باشرت المؤسسة التركية المكلفة بأشغال إعادة تهيئة المنتج السياحي "ثالة قيلاف" الواقع بالجهة الجنوبية لولاية تيزي وزو، وتحديدا ببلدية بوغني، أشغال الهدم من أجل مباشرة عملية تهيئة مرافق المنتجع، حيث أن العملية التي رصد لها 4.2 ملايير دينار جزائري، من شأنها إعادة بعث السياحة بهذا المنتجع واستقطاب السياح من جديد، حيث ينتظر هذا الموقع السياحي الذي ظل مغلقا لأزيد من 20 سنة، أن يفتح أبوابه في حلة جديدة لاستقبال عشاق الطبيعة والسياحة الجبلية في نهاية 2019. أكد رئيس المجلس الشعبي الولائي يوسف أوشيش، خلال زيارة تفقدية للمنتجع قام بها يوم الأحد، رفقة مدير السياحة للولاية ومؤسسة التسيير السياحي للمركز المكلفة بمتابعة أشغال التهيئة، أن منتجع "ثالة قيلاف" الذي رصد لإعادة تهيئته 4.2 ملايير دج، تتكفل مؤسسة تركية بالعملية التي تضم أربعة مرافق، منها فندق "الأرز" وفندق اللذان، يوفران 200 غرفة تضم 550 سريرا، مما يسمح باستعادة الفندقين لخدماتهما وعودتهما لاستقبال عشاق الطبيعة والسياح، وهو ما يسمح باستغلال المنتجع من جديد وبعث النشاط السياحي بالمنطقة والنشاط الاقتصادي عامة في الولاية. أضاف أوشيش أن المنتجع يضم مرافق مختلفة تمسها أيضا عملية التهيئة، وتزيد من دفء الموقع، منها الفضاءات الخارجية، كالشرفة، فضاءات اللعب، مركز ترفيه ونشاط وكذا مطعم العلو الذي يتواجد على ارتفاع 1650 مترا عن سطح البحر، ويتسع ل710 أماكن، مؤكدا على أن الجهة الجنوبية للولاية ستصبح قطبا سياحيا بامتياز، وتحقق عودة السنوات الذهبية من جديد، حيث كانت السياحة الجبلية مزدهرة في هذه المناطق التي تزخر بجمال طبيعي خلاب ونادر، مشددا على ضرورة احترام المعايير البيئية والمحافظة على الطبيعة. دعا أوشيش المؤسسة التركية ومؤسسة التسير السياحي مركز، إلى الحرص على إنهاء المشروع في وقته المحدد، وينتظر أن يكون مع نهاية 2019، ليفتح المنتجع أبوابه بمرافقه في حلة جديدة لاستقبال عشاق الطبيعة والسياحة الجبلية، مشددا على ضرورة احترام مواعيد الاستلام ومضاعفة الإمكانيات البشرية. علما أن عدد العمال حاليا يقدر ب50 عاملا، مؤكدا أن هذا المنتجع يعد بالكثير في هذه المنطقة الجنوبية والولاية ككل، على اعتبار أنه يشكل وديعة اقتصادية ستساهم في تطوير المنطقة وإنعاش الحياة في جميع الأصعدة. كما تسمح ببعث السياحة المحلية والوطنية، على اعتبار أن هذه المنطقة الجنوبية سياحية بامتياز من الطراز العالي، ومعروفة على المستوى الوطني وحتى العالمي. تحدث يوسف أوشيش عن منطقة التوسع السياحي تيزي أوجعبوب، حيث أكد على أهمية مرافقة المستثمرين بالولاية، مؤكدا على أن السلطات واعية بضرورة بعث الاستثمار المنتج للثروات والخالق لمناصب الشغل، مما يسمح بخلق دينامكية تنموية في الولاية تخلق ثروات لفائدة البلاد. مساع لاستدراك الوقت قالت مصادر من المؤسسة التركية، إنه شرع في أشغال الهدم منذ ديسمبر، مؤكدا أنها ستكون جاهزة في الوقت المحدد لضمان استلام المنتجع مع نهاية 2019، فيما عرضت المؤسسة على رئيس المجلس الشعبي الولائي بتيزي وزو، أهداف العصرنة التي تضمها الأشغال المبرمجة التي تسمح بتحسين التنقل الداخلي والخارجي بالمنتجع، بوضع إمكانيات ميكانيكية "مصاعد هوائية"، تهيئة داخلية وخارجية كلية باستعمال عتاد وفقا للمعايير الدولية، وكذا تدعيم المنتجع بنظام مكافحة الحرائق، مع توسيع الغرف وتحويلها إلى شقق وغيرها. ليتم في آخر مرحلة، تهيئة المحيط الخارجي من خلال إعادة الاعتبار للمساحات الخضراء، المسبح، وتجديد الشبكات وفضاءات أخرى مبرمجة ضمن المخطط الذي يسمح بتهيئة المنتجع وفقا للمعاير الدولية. من جهتها، أكدت مؤسسة التسيير السياحي مركز المكلفة بمتابعة الأشغال، أن المؤسسة التركية باشرت أشغال الهدم في ديسمبر، وأنه تم تسجيل تأخر بسبب الأحوال الجوية، حيث أنها تعمل حاليا على استدراك الوقت، مضيفا أنه لم يتم بعد مباشرة عملية الهدم لمركز النشاطات، وتم تأجيلها إلى حين تحويل أعوان الجيش إلى فضاء الشباب. حذرت محافظة الغابات للولاية، من الإهمال الذي طال المحيط الغابي للمنتجع، حيث تقوم المؤسسة التركية بتحويل بقايا عملية الهدم إلى مساحات خضراء، وهو ما يهدد أنواعا من النباتات، إضافة إلى تضرر 13 شجرة، حيث دعا ممثلو المحافظة بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي، المؤسسة التركية إلى إيجاد حل في أسرع وقت ممكن بهدف إخراج بقايا عملية الهدم خارج هذه البقعة الخضراء لتفادي تضررها أكثر. كما شددت محافظة الغابات على ضرورة حماية البيئة والمحيط في عملية التهيئة والتفكير في حل مشكلة تسرب مياه الصرف في الطبيعة. علما أنه في الماضي، كان يوجد 11 موقعا للصرف، إضافة إلى حوض تجمع مياه الصرف المتسربة من المطعم، تصب في الوادي، خاصة أن الموقع يضم أنواعا من الأشجار والنباتات النادرة في أماكن أخرى، إلى جانب وجود خزانات مائية تمول العديد من القرى وكذا 386 منبعا مائيا، حيث يطالبون بتدعيم الموقع بعد تهيئته بمحطة تصفية المياه المستعملة. للتذكير، تعرض المنتجع للتخريب والدمار خلال العشرية السوداء، حيث عانى الإهمال لسنوات بعدما استحوذت الجماعات المسلحة على المناطق السياحية الجميلة بالولاية، واتخذتها مواقع لها، باعتبارها تمتاز بإطلالة مميزة تهيمن على المناطق الجبلية المجاورة، وهو ما كان وراء تخلى السكان عن هذه المناطق وهجرها بسبب الخوف السائد آنذاك، لتختفي فيما بعد جميع لوحات الإشارة التي تدل على وجود منتجع بهذه المرتفعات الجبلية التي يزيد علوها عن 1600 متر عن سطح البحر. ظل المنتج عبارة عن جسد بلا روح لسنوات، إلى أن قررت مديرية السياحة والصناعات التقليدية العمل على بعثه من جديد، خاصة بعد عودة الأمن للولاية عموما والمنطقة خصوصا، وهو ما من شأنه استغلال المؤهلات السياحية لهذا المركب السياحي الذي يعد "رئة السياحة" بالولاية من جهة، وتطوير السياحة الجبلية في الجزائر ككل من جهة أخرى، خاصة أنه سيسمح بتطوير رياضة التزلج، التسلق، القفز بالمظليات وغيرها. ❊س.زميحي