أجمعت الأحزاب السياسية في اليوم التاسع من الحملة الانتخابية، على ضرورة توجيه جهود التنمية نحو القطاعات الاقتصادية الأساسية المنتجة للثروة، وإشراك المواطن في هذه الجهود وفق مبدأ الديمقراطية التشاركية، مبرزة في السياق نفسه واجب الحفاظ على السياسات الاجتماعية. كما لم تفوت ذات الأحزاب فرصة لقاءاتها مع المواطنين للإلحاح على أهمية المشاركة المكثفة في هذا الاستحقاق واختيار المنتخبين من ذوي الكفاءة العالية القادرين على إعطاء دفع قوي للتنمية المحلية. وأولت التشكيلات السياسية في خطاباتها برسم اليوم التاسع من عمر السباق الدعائي لمحليات 23 نوفمبر الجاري، أهمية كبيرة للقضايا التنموية التي من شأنها دعم جهود الدولة لتجاوز الصعوبات التي تعيق الاقتصاد الوطني، إذ رافع رئيس حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» عمار غول، من المدية، في هذا الإطار من أجل رفع التجميد عن المشاريع الإستراتيجية، مبرزا ضرورة تعزيز المجهود التنموي وتوجيهه نحو القطاعات الأساسية للاقتصاد الوطني. ولم يبتعد خطاب الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، عن الأفكار التي دافعت عنها خلال الاستحقاقات الماضية، لا سيما التصدي للتقهقر السياسي وحماية البلاد من مختلف المخاطر التي تترصد بها داخليا وخارجيا، فضلا عن «التصدي للتعفّن السياسي عبر محاربة الفوارق الجوهرية والحفاظ على السياسات الاجتماعية». واستندت حنون، في تحليلها على الأوضاع الإقليمية والدولية التي تستدعي حسبها التعبئة الواسعة «من أجل التصدي للمخاطر الداخلية التي تفتح الباب أمام المخاطر الخارجية»، مشيرة إلى أن «ذلك يتجسد من خلال ترقية السياسة الاجتماعية وتحسين الإطار المعيشي للمواطن وكذا احترام إرادته في اختيار ممثليه يوم الاقتراع». بدوره أكد رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، من المسيلة، أن تشكيلته تناضل كذلك من أجل إضفاء «الشفافية في تسيير الشأن العام»، «وهو ما يتأتى» كما قال «من خلال إسناد المسؤولية لمرشحين أكفاء و نزهاء على غرار الذين اختارتهم تشكيلته السياسية. كما أكد رئيس الجبهة الشعبية الجزائرية من بومرداس، أن الشعب هو أيضا الوحيد الذي يقرر من يمثله في المجالس الشعبية المحلية في الانتخابات المحلية القادمة، داعيا المواطنين إلى «الخروج بقوة للمشاركة في الانتخابات القادمة تكريسا للديمقراطية واستكمالا للتنمية». وإذ شدد على أن التنمية مرهونة دائما بالسلم والاستقرار، أوضح بن يونس أن اختيار الجبهة الشعبية الجزائرية لشعار «من أجل ديمقراطية هادئة» نابع من إيمانها بأن السّلم هو أساس التنمية المحلية. وإذ جدد مطب حزبه لإعطاء صلاحيات أوسع للمنتخبين المحليين، تكريسا لمبدأ «أولوية السياسي عن الإداري»، أكد بن يونس، أن توسيع صلاحيات المنتخب المحلي سيعمل على تقوية الشأن الاقتصادي للجماعات المحلية، وذكر بأن بالوضع الاقتصادي الحرج الذي تمر به البلاد، يستدعي مساهمة الجميع في رفع ما يفرضه من تحديات»، مجددا دعم حزبه للحلول المقترحة من قبل الحكومة من أجل تحقيق التوازن في ميزانية الدولة. من جانبه دعا رئيس حزب الفجر الجديد طاهر بن بعيبش، من خميس مليانة بعين الدفلى، إلى المشاركة القوية في الانتخابات المحلية القادمة، محذّرا من الامتناع عن التصويت الذي قال إنه «سيخدم أغراض مؤيدي الوضع الراهن». واعتبر بن بعيبش «الحل لحالة الركود التي تقبع فيها البلاد ليس بيد الحكومة ولا في أيدي المعارضة وإنما في يد المواطن»، مؤكدا أن «الوقت قد حان للمواطن أن يتحمل بالكامل مسؤوليته». واستدل في هذا السياق بالآية القرآنية «إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم»، مشيرا إلى أن «مقاطعة الانتخابات القادمة ستمثل عهدة بخمس سنوات كاملة وطويلة من عدم اليقين». وأكد رئيس الفجر الجديد أن الانتخابات المحلية تعد أكثر أهمية من الانتخابات التشريعية أو حتى الرئاسية، داعيا إلى تعبئة عامة من أجل السير الحسن للموعد الانتخابي القادم.