، وتدعو المواطنين إلى تجنب استهلاك مادة الحليب مجهولة المصدر، وهو ما أكدته الآنسة حنان لبيض، مفتشة بيطرية بتبسة في تصريح للجريدة، مضيفة أنه حسب إحصائيات سجلتها مديرية الصحة والسكان، فإن ولاية تبسة من الولايات التي تسجل عددا كبيرا من الإصابات بمرض الحمى المالطية، مؤكدة أن ارتفاع عدد الإصابات بهذا الداء الخطير إلى أزيد من 500 حالة خلال 06 أشهر فقط لدى الإنسان، مؤشر خطير رغم الإجراءات الوقائية التي تتخذها مديرية المصالح الفلاحية والبيطرية بتبسة للوقاية من هذا الداء، عن طريق حملات تلقيح في أوساط المواشي؛ لأن المصدر الوحيد للإصابة بهذا الداء هو الحيوان (حملات تلقيح 03 أو 04 مرات في السنة بتلقيح أكثر من 100 ألف رأس من المواشي بنوعيها وما يفوق 600 رأس من الأبقار)، إلا أنه، للأسف، في تزايد مستمر؛ حيث سجلت المصالح البيطرية حوالي 6000 إصابة في أوساط البقر، داعية المواطنين إلى عدم استهلاك مادة الحليب مجهولة المصدر كتلك التي تباع على أرصفة الطرقات.. وغيرها، لأنها تشكل خطر الإصابة بداء الحمى المالطية الذي يودي بحياة الإنسان.