تنتهي، مساء اليوم، بالعاصمة الفرنسية، باريس فعاليات الندوة الأوروبية الثانية والأربعين للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي المعروفة اختصارا باسم «اوكوكو 2017» بإصدار البيان الختامي الذي يتضمن تجديد التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وعلى ضرورة اضطلاع الأممالمتحدة بمهمتها في تصفية الاستعمار من هذا الإقليم المحتل. وقال أبا بوشرايا، ممثل جبهة البوليزاريو بفرنسا، إن الندوة شكلت موعدا هاما للتضامن مع الشعب الصحراوي ومساندته وعكست أيضا عمق التضامن والتنسيق الدولي مع الشعب الصحراوي في كفاحه المتواصل من أجل السلام منذ سنة 1975. وانطلقت أشغال هذه الندوة الدورية تحت شعار «تقرير مصير الشعب الصحراوي حق ثابت» بفيتري سير سين بالضاحية الباريسية بمشاركة 300 ناشطا يناضلون من أجل استقلال الصحراء الغربية قدموا من القارات الخمس على غرار الجزائر وإسبانيا وجنوب إفريقيا والسويد وموريتانيا وفنزويلا، إلى جانب منظمات حقوقية وطنية ودولية بالإضافة إلى نواب ومنتخبين في مجالس برلمانية ومحلية وممثلين عن منظمات غير حكومية وشخصيات في مجال الثقافة. وشارك في أشغال الندوة وفد برلماني جزائري بقيادة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني، أحمد سي عفيف. وقال عضو مجلس الأمة ونائب رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية، نور الدين جعفر، الذي شارك في الندوة إن عدم احترام حقوق الإنسان بلغ «درجة مأسوية لا تحتمل» في الصحراء الغربية، محملا المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة من أجل العمل على إنهاء مأساة الشعب الصحراوي. وكانت الجزائر ممثلة أيضا بوفد اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بقيادة رئيسها سعيد العياشي وبرلمانيين ومناضلين عن الحركة الجمعوية. وأشرف على افتتاح الأشغال، عمدة فيتري سير سين، جون كلود كينيدي الذي أكد على أن هدف الندوة يبقى التذكير ب»القيم الإنسانية وحقوق الشعب الصحراوي». وتدخل خاطري ادوه، رئيس المجلس الوطني الصحراوي، الذي ذكر بجهود جبهة البوليزاريو ورغبة الشعب الصحراوي بأن يحظى «بالاعتراف واحترام» حقوقه الأساسية «كأمة بهوية وطنية مستقلة وسيادية». وقال رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيد العياشي، من جهته، على ضرورة العودة إلى أساسيات ملف الصحراء الغربية وتحديد تاريخ لتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. وأكد أنه «أضحى من الضروري العودة إلى أساسيات الملف أي تنظيم الاستفتاء وكذا ما تم التعهد به خلال التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991. ومن جهة أخرى، اقترح الوفد البرلماني الجزائري خلال لقاء نظم حول الصحراء الغربية بمقر الجمعية الوطنية الفرنسية أول أمس إنشاء لجنة برلمانية مشتركة دائمة للتضامن مع الشعب الصحراوي. وقال سي عفيف أمام المشاركين في اللقاء الذي ترأسه جون بول لوكوك والذي جمع برلمانيين أوروبيين ومسؤولين صحراويين من بينهم رئيس البرلمان الصحراوي خاطري أدوه وممثل جبهة البوليزاريو في أوروبا محمد سيداتي أن «الأمر يتعلق بوضع البرلمانيين الغربيين أمام مسؤولياتهم عبر لفت انتباههم إلى النتائج الوخيمة لسياسات المغرب على استقرار المنطقة والتهديدات التي تفرضها على الأمن والسلام». واعتبر سي عفيف أن المجموعة الدولية لا يمكنها أن تبقى «صامتة» أمام الوضع «المأساوي» للشعب الصحراوي بما يستدعي تطوير التعبئة الدولية لكسر صمت البعض ووضع حد لتواطؤ بعض الحكومات مع المغرب حيث طالب بالضغط على المغرب لوقف القمع واحترام الحريات الأساسية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين. وشهت العاصمة الفرنسية في هذا السياق تنظيم يوم دراسي حول حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا تم فيه انتقاد دور القوى الغربية في تسوية نزاع الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب منذ 1975. وقال البروفيسور يحي زوبير المختص في القضايا المغاربية ومسألة الصحراء الغربية خلال اللقاء الذي نظمته جامعة السوربون بالعاصمة باريس أن جميع اللوائح الأممية تشير الى قضية الصحراء مسألة بسيطة من وجهة النظر القانونية بما أن الأمر يتعلق بتصفية الاستعمار من إقليم غير مستقل ولكن الأممالمتحدة فشلت في تسوية هذا النزاع بسبب مواقف القوى الغربية وخاصة فرنسا. من جانبه، ذكر جيان فرانكو فاتوريني الممثل الدائم للجمعية الأمريكية للقانونيين بمقر الأممالمتحدة بجينيف بالنصوص التي صادقت عليها الأممالمتحدة حول ملف الصحراء الغربية مؤكدا أنها تعد الإقليم الوحيد غير المستقل الذي لا يتوفر على «قوة مديرة» تقدم سنويا تقريرها للأمين العام الاممي، مضيفا أن جميع اللوائح تتحدث عن «إقليم تحت الاحتلال» و»أن الممثل الوحيد هو جبهة البوليزاريو». وبالتزامن مع ذلك تواصلت لليوم الرابع على التوالي الحملة التي أطلقها التنسيق الميداني للصحراويين العاطلين عن العمل بمدينة العيون المحتلة تحت شعار «كلنا معطلين صحراويين .. ثروات هائلة وبطالة قاتلة» تنديدا بالأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعاني منها المنطقة. وذكر موقع «الصحراء 24» أن مدينة العيون شهدت انتشارا واسعا للافتات المعلقة على أسطح المنازل وذلك في تصعيد ضد الإجراءات القمعية التي اتخذتها السلطات المحلية. وتشهد عاصمة الصحراء الغربية المحتلة بسبب هذه المظاهرات «استنفارا أمنيا كبيرا للسلطات المغربية بكافة أجهزتها من شرطة ومخابرات مما خلق نوعا من الارتباك في التعامل مع هذه الخطوة النوعية التي عمت المدينة»، حيث أقدمت ما تسمى بولاية العيون باستدعاء عائلات المعطلين الصحراويين وقامت بتهديدهم من اجل نزع اللافتات.