يعيش فريق شبيبة القبائل وضعية صعبة في البطولة الوطنية، مماثلة لنفس السناريوهات التي عاشها النادي منذ عدة مواسم إلى حد الآن. ورغم رحيل الرئيس السابق محند شريف حناشي الذي كان متهما بسوء التسيير، ومجيء مسيرين جدد إلا أن القلق لايزال نفسه عند الأنصار، الذين يرون فريقهم يضع أرجله رويدا رويدا في الرابطة الثانية، كيف لا والفريق لم يستطع أن يخرج من أزمة نتائجه رغم أن رجل الأعمال شريف ملال، قام بدفع مستحقات اللاعبين قبل أن يعيّن رسميا على رأس النادي القبائلي. تتواجد شبيبة القبائل في المرتبة 14 برصيد 18 نقطة، وتعدّ الفريق الثالث المهدد بالسقوط على بعد نقطتين على اتحاد الحراش صاحب المركز 15 واتحاد البليدة المتواجد في المرتبة الأخيرة. ويبدو أن الطاقم الإداري الجديد والطاقم الفني بقيادة المدرب المخضرم نور الدين سعدي، لم يجدوا الحلول بعد لإخراج الفريق من عنق الزجاجة وطمأنة الأنصار بأنّ فريقهم سيضمن، على الأقل، بقاءه في الرابطة الأولى، الأمر الذي أصبح المناصرون معتادين عليه منذ عدة سنوات حتى انقلبت الأمور وأصبحوا يحتفلون بالبقاء، وهم الذين كانوا، في عهد سابق، يحتفلون بالألقاب، فقد تعطلت آلة الكناري الذي لم يعد يعرف كيف يطير بجناحيه، ليصبح رهينة بين أيادي أصحاب المصالح. شريف ملال الذي جاء في ثوب المنقذ من خلال ضخ الأموال، لم ينصّب إلى حد الآن، وينتظر أن يكون ذلك في بداية شهر فيفري القادم بعد أن تم تأجيل الجمعية العامة للمستثمرين التي كانت مقررة من قبل في 25 جانفي، فهذا المستثمر العائد من ألمانيا، صرف إلى حد الآن ما لا يقل عن 6 ملايير سنتيم على النادي، شملت دفع بعض الديون (وإن كانت هذه الأخيرة ترتفع إلى ما لا يقل عن 10 ملايير)، إضافة إلى دفع تسبيق للاعب بلكالام، الذي لم يبدأ بعد اللعب مع الكناري وقد يطول ذلك، كما منح مالا مسبقا للاعب قيطون الذي قدم من دفاع تاجنانت، إلى جانب دفع مستحقات اللاعبين الحاليين، وهذا كله من أجل تحفيزهم على تحسين النتائج، ورغم كل هذه المصاريف فليس من المؤكد أن ينصب ملال على رأس الشبيبة، في وقت يرفض بعض المساهمين في النادي، بيع أسهمهم له. ويدور حديث في محيط النادي القبائلي عن اكتشاف أمر ستة لاعبين لا يلعبون بالحرارة اللازمة، وهم وراء النتائج السلبية للفريق، حيث يرى المسؤولون في الفريق أنهم يخدعون الشبيبة. وحسب بعض المصادر فإن شريف ملال ينتظر فقط أن يرسَّم على رأس النادي حتى يضع حدا لتصرفات هذا السداسي. وقد نبّه نسيم بن عبد الرحمن رئيس الفريق بالنيابة، اللاعبين عن ضرورة التحلي بالانضباط، متوعدا إياهم بالعقوبات في حال لم يلتزموا بذلك. نفس الأمر أصر عليه المدرب نور الدين سعدي، الذي يبدو أنه سيجد صعوبات كبيرة لإعادة القاطرة إلى سكتها الصحيحة، خاصة أن كل من يتابع أداء الشبيبة يكتشف أن نصف التعداد لا يملك المستوى، وبالتالي فإن المشكل في هذا الفريق الكبير لا يتعلق فقط بتوفير الأموال، بل يتعداه إلى الاستقدامات التي أجريت من قبل بدون تفكير ولا دراسة، وها هو النادي يحصد النتائج السلبية، ويضاف إلى هذا عدم الاستقرار على كل المستويات؛ الإداري والفني. فإنقاذ الشبيبة من السقوط سيتطلب حدوث معجزة في ظل هذه الظروف، سيما أن المباريات 12 التي تنتظرها لن تكون سهلة، وستلعب كمباريات النهائيات، وأي لقاء يضيع لا يمكن تعويضه. ❊ ط. ب