تشكل رعاية الطفولة وحمايتها اهتمام مختلف دول العالم نظرا لما ينطوي عليه أمر إهمالها من مخاطر تهدد صحة أجيال المستقبل، في نفس الوقت الذي تهدد فيه بتحولها الى أدوات مستغلة في ساحة الإجرام··· وانطلاقا من هذه الحقائق المرعبة ركزت سياسة الجزائر الإجتماعية منذ 1999 على تحسين ظروف التكفل بالأطفال المحرومين من العائلة، حيث قدر عدد الأطفال الذين ولدوا خارج إطار الزواج خلال الفترة الممتدة ما بين 1999 و2007 ب27 ألف و421 طفلا· وحسب المعلومات المستقاة من الملتقى الدولي المتعلق بالتفكير حول مقاربات التكفل في الوسط المؤسساتي بالأطفال المحرومين من العائلة الذي نظمته وزارة التضامن الوطني مؤخرا، فإن عدد الأطفال في الجزائر يقدر ب10 مليون طفل يمثلون 30% من نسبة السكان الإجمالية، منهم 20% تقل أعمارهم عن 5 سنوات·· لكن يبقى السؤال المطروح هل يتمتعون بطفولة سوية؟·· وهل هم بمنأى عن مخاطر العنف؟ ولعل الإحصائيات التي تشير الى ولادة 3 آلاف طفل غير شرعي سنويا بالجزائر تقدم جزءا من الإجابة على السؤال المطروح، وهي تدفع في نفس الوقت الى طرح تساؤلات أخرى مفادها: ما هو عدد الأشخاص الذين يبحثون عن هويتهم في الجزائر؟ كيف يعيش الرجال والنساء المحرومون من العائلة رحلة البحث عن الأصول الشخصية؟ هي قضية مهمة قد تجد لها حلا من خلال خلية التفكير في تنصيب مجلس وطني جزائري للبحث عن الأصول الشخصية، وهي مبادرة جاءت بها وزارة التضامن الوطني التي اقترحت على صعيد آخر قانون الاعتراف بالأبوة طرح للنقاش على مستوى المجلس الشعبي الوطني بحيث أن إثبات هوية الأطفال الذين يعيشون بدون أصول سيمكن الآلاف من التمدرس كما سيحول دون تحولهم الى إرهابيي المستقبل، وذلك من خلال إثبات الأبوة عن طريق الحمض النووي "أ·دي·أن" في حالة تمكن الأم العازبة من تحديد الأب البيولوجي· وبمقابل حصول الطفل على الهوية يتم التكفل بالأم العازبة وفق ما تقتضيه تقاليد التضامن الجزائرية، بحيث يكون لها الحق في الحصول على تسهيلات في فترة الإرضاع والاستفادة من تكوين في مركز متخصص، الى جانب الحصول على عمل لتجنب الأوضاع الصعبة· ويسجل أنه يمكن للنساء في الجزائر أن يلدن دون الإفصاح عن هويتهن، والتخلي عن أبنائهن غير الشرعيين في مصالح الشؤون الإجتماعية التي تتولى إدماجهم عن طريق الكفالة· وحسب المسؤول الأول في وزارة التضامن الوطني، السيد جمال ولد عباس، فإنه قد تم تخصيص غلاف مالي يفوق مليار و164 مليون دج لإسعاف 180 ألف و425 طفلا تم التكفل بهم خلال السنوات التسع الأخيرة· ويتوزع هؤلاء على 35 دارا للطفولة المسعفة توجد على مستوى 27 ولاية، في حين ينتظر تأسيس أربع ديار للأطفال اليتامى ضحايا الإرهاب· يتوزع الأطفال المسعفين الذين تتراوح أعمارهم ما بين (0 و6 سنوات) على 22 دارا· في حين يتواجد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6و18 سنة على مستوى 13 دارا، علما أنه يشرف ألف و641 عاملا على هذه الديار·