أبرز ريس قسم الصناعة الكيميائية بوزارة الصناعة، مالك العيداوي، أمس، حاجة الجزائر إلى تطوير الصناعة البلاستيكية للاستجابة للاحتياجات المتزايدة على هذه المادة في ظل تنامي نشاط مختلف فروع القطاع الصناعي وارتفاع فاتورة استيراد البلاستيك التي قاربت في 2016 ما قيمته 2 مليار دولار، فيما أعرب بيترا غولمان مدير صالون البلاستيك الذي تنظمه غرفة التجارة الجزائرية – الألمانية في مارس القادم بالجزائر، عن اهتمام مؤسسات ألمانية بالاستثمار والشراكة للمساهمة في تطوير قاعدة صناعية مشتركة بين البلدين لإنتاج مادة البلاستيك. وأكد رئيس مصلحة الصناعات الكميائية، البلاستكية، والصيدلانية بوزارة الصناعة، مالك العيداوي، خلال اليوم الإعلامي الذي نظمته الغرفة التجارية الجزائرية – الألمانية أمس بالأبيار بالعاصمة حول صالون البلاستيك الذي ينظم في 2018، أن مستقبل الصناعة العالمية يتوقف على تطوير صناعة البلاستيك التي تتطلبها كل الصناعات الأخرى. الأمر الذي يجعل الجزائر مطالبة بتطوير هذا المجال وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية، الذي دعا إلى تطوير البتروكمياء للنهوض بصناعة البلاستيك في الجزائر والتوجه مستقبلا نحو التصدير للأسواق الإفريقية. وذكر السيد العيداوي بأن صناعة البلاستيك التي بدأت ترى النور بالجزائر منذ السبعينات عرفت تطورا ملحوظا، «غير أنها لا زالت بحاجة إلى المزيد من الاهتمام لمواكبة التحولات الجديدة للاقتصاد، خاصة في مجال المناولة الصناعية المتخصصة والمشاريع الكبرى التي تستهلك وتستعمل البلاستيك في كل القطاعات. وفي هذا السياق، دعا المسؤول المؤسسات الجزائرية للاستثمار في هذا المجال خاصة مع انطلاق الصناعات الميكانكية التي تحتاج إلى نسبة إدماج تصل إلى 35 بالمائة من مادة البلاستيك. في الوقت الذي تبين فيه أن شركات صناعة السيارات بالجزائر تطالب بتطوير المناولة في مجال البلاستيك لتزويد مصانعها بمنتوجات وطنية وفقا لما ينص عليه دفتر الشروط الخاص بصناعة السيارات، فيما يتعلق بالرفع من نسبة الإدماج باقتناء قطع غيار ولوازم محلية لتشجيع الإنتاج الوطني والتقليل من فاتورة الاستيراد. وتشير الأرقام التي قدمها ممثل وزارة الصناعة إلى أن الجزائر استوردت ما يقارب 2 مليار دولار (1,9 مليار دولار) من المادة الأولية المستعملة في البتروكمياء الموجهة لصناعة البلاستيك في 2016، في الوقت الذي تحصي فيه الوزارة 2600 مؤسسة تعمل في مجال الصناعات البتروكميائية. من جهته، أوضح شوقي بوزياني ممثل الجمعية الوطنية لصانعي البلاستيك أن عمليات استيراد المواد الأولية المستعملة في صناعة البلاستيك بالجزائر عرفت زيادة بنسبة 75 بالمائة خلال سنة 2016 مقارنة بسنة 2012، مرجعا ذلك للطلب المتزايد على مختلف المنتوجات البلاستكية واتساع هذه الصناعة بالجزائر. وأشار المتحدث إلى أن نسبة استعمال المواد البلاستكية تقدر ب98 بالمائة لحوالي 40 مليون نسمة من الجزائريين منذ سنة 2013 حسب الدراسات التي قامت بها الجمعية التي تضم 33 منخرطا، منهم 18 مصنعا من 23 ولاية و15 موزعا. وتوقع مدير الصالون الدولي للبلاستيك والطباعة والتغليف الشراكة لتطوير صناعة البلاستيك، بيترا غولمان، مدير صالون البلاستيك الذي تنظمه غرفة التجارة الجزائرية – الألمانية، إقبالا من المؤسسات الألمانية التي تهتم بالاستثمار والشراكة في فرع الصناعة البلاستيكية في الجزائر والمساهمة في تطوير قاعدة صناعية مشتركة في إنتاج هذه المادة، وذلك بالنظر لعدد المؤسسات التي عبرت عن رغبتها في المشاركة في الصالون الذي ينظم من 11 إلى 13 مارس 2018 بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر للتعرف على فرص الشراكة والاستثمار وعقد لقاءات أعمال مباشرة مع مؤسسات جزائرية ورجال الأعمال للتعرف على مناخ الأعمال. ويندرج تنظيم هذا الصالون ضمن سياسة البلدين الرامية إلى ترقية العلاقات الاقتصادية، من خلال تنظيم معارض وزيارات لرجال الأعمال من البلدين. علما أن ألمانيا التي تعد خامس ممون للجزائر بالسلع الاستهلاكية سجلت تقدما هذه السنة في مجال إنتاج البلاستيك، حيث قفزت إلى المرتبة الرابعة في قائمة الدول الممونة للجزائر متقدمة على إسبانيا التي كانت في هذه الرتبة العام الماضي. وكانت الطبعة السابقة لصالون البلاستيك عرفت مشاركة 166 عارضا من 22 بلدا، بالإضافة إلى 4360 زائر من المهنيين، 70 بالمائة منهم عبروا عن رغبتهم في الاستثمار في صناعة البلاستيك بالسوق الجزائرية.