اقترح وزير الطاقة مصطفى قيطوني، إنشاء مجلس استشاري يضم جميع الأطراف المعنية بتنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجددة. وأكد السيد قيطوني، في مداخلة له في اجتماع نظم أول أمس، في إطار الندوة المعرض الأولى حول الانتقال الطاقوي التي احتضنتها الجزائر على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، أن إنشاء مثل هذا المجلس الذي يضم المؤسسات والصناعيين الوطنيين والأجانب والباحثين والخبراء سيسمح ب«استدامة التشاور والتبادل" من أجل تجسيد البرنامج الوطني حول الطاقات المتجددة. كما أكد وزير الطاقة أن رهان الجزائر في مجال الانتقال الطاقوي يكمن في إقامة نشاط اقتصادي حقيقي موجه نحو الطاقات المتجددة بفضل صناعة محلية. وهو ما جعله يرى ضرورة القيام بتحالف بين الاندماج الوطني والطاقات المتجددة على نطاق واسع من خلال نسيج مؤسساتي ومؤسسات صغيرة ومتوسطة ومناولين. وأشار السيد قيطوني، من جانب آخر إلى الإعلان القريب عن مناقصة تجاه المستثمرين الراغبين في العمل بالسوق الوطنية للطاقات المتجددة. من جانبه قال محمد عرقاب، الرئيس المدير العام لشركة توزيع الكهرباء والغاز "سونلغاز" إن إنجاز محطات كهربائية تقليدية قد سمح لمجمعه باكتساب "خبرة كبيرة وهامة" يكرسها حاليا لتطوير نشاطات المجمع في مجال الطاقات المتجددة. كما أوضح أن سونلغاز تعد حاليا 300 مهندس وتقني مختص في الطاقات المتجددة تم تكوينهم في معاهد عليا جزائرية وأجنبية، مضيفا أن مجمعه سبق وأن وضع نواة للهندسة العملياتية، واعد دفاتر شروط مع إقامة تعاون مع شركاء أجانب. وكشف نفس المسؤول أن تجارب حول إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية قامت بها سونلغاز بمناطق من الجنوب والهضاب العليا وكذا شمال الوطن وكانت "ايجابية". أما عبد القادر شوال، رئيس لجنة ضبط الكهرباء والغاز فقد أكد من جهته بأن الإطار القانوني المسير لتطوير الطاقات المتجددة يلائم الاستثمار الوطني العمومي الخاص والأجنبي. ودعا في هذا الشأن المتعاملين إلى الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة والاستفادة من الإجراءات التحفيزية التي أقرتها الدولة من أجل إنجاح عملية الانتقال الطاقوي. للتذكير فإن الندوة المعرض حول الانتقال الطاقوي حاولت الإجابة على عديد المسائل خاصة كيف تتم موافقة الاحتياجات المتنامية للسوق الداخلية مع التزامات الجزائر في مجال الإنتاج التجاري الموجه للتصدير. وهل يجب الاستثمار في تصدير المحروقات في الحالة الخام أو ينبغي علينا تشجيع تطوير صناعة تحويلية؟ وكيف يمكن تزويد الجزائر بصناعة وطنية لإنتاج السلع والخدمات في قطاع الطاقة، وكيف يمكن تشجيع الابتكار والتكوين في هذا المجال. كما يتعلق الأمر من جانب آخر بإعداد مسودة خارطة طريق لإنجاح الانتقال الطاقوي، ونشأة طاقات وطنية في مجال الابتكار والإنتاج والصيانة والخدمات الموفرة لمناصب شغل جديدة ودائمة وللثروة.