طالب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، أمس، مسؤولي الحزب ومناضليه بالتركيز على الانتخابات المحلية المقررة في نوفمبر المقبل، من خلال تكثيف العمل الجواري للتجنيد والتحسيس والعمل على تحقيق الانتصار في هذا الاستحقاق الهام، وأشار في سياق متصل إلى أنه أصدر تعليمات تقضي بمنع أي مسؤول أو مناضل في حزب جبهة التحرير الوطني التطرق إلى رئاسيات 2019، قائلا بشأن هذا الموعد الأخير «كي زيد نسموه سعيد». وأوضح ولد عباس، خلال لقاء تقييمي وتوجيهي عقده مع أمناء محافظات الحزب ورؤساء اللجان الانتقالية المكلفة بالتحضير للانتخابات المحلية القادمة، بفندق «الأروية الذهبية» بالعاصمة، بأن انشغال مؤطري عملية التحضير للمحليات وكذا المناضلين ومترشحي الأفلان ينبغي أن ينصب على الرهان الهام الذي تحمله هذه الانتخابات التي تعني شؤون وانشغالات المواطن بشكل مباشر، معتبرا بأن الكلام عن موعد الرئاسيات لم يحن وقته، في ظل العزيمة والإصرار التي تنتاب كل المنتمين للحزب «لتحقيق انتصار آخر في انتخابات المجالس الشعبية الولائية والبلدية، وتأكيد مكانة الأفلان كقوة سياسية أولى في البلاد». في سياق متصل اعتبر ولد عباس، الانتخابات المحلية القادمة منعرجا هاما في تاريخ الجزائر، بالنظر لدورها في ضمان أمن واستقرار البلاد، واصفا المرحلة بمرحلة التقويم والتقييم وتحديد الأفاق، لا سيما بعد التشريعيات الأخيرة التي مرت حسبه في جو خاص واستثنائي، ومكّنت من العودة إلى التقاليد التي عرف بها حزب جبهة التحرير الوطني في السبعينيات والثمانينيات والمتمثلة في العودة إلى القاعدة، وضبط قوائم الترشيحات انطلاقا من نتائج الجمعيات العامة التي تعقد على مستوى القسمات والمحافظات. الأمين العام الذي وجّه أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية إلى أحكام التعليمة رقم 12 التي وجهها مؤخرا إلى مؤطري عمليات التحضير للانتخابات المحلية، مؤكدا بإن هذه التعليمة تستمد مبادئها المكرسة للشفافية من الدستور الأخير للبلاد، ومن القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، شدد على أنه لن يستقبل على مستوى المقر المركزي للحزب أي مترشح للمحليات القادمة، في إشارة منه إلى أن كل المشاكل والقضايا المرتبطة بهذا الموعد ينبغي أن تحل على المستوى المحلي، معتبرا في المقابل التوافد الكبير ومحاولات المناضلين الكثيرة الاتصال به خلال الفترة الأخيرة «دليلا على أن الحزب يتواجد في صحة سياسية جيدة، عكس ما تم الترويج له بعد التشريعيات الأخيرة، من أخبار حول حالات غضب واسعة وسط المناضلين». وذكر ولد عباس، خلال اللقاء التوجيهي الذي حضره 111 أمين محافظة من أصل 120، وتم عقده بعد استكمال تنصيب اللجان الانتقالية على مستوى 48 ولاية، بالقواعد العامة لانتقاء المترشحين المتضمنة في التعليمة رقم 12 المرسلة في شهر جويلية الماضي، إلى أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية، والتي تم إرفاقها بمذكرة تتضمن الشروط والمقاييس التي ينبغي استيفاؤها في عملية إعداد قوائم المترشحين وترتيبهم طبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، وشدد مرة أخرى على أن «كل من وقف ضد الأفلان في التشريعيات الاخيرة لن يحق له الترشح»، داعيا بالمناسبة المشرفين على عملية استقبال ملفات الترشح إلى إيفاده بالمحاضر والقوائم النهائية للحزب في أجال أقصاها 5 سبتمبر القادم. أبرز نفس المسؤول بالاعتماد على الأرقام الفرص الواسعة التي تتيحها الانتخابات المحلية لمناضلي الحزب بالترشح لهذا الاستحقاق، حيث أشار إلى أنه خلافا للانتخابات التشريعية الماضية التي لم تكن تسمح باستقبال أكثر من 6500 مترشح فإن المحليات القادمة تفتح إمكانية الترشح لأزيد من 27 ألف مناضل، منهم 24932 مترشحا في المجالس الشعبية البلدية التي يقدر عددها ب1541 مجلسا و2004 مترشحين في انتخابات المجالس الشعبية الولائية البالغ عددها 48 مجلسا. وفي حين ذكر بأن عدد المؤطرين لعملية التحضير لهذه الاستحقاقات داخل الحزب بلغ 9709 مؤطرين بين نواب وأعضاء في مجلس الأمة، وفي اللجنة المركزية للحزب وكذا أمناء محافظات وقسمات وأعضاء مكاتبها، ذكر ولد عباس، بأن المسؤولين المعنيين بالتأطير الراغبين في الترشح يتعين عليهم الإعلان عن رغبتهم لإعفائهم من عملية التأطير واستبدالهم بآخرين. لا تعليق على قرارات الرئيس ومن يكسب ثقته ندعمه جدد الأمين العام للأفلان دعم الحزب للوزير الأول عبد المجيد تبون، موضحا بأن هذا الأخير الذي يعتبر عضوا قياديا في الحزب نال ثقة رئيس الجمهورية، وبتالي ينال ثقة ودعم حزب جبهة التحرير الوطني بصفة آلية ومن منطلق مبدأ الوفاء للرئيس». وإذ رفض ولد عباس، خلال ندوة صحفية نشطها على هامش اجتماعه مع أمناء المحافظات ورؤساء الجان الانتقالية للتحضير للمحليات القادمة، الخوض كثيرا في الجدل الذي أثير مؤخرا حول قرارات الوزير الأول، معتبرا ذلك مرة أخرى «زوبعة في فنجان»، بدليل أن الأمور عادت إلى مجراها والبضائع التي كانت ممنوعة من التفريغ في الميناء تم تحريرها أول أمس، على حد قوله.. أكد أن مسؤولي ومناضلي حزب جبهة التحرير الوطني ملتزمون بالقرارات أو التعليمات التي تصدر عن رئيس الجمهورية، باعتبار هذا الأخير رئيس الحزب، مقدرا في نفس السياق بأنه من العادي أن تصدر تعليمات من رئيس الجمهورية، دون المرور عبر القنوات الإعلامية الرسمية للدولة، في إشارة إلى عدم نشر التعليمات في وكالة الأنباء ووسائل الإعلام العمومية. وبخصوص التقارب بين حزبي «الأفلان» و»الأرندي» والعلاقات التي تجمعه كأمين عام لحزب جبهة التحرير الوطني مع الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، أشار ولد عباس، إلى مختلف المواعيد الذي جمعته مع السيد أويحيى، في إطار التعاون والتنسيق الحكومي منذ سنة 1993، فضلا عن أن القاسم المشترك بين الحزبين هو دعمهما لرئيس الجمهورية، مؤكدا في الأخير بأن الأفلان يبقى متفتحا على كل التشكيلات السياسية الأخرى التي تلتقي معه في الأفكار والأهداف.