أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني أن إضراب الثمانية أيام التاريخي الذي دعت إليه قيادة جبهة التحرير الوطني من 28 جانفي إلى 04 فيفري 1957، يعد محطة رسخت الصمود في وجه الاستعمار، ومواجهة كل محاولاته الرامية للنيل من هوية الشعب الجزائري. واعتبر الوزير خلال إشرافه أمس، على ندوة تاريخية إحياء للذكرى ال61 لهذا الحدث التاريخي بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة، أن المناسبة تعكس قوة الوعي الثوري لكافة أفراد الشعب، خاصة فئة التجار والحرفيين، الذين أكدوا انخراطهم «فكرة وممارسة» في سبيل تحقيق الحرية ونيل الاستقلال. وأوضح زيتوني أن القرار السيادي الذي قضى بتنظيم هذا الاضراب، جاء تطبيقا لقرارات مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، الرامية إلى تصعيد العمل الثوري والسياسي، عبر إشراك كل القوى الفاعلية في المجتمع، مشيرا إلى أن الحدث كان بمثابة الانطلاقة الجديدة للمد الثوري في مواجهة الاستعمار، امتدادا لتضحيات الأجداد. ودعا وزير المجاهدين بالمناسبة إلى ضرورة ترسيخ الأهداف الكبرى المسطرة من خلال هذا الإضراب الذي بدأ في 28 جانفي 1957، من خلال تعزيز كتابة التاريخ «وتدوين مثل هذه الصفحات المشرقة من تاريخ الجزائر»، مشددا على ضرورة مساهمة الجميع في كتابة التاريخ والاستفادة من الشهادات الحيّة للمجاهدين الذين ما زالوا على قيد الحياة. وعرفت الندوة التاريخية المنظمة بالمناسبة، تقديم عدة مداخلات تاريخية قيّمة لأساتذة ومؤرخين حول هذا الموضوع، خلال جلسة نقاش نشطها الوزير الأسبق للإعلام محيي الدين عميمور، وسلط فيها كل من الأستاذين بن يوسف تلمساني ومديني بشير الضوء على حيثيات هذا الإضراب والظروف والأوضاع التي جرى فيها، إلى جانب تطرقهما للتطورات السياسية والعسكرية التي عرفتها الثورة قبل هذا الحدث التاريخي. كما عرّج الأستاذان كريم مناصر وحواس محمد على سير التحضيرات للتوقف عن العمل لمدة أسبوع، شمل كل القطاعات الحسّاسة عبر ولايات الوطن، إلى جانب ردود الفعل الفرنسية إزاء ذلك والانتصار الكبير الذي تم تحقيقه في الميدان من خلال النتائج الإيجابية التي كانت بمثابة صدمة كبيرة للإدارة الاستعمارية الفرنسية. في الأخير، جدّد مدير المتحف الوطني للمجاهد مصطفى بيطام دعوته لكافة الحاضرين ومختلف الناشطين في ميدان التاريخ، للإسهام قدر المستطاع في تعزيز وتغذية الذاكرة التاريخية وجمع الشهادات والكتابات والتقرب أكثر من المتاحف الجهوية لجعلها مادة ثرية يستفيد منها الباحثون والطلبة وتكون نبراسا ينير درب الأجيال القادمة.