يتواصل مسلسل الفضائح بالمستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور بسطيف، وتتواصل معه معاناة المرضى من المواطنين البسطاء، حيث أصبح هذا الصرح الصحي الذي يقصده سكان ولايتي المسيلة وبرج بوعريريج إلى جانب سطيف، عبارة عن مؤسسة إدارية تطبعها البيروقراطية أكثر منها مؤسسة تضمن تقديم الخدمات الصحية للمواطنين بفعل حالة التسيب التي يشهدها المستشفى خلال السنوات الأخيرة. يبدو أن الفيديو الذي نشره مؤخرا البروفيسور مصباح رئيس مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور بسطيف عبر حسابه الخاص بالفضاء الأزرق حول الفضائح التي تميّز هذا الصرح الصحي، يتهم فيها علانية إدارة المستشفى، ممثلة في مديرها العام بدحره النصوص وخرقه القوانين، إذ لقي صداه لدى المسؤولين على أعلى مستوى، فللأسبوع الثاني على التوالي، تواصل لجنة التحقيق الوزارية التي أوفدتها مصالح البوفيسور مختار حسبلاوي وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الوقوف على مدى صحة التصريحات والاتهامات التي جاءت على لسان البروفيسور مصباح. وحسب مصادر من داخل مبنى المستشفى، فإن اللجنة المذكورة ستعود إلى العاصمة بملف ثقيل، عنوانه الفساد الذي طبع هذه المؤسسة في الآونة الأخيرة، لاسيما في جانبه المتعلق بالصفقات والاستشارات التي كانت تتم بطرق تشوبها شكوك. وأكدت ذات المصادر أنه لا يمر يوم إلا ووقفت اللجنة الوزارية على فضيحة جديدة أو نقائص بسبب الإهمال والتسيب في التسيير، خصوصا فيما تعلق بكيفية منح المشاريع والاستشارات، والتنسيق مع مختلف المؤسسات الصحية من داخل وخارج الولاية، من ضمنها عدم رد إدارة المستشفى على المراسلات والفاكسات التي تردها يوميا من طرف نظيراتها، وهو ما وقفنا عليه، صبيحة أمس، أمام المدخل الرئيس للمستشفى، حيث أبدى عدد من أولياء المرضى جاءوا من مدن وولايات مجاورة، استياءهم الشديد تجاه التأخر الحاصل في عملية الرد على الفاكسات التي أُرسلت من مؤسسات صحية أخرى، وهو الوضع الذي يرهن صحة المواطن بالدرجة الأولى. وقد كشفت لنا مصادر من داخل المستشفى، أن إدارة هذا الأخير تتلقى يوميا عشرات الفاكسات المتعلقة بتحويل المرضى، غير أن هذه الصيغة من التحويل باتت محل انتقادات واستياء كبير من طرف أهالي المرضى، بسبب ثقل خطوات الرد في الكثير من الحالات، فيما أكدت مصادر أخرى أن عدد الفاكسات التي تتهاطل يوميا على هذا المرفق الصحي، يفوق 100 فاكس، من بينها قرابة 20 فاكس لمصلحة الاستعجالات، وأن الضغط بات كبيرا على مستشفى سطيف الجامعي، وأن الرد بقبول كل الحالات أمر شبه مستحيل. وتضيف ذات المصادر أن كل الحالات يتم الرد عليها ولو بعد حين، حيث يتم قبول الحالات المستعجلة جدا، فيتم إعطاء توجيهات لحالات أخرى أقل خطورة. تجدر الإشارة إلى أن مديرية الصحة وجهت قبل أيام، تعليمات في هذا المجال إلى مختلف المستشفيات، تتحدث عن ضرورة تفادي التحويلات غير المبررة ما بين المستشفيات. وفي حال وجود ضرورة يجب توفير كل الشروط لنقل المريض، مع ضرورة التكفل الجيد به من قبل المؤسسة المستقبلة. ❊منصور حليتيم