قتل ضابط مقرب من الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، ومسلحين حوثيين اثنين في مواجهات داخلية غير مسبوقة نشبت في وقت متأخر من مساء أول أمس، بالعاصمة صنعاء، بما يهدد بتحويل هذه الأخيرة إلى حقل معارك بين الطرفين الحليفين. وبينما حمّل حزب صالح «المؤتمر الشعبي العام» من وصفها ب«جماعة دون أخلاق» في إشارة ضمنية إلى جماعة الحوثيين مسؤولية مقتل العقيد خالد الرضا مساعد رئيس العلاقات الخارجية في الحزب، أعلنت وكالة أنباء «سبأ» التابعة للحوثيين عن مقتل عنصرين من اللجان الشعبية الموالية لجماعة الحوثي في مواجهات اندلعت مساء السبت بالعاصمة صنعاء. وتصاعدت حدة التوتر أمس، بالعاصمة صنعاء، إثر محاصرة جماعة الحوثي لمنزل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، حيث أقامت نقاط تفتيش في محيطه، كما حاصرت معهد الميثاق الذي يعد أحد أهم المؤسسات التابعة لحزب صالح في صنعاء. بالمقابل شهدت شوارع صنعاء انتشارا مكثفا للمسلحين الموالين لصالح من جهة وأولئك التابعين لجماعة الحوثي من جهة أخرى في مشهد يؤكد حدة التوتر القائم بين الطرفين الحليفين منذ حوالي ثلاث سنوات. وكان التحالف شهد مؤخرا تصدعات على إثر تبادل اتهامات ب»الخيانة» بين عبد المالك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين وعبد الله صالح، الذي وصف حلفاءه الحوثيين ب«المليشيا». ويعتقد الحوثيين أن عبد الله صالح، تفاوض من وراء ظهورهم مع قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بينما اتهم صالح الحوثيين بالسعي إلى الاستحواذ على السلطة بمفردهم. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد عبّر عن مخاوفه من تأثير التصعيد بين هذين الطرفين على مبادرة «الحديدة» التي تقضي بانسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة المتواجد غرب صنعاء وتسليمه لطرف ثالث وهو الأممالمتحدة للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية إلى اليمن. والمؤكد أن هذا التوتر غير مسبوق بين الحليفين سيزيد من تعقيد وضع يمني متأزم على جميع المستويات وخاصة الجانب اليمني حيث تتهدد المجاعة ملايين اليمنيين. وفي هذا السياق دعا الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس، الأطراف المتصارعة في اليمن إلى تسهيل عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد. وقال خلال زيارته أمس، الكويت إن الأممالمتحدة تقوم بكل ما يمكن من أجل خلق الظروف التي تسمح بتجاوز حالة الانسداد الحالية، مشيرا إلى أن المنظمة الأممية تسعى إلى إعادة فتح مطار صنعاء وتسهيل المرور عرب ميناء الحديدة. ودقت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني أمس، ناقوس الخطر من تأزم الوضع الإنساني في اليمن الذي أكدت أنه يزداد سوءا كل يوم خاصة في ظل تفشي وباء الكوليرا في هذا البلد العربي. وأوضح التقرير أن عدد الأشخاص الذين أصابتهم الكوليرا في اليمن وصل اليوم إلى نصف مليون حالة، إضافة إلى وفاة ما يقرب من ألفي شخص جراء المرض وذلك وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية وهي الحصيلة الأكبر في العالم من حيث الإصابة بالكوليرا. وأوضحت الصحيفة أن وباء الكوليرا بدأ في الانتشار في نهاية شهر أفريل الماضي، مدفوعا بسوء المرافق الصحية ومحدودية إمكانية حصول الملايين من اليمنيين على المياه النظيفة. ورغم أن انتشاره شهد انخفاضا في بعض المناطق فإنه عاد لينتشر في مناطق أخرى ليصيب ما يقرب من 5 آلاف شخص كل يوم وفقا لمنظمة الصحة الدولية.