مر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خير الدين زطشي، إلى السرعة القصوى في اتخاذ القرارات الجديدة، وفي إعادة تنظيم البيت مثلما يراه هو، وفي «الثورة» التي سبق وأن صرح بالقيام بها على مستوى الفريق الوطني والاتحادية ككل، فال24 ساعة الماضية أظهرت الوجه الآخر لرئيس «الفاف» الذي يريد أن تتغير الأمور سريعا قبل مباراة الكاميرون القادمة، ومنه بدأت عملية «التنقية الواسعة» في التشكيلة الوطنية وفي بعض المناصب. البداية كانت يوم الإثنين الماضي، حيث بدأت تظهر أسماء اللاعبين «المغضوب عليهم»، قبل التربص المقرر يوم 2 أكتوبر القادم، فلم تحمل القائمة الموسعة التي قدمها المدرب ألكاراز، والتي لم تنشر على الموقع الرسمي ل»الفاف» بعد، لكنها سربت للبعض دون البعض الآخر، حيث يقال بأن القائمة لا تحمل أسماء كوادر في التشكيلة الوطنية وهم؛ سليماني ومحرز وبن طالب وفوزي غولام وقديورة ومجاني، في الوقت الذي لم يكشف بيان «الفاف» الرسمي على موقعها على الأنترنت هذه الأسماء، حيث جاء فيه أنه: «بعد النقاش الذي كان في الاجتماع الذي عقده الطاقم الفني للفريق الوطني يوم الإثنين الماضي، لتسليط الضوء على أسباب الإقصاء من التأهل إلى كأس العالم 2018، ونظرا لقلة تواريخ «الفيفا» التي تستغل لاكتشاف مواهب أخرى، فقد تقرر استدعاء لاعبين جدد بمناسبة المباراة القادمة ضد الكاميرون يوم 7 أكتوبر بياوندي»، «وهذا لا يعني»، يصيف البيان: «بأن اللاعبين الذين لم يستدعوا لهذه المقابلة مبعدون نهائيا من الفريق الوطني، فكل اللاعبين الذين لديهم مؤهلات للالتحاق بالمنتخب، ومنهم غير المعنيين بالمواجهة القادمة، يمكن استدعاؤهم في أي وقت»، أكد بيان «الفاف»، ومنه لا زالت نفس الممارسات فيما يتعلق بالاتصال وإفادة الرأي العام بالمعلومات على مستوى «الفاف»، يتعامل فيها من غير الرسميات، وبتسريبات لجهات دون أخرى، هذا ما كان نقطة الإشكال فيما سبق، غير أن نفس الأمر لازال سائدا، رغم إقدام زطشي على إحداث التغييرات على مستوى خلية الاتصال الخاصة ب»الفاف». شدد اللهجة مع ألكاراز ووضعه أمام مسؤولياته في مباراة الكاميرون في اجتماعه بالمدرب الوطني لوكاس ألكاراز، يوم الإثنين دائما وضع زطشي التقني الإسباني أمام مسؤولياته فيما يتعلق بالمباراة القادمة، والتغييرات التي عليه أن يقوم بها، حيث لم يكن حديث رئيس «الفاف» بنفس اللهجة المعتادة مع مدربه، الذي يريد رؤية لمسته على التشكيلة الوطنية في لقاء الكاميرون، بعدما كان مجبرا على تجديد الثقة فيه، عقب الإقصاء من كأس العالم، لأن ألكاراز يملك عقدا، ولا يمكن فسخه دون الاتفاق بالتراضي بين الطرفين، فالمواجهة القادمة للفريق الوطني ستكون الفاصلة في مصير الإسباني الذي لم يحقق الإجماع في الجزائر، حتى أن وزير الشباب والرياضة يطالب بتغييره، فشرط رئيس «الفاف» هو تحقيق التعادل على الأقل في الكاميرون والفوز دون نقاش هنا في الجزائر على منتخب نيجيريا، في المباراة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2018، التي سيلعبها الخضر من أجل تحسين أدائهم والظهور بوجه آخر لا غير. وأمام التغييرات التي أجراها ألكاراز فيما يتعلق بعدم استدعاء لاعبين من الكوادر، فإنه سيكون أمام مسؤولية كبيرة اتجاه الجمهور الجزائري، وأي خطأ آخر ستكون عواقبه وخيمة على المدرب وعلى المكتب الفيدرالي ككل. «الثورة» مست حتى مدير مركز سيدي موسى والمدير الفني الوطني «ثورة» زطشي من أجل الإصلاح الذي يريده وإعطاء دفع جديد للفريق الوطني، لم تنته فقط على مستوى التشكيلة الوطنية، بل بلغت الأمور التنظيمية، المساعدة على تألق الفريق الوطني من جديد، وأول ما قام به رئيس «الفاف» هو إقالة مدير المركز التقني بسيدي موسى، حيث تشير بعض المصادر إلى أن الأخير دفع ثمن سوء تسييره للمركز خلال التربص الأخير للخضر، بسبب عدم توفر الماء والانقطاعات المتتالية للأنترنت، إلى جانب بعض النقائص التي وقف عليها رئيس «الفاف» في عين المكان، منها تدهور أرضية أحد الملاعب في نفس المركز، هذا ما تشير إليه بعض المصادر، في انتظار التعرف على الأسباب الحقيقية لإقالة مدير مركز سيدي موسى. من جهة أخرى، وحسب بيان الاتحادية على موقعها الرسمي على الأنترنت، فإن زطشي قبل استقالة المدير الفني الوطني فضيل تيكانوين، الذي عين قبل 6 أشهر فقط على رأس هذه الهيأة، ويشير البيان إلى أن المعني قدم استقالته لأسباب شخصية، غير أن مصادر تؤكد بأن تيكانوين أقيل ولم يستقل، لأنه ومنذ تعيينه لم يقدم ما كان ينتظر منه، كما أن توليه لهذا المنصب عرف بعض القضايا التي أضرت ب»الفاف»، ولم يعين المدير الفني الجديد بعد، حيث تشير مصادر أخرى إلى أن الفرنسي بلاكار الذي زار الجزائر لن يعين في هذا المنصب، وسيكون مستشارا فقط ل»الفاف».