جدد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، تنديد الجزائر حكومة و شعبا وبشدة ب«القرار المؤسف والخطير» للولايات المتحدةالأمريكية بنقل سفارتها للقدس المحتلّة، مشيرا إلى أنه تقويض لإمكانية بعث مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة. وذكّر بموقف الجزائر «الثابت» و«الداعم» لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وشارك السيد بن صالح، بالعاصمة المغربية الرباط، في أشغال الدورة الاستثنائية لقمة رؤساء البرلمانات العربية لبحث التطورات الأخيرة المرتبطة بوضع القدس الشريف، و ذلك من أجل اتخاذ الموقف الذي يرقى إلى مستوى اللحظة الصعبة التي تعرفها القضية الفلسطينية. وتضمنت الكلمة التي ألقاها بالمناسبة والتي تحصلنا على نسخة منها تجديدا للموقف الجزائري الثابت بشأن القضية الفلسطينية، ولاسيما الموقف من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلّة، داعيا إلى دعم قرار منظمة المؤتمر الإسلامي المجتمعة بإسطنبول والقاضي بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. ووصف السيد بن صالح، القرار الأمريكي ب«الخطوة العبثية» و«الاستهانة بمرجعيات العملية السلمية في الشرق الأوسط على غرار مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومن بينها القرار رقم 478 لعام 1980، الذي تضمن الطلب من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية بالقدس الشريف. وحذّر من العواقب «جد الخطيرة» لهذا القرار «اللامسؤول» على السّلم والأمن في المنطقة وفي العالم، معتبرا أنه «سيساهم في إطالة أمد الأزمات والحروب وتبرير اللجوء إلى العنف وخلق بيئة مناسبة للتطرّف والإرهاب اللذين تعاني منهما بلداننا أشد المعاناة». حيث يعد الإعلان الأمريكي كما أضاف «تطورا خطيرا» وضعت من خلاله الولاياتالمتحدةالأمريكية «الوسيط المفترض في عملية السلام» نفسها في موقع الانحياز للاحتلال الإسرائيلي والاصطفاف «غير المبرر» وراء سياسته الاستيطانية وعدوانه على الشعب الفلسطيني،»مستهينة بتداعياته ونتائجه الكارثية». وهو من شأنه أن «يفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني الأبي جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية والقمعية والنّهب المتواصل للأراضي ومصادرة الممتلكات وبناء المستوطنات والاستهانة بحقوق الإنسان وحريات المواطنين الفلسطينيين، وكذا استمرار الحصار الجائر على قطاع غزّة والتهجير الممنهج للسكان وتهويد القدس الذي شمل كل المؤسسات وكافة مناحي الحياة فيها» كما قال. وتحدث رئيس مجلس الأمة عن ردة الفعل الدولية «الرافضة» لهذا القرار، مشيرا إلى أنها تدعو إلى احترام مبادئ القانون الدولي والتمسك بقرارات الشرعية الدولية، فضلا عن «هبّة الشعوب العربية» التي ظهرت عبر المسيرات والفعاليات التي شهدتها المدن العربية، داعيا البرلمانات العربية إلى أن تكون في مستوى الحدث، وتغتنم فرصة هذا الوعي الحاصل لمخاطبة برلمانات العالم والرأي العام العالمي لإيصال رسالة رفضنا القاطع لهذا القرار والمطالبة بإلغائه وباحترام القرارات الأممية ذات الصلة. كما دعا المجتمع الدولي إلى «تحمّل مسؤولياته التاريخية والقانونية والأخلاقية» تجاه معاناة الشعب الفلسطيني. وإلى البرلمانات في العالم وجه دعوته إلى «مواصلة الاعتراف بدولة فلسطين أسوة بنظيراتها التي قامت بذلك». وأجرى السيد بن صالح، على هامش مشاركته في قمة رؤساء المجالس البرلمانية العربية، محادثات مع كل من رئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود، ورئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، رئيس مجلس النواب العراقي سالم الجبوري، تناولت مستجدات القضية الفلسطينية وتبعات قرار الإدارة الأمريكية، وأيضا العلاقات الثنائية لاسيما في المجال البرلماني .