دعا منتجون محليون متخصصون في الصناعات الغذائية بالجزائر، إلى ضرورة وضع خطة وطنية لدعم الشركات الوطنية على التصدير نحو الخارج، تساهم فيها كل الهيئات والجهات المختصة وعلى رأسها مصالح وزارة النقل والمالية والتجارة. وأجمعت آراء المشاركين في صالون الصناعات الغذائية المنظم بوهران في طبعته السادسة تحت شعار «آفاق التصدير ودور النقل واللوجيستيك في دعم التصدير»، على أهمية رفع المعوقات التي لاتزال تحرم المؤسسات الوطنية من تسويق منتجاتها خارج الوطن رغم تحقيق مجموعة من المنتجين المحليين التميز من حيث نوعية منتجاتها، وتتطلع فقط إلى ولوج الأسواق العالمية، خاصة أسواق إفريقيا التي تُعد من أهم الأسواق بالنسبة للمنتجات الجزائرية، في وقت استطاعت بعض المؤسسات فرض نفسها والتواجد بالعديد من دول العالم. في هذا الإطار، كشفت السيدة بن مجنح راشا مسؤولة الماركيتينغ بشركة «أس بي سي» المتخصصة في صناعة المشروبات الغازية وغير الغازية، أن الشركة منذ نشأتها سنة 2000، تمكنت من تحقيق اكتفاء ذاتي في الترويج عبر كامل القطر الوطني. وأقدمت منذ سنة 2011 على دخول الأسواق الدولية من خلال التصدير نحو الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، تونس وليبيا، موضحة أن الشركة ضمن خطة التوسع، تسعى للوصول إلى أسواق جديدة كمصر والعراق، غير أن مشكل النقل لايزال قائما في غياب وجهات مباشرة نحو بعض المناطق من العالم خاصة نحو إفريقيا، التي تسعى الشركة لدخولها من بوابة دولة ساحل العاج، حيث تلقت الشركة مراسلات لتصدير المنتوج إليها في غياب شركات متخصصة في النقل ونقص التأمين. كما أشارت المتحدثة إلى أن «بيروقراطية» الوثائق والملفات الخاصة بالتصدير، لاتزال تشكل عائقا أمام مبادرات التصدير، حيث تستغرق عملية تسوية الملفات والوثائق أكثر من 15 يوما، فيما يُفترض أن لا تتجاوز 5 أيام تماشيا والمعايير المعمول بها في بعض الدول المجاورة. من جانبه، أكد ممثل شركة «صول» المتخصصة في إنتاج «المارغرين»، أن الشركة تمكنت خلال سنوات قليلة من اقتحام عدة أسواق إفريقية والوصول إلى غاية جنوب إفريقيا، فضلا عن دول أوروبية رغم الصعوبات التي تواجهها عملية التصدير عبر الموانئ أو الطرق البرية، مبرزا ضرورة وضع خطة وطنية لإيجاد حلول لمشكل النقل برا عبر إفريقيا. في نفس الاتجاه، أشار ممثل شركة «باديس» المتخصصة في مواد التخمير الخاصة بالحلويات في حديثه عن العراقيل التي تواجه الشركة في مجال التصدير، إلى أن منتوج الشركة يصدَّر اليوم لدولتي كنداوفرنسا في انتظار دخوله الأسواق الإفريقية التي تبقى من أهداف الشركة، ما يستدعي، حسبه، ضرورة العمل على دعم الشركات لضمان النقل نحو الوجهات الإفريقية. 27 باخرة تجارية تدعم الأسطول الجزائري وحملت كلمة وزير النقل والاشغال العمومية التي قرأها نيابة عنه مدير النقل لولاية وهران السيد زروق مختار في افتتاح الصالون، جزءا هاما من الرد على الانشغالات المطروحة من قبل المتعاملين المحليين، حيث أكد الوزير أن الحكومة تولي أهمية قصوى لدعم التصدير نحو الخارج، مضيفا أن الجزائر بصدد اقتناء 27 باخرة تجارية مختلفة، بينها 10 بواخر شحن من الحجم الكبير ستدخل الخدمة خلال السنوات القادمة. وأوضح الوزير أن الاستراتيجية الوطنية للنقل تهدف إلى الرفع من حجم الحصة الجزائرية في مجال النقل البحري إلى نحو 30 بالمائة، حيث إن معظم عمليات الشحن البحري الجزائرية تشرف عليها شركات أجنبية. كما تسعى الجزائر إلى الرفع من حجم القدرة الاستيعابية للحاويات بالموانئ، وتعميم إنشاء الموانئ الجافة حيث بلغ حجم نشاط الحاويات خلال السنة الماضية، ما يقارب 120 مليون حاوية، فضلا عن تخفيض تكلفة النقل ضمن تسعيرة المنتوج، والتي تحدد اليوم ب 35 بالمائة، في وقت تحدد المعايير الدولية النسبة ب 15 بالمائة. من جانبه، كشف السيد زياني عبد الوهاب المدير العام للشركة الوطنية للتسويق البحري، أن الجزائر تخسر سنويا 6 ملايير دولار من إجمالي حقوق عمليات النقل البحري التجاري، تستفيد منها الشركات الأجنبية المتعاقدة معها، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود ودعم عمليات اقتناء السفن التجارية لاستعادة هذه الأموال الضائعة. للإشارة، يشارك حوالي 200 عارض يمثلون شركات ومؤسسات وطنية متخصصة في الصناعات الغذائية والتحويلية، إلى جانب عارضين من إسبانيا، فرنسا، بولونيا، تركيا والهند في الصالون الدولي للصناعات الغذائية الذي انطلق أمس بوهران، ويشكل فرصة سانحة للمنتجين المحليين للتعريف بالمنتوج الوطني، واستكشاف مختلف فرص الشراكة والمرافقة، لا سيما في مجالي تكثيف الإنتاج والتصدير. رئيس جمعية منتجي الفواكه ببولونيا ل «المساء»: نحضّر لعقد شراكة مع الجزائر لإنتاج التفاح كشف السيد ميرسوف ماليزوسكي رئيس الجمعية البولونية لمنتجي الفواكه وممثل جمعية منتجي التفاح بالاتحاد الأوربي، أن الجمعية البولونية تسعى إلى خلق شراكة مع المستثمرين الجزائريين لإنتاج عدة أنواع من التفاح بالجزائر، والرفع من الطاقة الإنتاجية لهذا المنتوج لتصديره إلى الخارج. وأكد المتحدث في حديث إلى «المساء»، أن الجمعية منذ قرار الجزائر توقيف استيراد التفاح، عملت على تحضير عقد شراكة مع الجزائر لدعم الإنتاج والتصدير، حيث يتم حاليا، حسبه، زيارة عدة مواقع بالجزائر لاكتشاف القدرات المحلية من حيث الأراضي الفلاحية والإمكانيات التقنية المتوفرة؛ تحضيرا لهذا المشروع الذي يهدف إلى إنتاج بعض الأنواع من التفاح المطلوب عالميا. واعتبر المتعامل البولوني إنتاج الجزائر لما يقدر ب 40 ألف طن من التفاح سنويا، ضعيفا لا يلبي متطلبات السوق المحلية، في وقت تنتج بولونيا، حسبه، 4 ملايين طن من التفاح، وهو الرقم الذي تم تحقيقه، حسبه، بفضل استعمال تقنيات حديثة في الإنتاج والرفع من المساحات المزروعة، حيث كان حجم الإنتاج منذ سنوات لا يتعدى 2 مليون طن فقط.