علمت «المساء» أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد مختار حسبلاوي، قرر إيفاد لجنة تحقيق إلى المستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور بسطيف، للتأكد من مدى صحة اتهامات البروفيسور مصباح، رئيس مصلحة الإنعاش التي تضمنها فيديو نشر قبل يومين على اليوتوب وتتعلق بالفساد داخل هذا المستشفى. وكشف المستشار الإعلامي لوزارة الصحة ل«المساء»، السيد سليم بلقسام، في اتصال هاتفي، أمس، أن اللجنة ستعمل على كشف الحقيقة، وأنه على ضوء ما سيسفر عنه التحقيق من نتائج ستتخذ الوزارة الإجراءات اللازمة. وتساءل بلقسام عن مسؤولية مصالح المراقبة المحلية ومدى حرصها على القيام بمهامها. كما تساءل أين كانت أجهزة الرقابة على المستوى المحلي ومجلس إدارة المؤسسة، علما أن هذا الأخير يترأسه السيد الوالي أو من ينوب عنه. للتذكير، كان البروفيسور مصباح، رئيس مصلحة الانعاش بالمستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور بسطيف، فجر قنبلة من العيار الثقيل، كشف فيها التلاعب بالمال العام وسلسلة الفضائح التي ينام عليها هذا المستشفى الذي يضمن التغطية الصحية لسكان ولايات سطيف، برج بوعريريج، المسيلة وميلة. واعتبر البروفيسور مصباح ما يحدث بقطاع الصحة بالولاية وبالمستشفى الجامعي على وجه الخصوص، أمر تجاوز كل الحدود، الخاسر الأكبر في هذه المعادلة المرضى. البروفيسور مصباح، نشر فيديو مصور عبر صفحته على الفايسبوك، نشر فيه غسيل هذه المؤسسة الصحية، بكشفه ما وصفه ب«التلاعبات في الصفقات العمومية «التي يشهدها المستشفى في الأربع سنوات الأخيرة، موجها أصابع الاتهام إلى المدير العام للمستشفى. وفي اتصالنا صبيحة أمس بالبروفيسور مصباح، أكد هذا الأخير أنه مسؤول على كل ما جاء على لسانه في الفيديو، الذي أراد منه أن يكون رسالة قوية لكل مسؤول غيور على وطنه، للتدخل السريع» لوقف المهازل والفضائح التي باتت تميز هذه المؤسسة الصحية». موضحا «أن الفساد الذي نخر مستشفى سطيف في الأربع سنوات الأخيرة تجاوز كل التوقعات، بدليل أن الإدارة الحالية للمستشفى بطريقة تسييرها وإنجازاتها وتعتبرها بالإيجابية صرفت أموالا تعادل بناء مستشفيين جامعيين جديدين»، لذا بات من الضروري تدخل المعنيين على أعلى مستوى، في إشارة إلى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، ومختلف المصالح الأمنية لفتح تحقيقات حول ما يحدث داخل دواليب هذا الصرح الصحي. وبالعودة إلى الفيديو الذي نشر وتم تداوله بقوة من قبل نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي قدم البروفيسور مصباح أدلة دامغة حول ما وصفهم ب«المافيا» التي تسير المستشفى والصفقات التي تبرمها إدارة المؤسسة بطرق ملتوية تشوبها الشكوك، مستدلا في كلامه بالمصلحة التي يشرف على تسييرها، حيث تم استبدال جميع الأجهزة الطبية التي كان يعتمد عليها الطاقم الطبي العامل بأجهزة أخرى من نوعية رديئة وأسعار مضاعفة، مما أثر سلبا على نوعية الخدمات. مضيفا في السياق أن الإدارة اغتنمت سياسة السكوت من قبل الأطباء والعاملين بالمستشفى، وأصبحت تتصرف حتى في اختيار القفازات والأدوات المعقمة والمآزر باقتنائها من قبل نفس المؤسسة المتواجدة بمدينة وهران. كل هذه العوامل، يضيف البروفيسور مصباح، جعلت المسؤولين بالمستشفى، يبسطون هيمنهتم وفرض منطقهم بطريقة تسيير ارتجالية دون استشارة الأطقم الطبية، وجعلت من مستشفى سطيف المؤسسة الصحية الوحيدة على المستوى الوطني التي تفتقر لبعض التجهيزات الطبية على غرار «الإي أر أم» بحيث يجبر المريض، إلى قطع أزيد من 500 كلم لإجراء فحص بالأشعة، في ظل انعدامها بالمستشفى. ووجه المتحدث، رسالة إلى المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية، الذي قام بتاريخ 19 من شهر أكتوبر الجاري بزيارة ميدانية إلى مستشفى سطيف، وقدمت له شروحات حول مشروع المصلحة الجديدة على أساس تدشينها بتاريخ 29 من نفس الشهر أكد البروفيسور مصباح، أن كل الوعود التي قدمت لوالي الولاية مجرد افتراءات وذر للرماد، بدليل أن الأشغال لا تزال على حالها دون تغيير، في ظل الغياب المستمر لصاحب المقاولة. وبهدف معرفة رأي الطرف الثاني في المعادلة، المدير العام للمستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور، السيد نور الدين بلقاضي، حول التسيب والتهم الموجهة له، اكتفى بالرد علينا أنه غير معني بما جاء على لسان البروفيسور مصباح، وقال لنا بالحرف الواحد «أنا اسمي نور الدين والطبيب يتحدث على الهواري!؟».