تناشد العائلات المقيمة ب3 شارع إبراهيم فاتح بأعالي القصبة، السلطات المعنية وعلى رأسها والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، من أجل التدخل العاجل لترحيلها وإنقاذها من الهلاك والموت تحت الأنقاض في أي لحظة، نتيجة لدرجة الاهتراء المتقدمة التي تشهدها البناية المؤشر عليها بالأحمر منذ عدة سنوات. وأوضح بعض السكان ل«المساء»، أنهم يواجهون خطرا دائما تحت أسقف البنايات التي تآكلت وأصبحت غير صالحة تماما للإقامة، كونها مصنفة ضمن النسيج العمراني القديم غير قابل للسكن، معتبرين أن السلطات كانت مجحفة في حقهم، حيث قامت بترحيل آلاف العائلات إلى سكنات جديدة ولم تبرمجهم للرحيل ضمن العمليات ال22 التي نظمتها منذ سنة 2014. وحسب المشتكين، فإن سلطات ولاية الجزائر، سبق أن رحلت العديد من العائلات القاطنة في البنايات المجاورة، واستثنت البناية رقم 3 التي توجد في وضع أكثر خطورة، وهي مهددة بالانهيار في أي لحظة، حيث تم تدعيمها بألواح خشبية في انتظار مغادرتهم لها، في إطار برنامج إعادة الإسكان التي تقوم به ولاية الجزائر. وفي هذا الصدد، أكدت العائلات التي يتجاوز عددها العشر، أنه من حقها الحصول على شقق لائقة عوضا عن «دويرات» القصبة التي يعيشون فيها في ظروف جد مزرية، نظرا للحالة المتدهورة التي آلت إليها هذه الأخيرة، نتيجة قدمها وتآكل جميع أجزائها بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي تكونت بها تشققات وتصدعات كبيرة، فضلا عن السلالم التي تحطمت عن آخرها حيث عمد هؤلاء لتعويضها بأخرى باستعمال الكوابل والخشب، الأمر الذي عرض العديد منهم للسقوط، خاصة الأطفال والمسنين الذين تحولت حياتهم إلى جحيم، خوفا من الموت ردما. وما زاد من متاعب هؤلاء السكان، ارتفاع عدد أفراد العائلات، حيث أصبحت تلك المساكن الهشة غير قادرة على استيعابهم، فضلا عن الظروف القاسية التي يقضونها بهذه الدويرات التي تضم مراحيض جماعية وحنفيات خارج بيوتهم متواجدة بالطابق الأرضي، ما يضطر القاطنين بالطوابق العليا لملئ دلاء الماء ونقلها عبر السلالم الهشة، وذلك دون أن تتدخل السلطات المحلية لمساعدتهم ونقل انشغالاتهم للجهات الوصية، رغم نداءات الاستغاثة التي أطلقتها هذه العائلات لتفادي حدوث كارثة، حيث جددت نداءها للسلطات ودقت ناقوس الخطر بخصوص الوضع الذي تعيشه، مطالبة والي العاصمة زوخ بالتدخل السريع لإنقاذهم من موت أكيد يتربص بهم في أي لحظة. وكان والي العاصمة عبد القادر زوخ، قد وعد خلال الندوة الصحفية الأخيرة التي عقدها بمناسبة تنظيم عملية الترحيل ال22، بتسليم مزيد من السكنات في إطار القضاء على الأكواخ والسكنات القديمة، داعيا العائلات إلى التحلي بالصبر، حيث شرعت مصالحه في دراسة الملفات لتسليم 6 آلاف وحدة سكنية اجتماعية إيجارية أخرى بعد الدخول الاجتماعي المقبل.