مرت على الانتخابات المحلية الماضية 8 أشهر ولاتزال العديد من البلديات بولاية تيزي وزو تعيش حالة انسداد، الوضعية التي باتت مقلقة لعدم توافق رؤساء المجالس والمنتخبين، حيث أدى الصراع القائم بين بعض الأحزاب الحاصلة على المقاعد بالمجالس المنتخبة، إلى إدخال عدة بلديات في دوامة الانسداد، ما أثر على تسيير أمور المواطنين والتنمية المحلية بشكل عام. لا تزال ثلاث بلديات بولاية تيزي وزو تتخبط في دوامة الانسداد، إذ لم تتمكن كل من بلديات عين الزواية، آيت محمود واعطافن من تجاوز هذه الوضعية رغم مرور 8 أشهر على عملية تنصيب أعضاء المجلس الشعبي البلدي الجديد الذي أسفرت عنه الانتخابات المحلية الأخيرة، إذ لاتزال هذه المجالس تعاني من مشاكل بسبب الخلافات بين المنتخبين، ما أخر عملية تجسيد البرنامج التنموي والتكفل بانشغالات المواطنين. وتعمل بعض البلديات على غرار عين الزاوية على تجاوز هذا الانسداد من خلال دراسة انشغالات المواطنين والتكفل بها من طرف "المير" والأمين العام للبلدية بالتنسيق مع رئيس الدائرة، حيث أثرت حالة الانسداد على الواقع التنموي للبلدية، التي بذلت ما بوسعها لتجاوز هذه المشكلة وضمان خدمة المواطنين في انتظار أن يصل المنتخبون إلى حل ينهي هذا الوضع، والتفكير معا في خدمة المنطقة وقاطنيها، الذين وضعوا ثقتهم في المجلس الجديد حتى يضمن تحسين إطارهم المعيشي. وفي الوقت الذي تمكنت بلدية عين الزاوية من الوصول إلى حل يسمح بتجاوز الخلافات من أجل خدمة المواطن وتنمية المنطقة، وذلك لم يكن ممكنا بالنسبة لبلديتي اعطافن وآيت محمود في ظل تمسك المنتخبين بمواقفهم المعادية لرئيس المجلس، في محاولة كل طرف عرقلة عملية التسيير التي يدفع ثمنها المواطن، كون ذلك يخص مسألة التكفل بانشغالات ومطالب السكان ومدى الإسراع في الاستجابة لها عبر تحرير بطاقات تقنية والمداولة على ميزانيتها لمباشرة عملية تجسيدها. ورغم المساعي المتواصلة للمجلسين التي تواجه حالة الانسداد إلا أنها لم تصل إلى أي نتيجة، ما دفع ب "الأميار" إلى مناشدة الوالي استفادة بلديتي اعطافن وآيت محمود وقراها من نصيبها من التنمية، ما يسمح بدفع وتيرة التنمية واستدراك التأخر. ويأمل "أميار" البلديات الثلاث أن يضع المنتخبون خلافاتهم جانبا ويفكروا في خدمة المواطن والبلدية، في حين لم يخف السكان مخاوفهم من هذه الوضعية، التي أكدت التجارب التي عاشتها العديد من بلديات الولاية خلال العهدة الماضية، النتائج الكارثية التي وصلت إليها بسبب عناد المنتخبين واستمرار مسلسل الانسداد، الذي حرمهم من نصيبهم من التنمية بعدما دخلوا في قوقعة الركود والحرمان.