يتجه مدرب شباب بلوزداد، رشيد طاوسي، تدريجيا إلى تغيير كثير من الأشياء داخل تشكيلة لعقيبة التي يقضي معها أسبوعه الخامس منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية، والظاهر أنّ التقني المغربي رفض منذ قدومه إلى بلوزداد التسرع في فرض منهجية عمله سواء في مجال التدريبات أو فيما يتعلق بتقييم مستوى التعداد الموجود بين يديه، وكتقني محترف له تجربة كبيرة في هذه المهنة، فضّل المراقبة والتمعّن، وهو الأمر الذي أبلغه إلى إدارة النادي حتى لا يغضب اللاعبون والمسيرون ولا يفاجئ أيضا الأنصار الذين كانوا قد طالبوه من قبل بإحداث تغييرات جذرية في الفريق الأساسي. كان الوقت كافيا بالنسبة لرشيد طاوسي كي يأخذ نظرة شاملة على مستوى فريقه، ولا شك أن خروج شباب بلوزداد من أطوار منافسة كأس الجمهورية هو الذي جعل التقني المغربي يقتنع أن فريقه لن يذهب بعيدا بالكيفية التي يلعب بها. ووقع التحول الحقيقي داخل الفريق في مباراة الدور التمهيدي لكأس "الكاف" ضد الفريق المالي "أسوك"، حين قرر المدرب طاوسي خوض هذا الموعد القاري بإدخال تغييرات جذرية على المناصب، لا سيما على مستوى الدفاع، إلى درجة أن كثير من الملاحظين وجدوا أن طاوسي غامر كثيرا لما أسند منصب الظهيرين في الخط الخلفي إلى كل من دراوي وزيناسني المعروف عنهما اختصاصهما في وسط الميدان، ولعبا على هذا المستوى في كل الفرق التي حملا ألوانها، بل لم يناقشان قرار مدربهما الذي مس أيضا المدافعين الآخرين خودي وبوشار الذين أقحمهما في وسط الدفاع الأول كان يجد نفسه دوما في كرسي البدلاء، في حين احتل اللاعب الثاني منذ قدومه من سطيف إلى شباب بلوزداد منصب ظهير أيسر للخط الخلفي. ونجح المدرب طاوسي في هذا الاختيار، بما أن هذا الثنائي أدى دورا كبيرا في استماتة الدفاع البلوزدادي أمام ضغط المنافس المالي، لا سيما بعد تمكّن الفريق الجزائري من تعديل النتيجة في الشوط الثاني، إذ تمكن خودي وزميله بوشار من مليء الفراغ الذي تركه المدافع الدولي نعمان الغائب عن هذا الموعد بسبب معاناته من إصابة على مستوى الركبة. كما قام المدرب البلوزدادي بتغيير استراتيجي آخر حينما طلب من وسط الميدان الهجومي سالمي الرجوع إلى الوراء للقيام بمهمة استرجاع الكرات من الخصم وتمكّن هذا العنصر فعلا من صنع جدار حقيقي أراح كثيرا زملاءه في الدفاع. أما المفاجأة الأخرى التي أحدثها مدرب شباب بلوزداد فتمثلت في منح منصب قلب الهجوم للشاب بشو الذي كان أهلا للثقة التي وضعها فيه مدربه من خلال النشاط الكبير الذي أداه في الهجوم وتمكنه من تسجيل هدف التعادل، وعبر الشاب بشو عن امتنانه للمدرب رشيد طاوسي قائلا أنّه أدرك فعلا الإمكانيات الكبيرة التي يملكها وأنه سيعمل في المستقبل جاهدا للبقاء في التشكيلة الأساسية. وأكثر ما يتمناه أنصار شباب بلوزداد، هو أن يتمكن المدرب رشيد طاوسي من تقوية فريقهم، في ما تبقى من عمر البطولة كونه لا زال مهددا بالسقوط ولا بد على زملاء العكروم أن يضمنوا بسرعة بقاء الفريق في الرابطة الأولى، هذا دون نسيان الذهاب بعيدا في منافسة كأس الكونفيدرالية الإفريقية التي تمثل الآن المنفذ الوحيد لإنقاذ الموسم وهي المنافسة التي عاد إليها النادي البلوزدادي بعد غياب دام ثماني سنوات كاملة . وقد ثمن المدرب طاوسي النتيجة الإيجابية التي تحصل عليها فريقه في باماكو، حيث قال "أشكر عناصر تشكيلتي على الروح القتالية التي لعبوا بها المباراة، وكان لتركيزهم القوي طيلة اللقاء دور رئيسي في الصمود أمام الضغط الكبير الذي فرضه المنافس المالي في الشوط الأول وفي الدقائق الأخيرة من اللعب عقب حصولنا على هدف التعادل". وعن اللقاء القادم ضد وفاق سطيف بملعب هذا الأخير، قال التقني المغربي إن فريقه سيحاول الاحتفاظ بالديناميكية الكبيرة التي يعيشها هذه الأيام والعمل بكل ما في وسعه للعودة بنتيجة إيجابية من عاصمة الهضاب العليا.