عرف معرض تذوق طبق الكسكسي التقليدي الذي احتضنته ساحة البريد المركزي مؤخرا، إقبالا جماهيريا كبيرا، حيث التف جمع غفير من المواطنين على أجنحة المعرض للاطلاع على مختلف أنواعه التي عرضت بغرض التعريف بما تزخر به الجزائر من تنوع في هذا الطبق التقليدي المشهور، والتأكيد من جهة أخرى، تقول مديرة مهرجان الكسكسي السيدة نعيمة بتال على "أن الكسكسي من أصول جزائرية ردا على المشككين في ذلك". حسب المديرة، فإن التفكير في تنظيم معرض للتذوق ضمن برنامج المهرجان الدولي الأول الخاص بالكسكسي، يأتي في إطار التعرف أكثر على مختلف أنواع الكسكسي وطريقة تحضيره التي تختلف من منطقة إلى أخرى، سواء من حيث المواد المستعملة أو كيفية التحضير، مشيرة إلى أن معرض التذوق عرف عرض 14 نوعا منه، مثل كسكسي "الخروب"، "البلوط" والشعير، إلى جانب الكسكسي الأبيض المصنوع من القمح، وتقول "أبدع في تحضيره مجموعة من الطهاة والمهتمين بالطبخ الجزائري من مختلف ربوع الوطن". من جهة أخرى، أشارت مديرة المهرجان، إلى أن المساعي جارية مع كل من وزارة الثقافة والسياحة، بهدف تصنيف طبق الكسكسي ضمن التراث العالمي ل«اليونسكو"، ومثل هذه التظاهرات تشجع على الترويج له، ولما لا تعلق "اكتشاف أنواع أخرى لم يتم تذوقها، خاصة أن الجزائر بلد شاسع وفيه تنوع كبير في التراث، بما في ذلك الأطباق التقليدية". وردا عن سؤال "المساء"، عن التفكير في تنظيم طبعة ثانية، أشارت محدثتنا إلى أن النجاح الذي حققته الطبعة الأولى بقصر "رياس البحر" في العاصمة، وعرفت مشاركة 15 دولة، بما فيها بعض الدول الشقيقة، مثل تونس والمغرب ومصر وبعض الدول الأجنبية، مثل تركيا وبريطانيا، بعدما تحول طبق الكسكسي إلى طبق عالمي، يجري التفكير في تنظيم الطبعة الثانية التي ينتظر أن تحتضنها ولاية وادي سوف. حضور مميز بمختلف الأنواع والأذواق تعبق الجناح الذي عرضت فيه أطباق الكسكسي بمختلف الروائح الزكية التي تفتح الشهية، حيث تم تزيينها بقطع اللحم والخضر والدجاج وبعض الأسماك البحرية والبيض، في حين تم تجميل أطباق الكسكسي الحلوة بالمكسرات والزبيب والتمر، وهو ما جعل المواطنين الذين كانوا يترقبون عملية التذوق، يستعجلون العارضين لتمكينهم من التلذذ ببعض الأنواع التي يكتشفونها لأول مرة. في دردشتنا إلى بعض العارضين عبرت الطاهية زبيدة همال، التي شاركت بجفنة من كسكسي العروسة المعد بالمرق الأحمر واللحم، والمزين بالتمر والبيض وحلوى الزينة، وبكسكسي القمح المحضر بالقرع وزيت الزيتون الذي تشتهر به منطقة بوسعادة، عن سعادتها بالمشاركة والتعريف ببعض أنواع الكسكسي الجزائري. بينما استعرض الطاهي إبراهيم طالب، طبق السفة التلمسانية بحلة عصرية، وأشار في معرض حديثه إلى أن السفة، طبق من الكسكسي الحلو يسقى بالعسل ويخلط بالفواكه الجافة، موضحا أنه تعمد أن يعد الكسكسي بالقمح الكامل وبعض الجبن لإضفاء نوع من التميز، وتمكين حتى المرضى من تذوقه". شاركت الطاهية نعيمة حدّ، من ولاية بجاية بالكسكسي الأسود "البلوط"، المزين بالحوت والمرق الأحمر، وأوضحت أن هذا الطبق مشهور كثيرا في ولاية جيجل، واعتبرت المهرجان فرصة لتمكين المواطنين من تذوق واكتشاف بعض أنواع الكسكسي التي قد تبدو غريبة للبعض. كان كسكسي الدول الشقيقة حاضرا أيضا في المهرجان، حيث أبدعت الطاهية حفيظة بيرني بعرض الكسكسي المغربي، وقالت في معرض حديثها بأن أهم ما يميزه هو اللحم وكثرة الخضر، مبرزة الفرق الواضح بين الكسكسي الجزائري والمغربي في طريقة التحضير، تقول "اللحم يطهى بمرق خاص والخضر بمرق خاص أيضا، إلى جانب إدراج عدد من التوابل التي تصنع التميز وعادة ما تشتهر بها المغرب. بالمناسبة، أعربت عن استحسانها لمثل هذه المهرجانات التي تساعدهم على اكتشاف غنى كل دولة في مجال الطبخ. من جهتها الطاهية نهى بن شيخ أحمد من تونس، التي شاركت بالكسكسي المعد بالحوت والمعطر بالتوابل الذي عادة ما تشتهر به تونس، قالت في معرض حديثها، إن أهم ما يميز الكسكسي التونسي هو الذوق، بالنظر إلى نوعية التوابل المدرجة فيه، مثل البسباس والكمون والقرفة، إلى جانب "البنة" التي تصنعها المنتجات البحرية الممثلة في الحوت، مشيرة إلى أن المهرجان سمح لها باكتشاف بعض أنواع الكسكسي الجزائري التي لا تعرفها. ❊ رشيدة بلال